الأقسام الرئيسية

(مية نار) ناصرية

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: عماد الدين حسين

emad eldin hussein new

24 يناير 2011 09:25:47 ص بتوقيت القاهرة

عندما يتصارع الناصريون على مقر حزب فشل فى حصد أى مقعد بمجلس الشعب، ومقر صحيفة تركوها تموت ببطء، فيمكن للمرء أن يتصور مدى الانهيار الذى وصلت إليه المعارضة، وبالتالى يستطيع أن يفهم لماذا لا تقيم الحكومة لهذه المعارضة وزنا.

ظهر السبت أمس الأول اشتبك الفرقاء الناصريون أمام مقر الجريدة بلاظوغلى.. والهدف السيطرة على المقر باعتباره آخر ما بقى من الحركة الناصرية فى مصر.

داخل وأمام المقر فى شارع يعقوب دارت معركة، بدأت كلامية ثم تطورت إلى الشتائم والاشتباك.. وعندما دخل أنصار سامح عاشور إلى داخل الجريدة اغلق أنصار أحمد حسن المكان بالجنازير من الخارج، ودارت مفاوضات بمعرفة وسطاء وما تبقى من العقلاء من أجل الوصول إلى حل وسط.

فى الليل مررت على المكان.. شعرت بحالة من القرف وأنا اسمع الشتائم المتبادلة بين زملاء وأصدقاء ــ يفترض أنهم مثقفون ومعارضون ــ فى مكان كان لى الشرف أن أعمل به لمدة خمس سنوات، عندما كان الحال غير الحال، والرجال غير الرجال فى الفترة من بداية التأسيس عام 1993 حتى عام 1998.

ثم تطورت حالة القرف إلى الغثيان وأنا أسمع عن قصص وتفاصيل المعركة وفيها تم مصادرة أسلحة بيضاء و«كرتونة مية نار».

تفاقمت الحالة فلم أستطع الصمود وغادرت المكان قرب منتصف الليل، وتركت أنصار الفريقين يفترشون الشارع، فى انتظار نتيجة المفاوضات التى تشبه مع الفارق مفاوضات حركتى حماس وفتح.

المفترض أن الناصريين هم المعارضون الأكثر جذرية لسياسات الحكومة الراهنة، بحكم الشعارات والمبادئ المعلنة، لكن عندما يصبح منتهى أمانيهم هو الحصول على مقعد مشكوك فى نزاهته، وآخر بالتعيين فى مجلس الشورى، وصفر كبير فى مجلس الشعب، فالمؤكد أن هناك شيئا خاطئا جدا.
عندما تأسس الحزب الناصرى. فى أوائل التسعينيات كانت الآمال عظيمة.. كل الأطياف كانت موجودة وممثلة، وكانت الجريدة التى رأس مجلس إدارتها محمد فائق ورئاسة تحريرها الراحل العظيم محمود المراغى قمة فى المهنية والرقى.

فى فمى ماء لأن غالبية الفرقاء والمتنافسين زملاء وأصدقاء، لكن وبما أننى سأحاسب على كتمان الشهادة، فالجميع مخطئون ومقصرون بدرجة أو بأخرى، وعندما يكون حل خلاف فكرى أو تنظيمى بـ«مية النار» داخل حزب يدعى أنه يمثل المطحونين، فالمؤكد أنه لا أحد برىء.

لو كنت مكان أحمد حسن لقدمت استقالتى فورا من أى منصب قيادى بالحزب أو بالجريدة، حتى لا يسجل التاريخ أننى كنت الشخص الذى فى عهده وصل حال الناصريين إلى أسوأ حال، ولو كنت مكان سامح عاشور لجعلت الهدف الأكبر والأهم هو عقد مؤتمر عام حقيقى يمثل الجميع ويكون بداية للإصلاح.

ولو كنت مكان اعضاء الحزب الحقيقيين لجعلت الهدف الرئيسى هو خلع كل القيادات الراهنة والمجىء بقيادات شابة جديدة، ربما تستطيع إعادة الروح للحزب الذى تحول إلى «خرابة».

قلبى مع الصديق النبيل عبدالله السناوى الذى ضحى بصحته وأعصابه من أجل الجريدة، وقلبى مع كل الناصريين الشرفاء المغلوبين على أمرهم.

وإذا كانت القيادات الناصرية تحل الخلافات فيما بينها بالجنازير و«مية النار» فلماذا تلوم الحزب الوطنى إذا استخدم البلطجية لحسم نتائج الانتخابات؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer