نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- جزمت دراسة علمية تناولت أساليب التفكير بين أتباع مختلف الاعتقادات أن لدى كل إنسان بشكل عام فكرته الخاصة عن الله، وهو يلجأ إلى هذه الفكرة لدى رغبته بالتعبير عن غضبه، والغريب في الدراسة أنها أثبتت وجود تصور مماثل لله حتى بين الملحدين وأتباع الديانات غير التقليدية.
وذكرت الدراسة التي أعدتها مجلة "علم نفس الشخصيات والمجتمع" أن كل الناس تقريباً يشتركون في مسألة تطوير تصوّر معين لله، كما أن معظمهم تعرض خلال حياته لمحنة أو تجربة كانت سيئة لدرجة شعر معها بالغضب من الله.
وقالت جولي أكسلين، كبيرة الباحثين العاملين على الدراسة، إن المفارقة أظهرت أن الملحدين، والذين يفترض أنهم لا يؤمنون بوجود الله، هم أكثر من انتابه خلال حياته مشاعر الغضب حيال الله والقدر، وقد سجلوا نسباً موازية لتلك التي أصابت من عانى خلال حياته من فقدان العائلة أو الزوج.
وأضافت أكسلين، بحديث لـCNN أن المتدينين عموماً يشعرون بالرضا حيال الله، ولا تنتابهم مشاعر غضب مماثلة، بل يفسرون الأقدار التي يتعرضون لها بتفسيرات إيجابية.
ورصدت أكسلين أيضاً فوارق في "الرضا" عن الله بحسب العمر، إذ اتضح أن الشبان يشعرون بالغضب حيال الله أكثر من كبار السن، ورأت أن ذلك يعود إلى أسباب نفسية، بينها زيادة خبرة المرء مع تقدمه بالسن، ومعرفته لسبل التعامل مع المصاعب التي يواجهها، وكذلك لأسباب اجتماعية تتعلق بالتربية، إذ لم تتعود الأجيال السابقة التشكيك بالله.
كما أشارت أكسلين إلى أن الناس الذين يشعرون يغضبون من الله غالباً ما يشعرون بذلك بعد أحداث يعجزون عن تفسيرها أو إيجاد مبررات لها، مثل الكوارث والأحداث الأليمة، أو في لحظات المرض، وذلك بعد مراجعة الحالة النفسية للعديد من ضحايا السرطان مثلاً.
وأوضحت الباحثة الأمريكية قائلة: "عندما يثق الناس بالله وبأنه يعد لهم أموراً أفضل في المستقبل فإنهم يسلمون بالقدر حتى وإن عجزوا عن فهمه، وهذا يساعدهم على تجاوز المرحلة."
من جانبه، قال القس جيف كريم، الذي يتعامل يومياً مع مرضى يعانون تعقيدات صحية خطيرة، إن الشعور بالغضب حيال الله أمر طبيعي بسبب نفسية البشر، وأضاف إن على قادة المجموعات الدينية توفير الفرصة للناس للتعبير عن هذا الشعور بشكل مناسب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات