أجرت بعض الصحف الإيرانية تعديلا على صورة الليدي أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وذلك لكي تظهرها أقلَّ تبرجا" خلال وقوفها إلى جانب سعيد جليلي، كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني.
ونشر موقع "أسريران دوت كوم" الإيراني النبأ، وأرفقه بصورة صحفية مركبة لليدي أشتون وجليلي قبل وبعد التعديل.
وتظهر المسؤولة الأوروبية في الصورة المعدَّلة مرتدية كنزة (بلوفر) سوداء بقبَّة تصل إلى العنق، بينما تظهر في الصورة الأصلية بنفس الكنزة، ولكن بدون قبة، إذ يبدو عقد مجوهرات وهو يتدلى بشكل واضح حول عنقها.
وتعليقا على نشر الصورة المعدَّلة، قال سايروس أميني، وهو صحفي من القسم الفارسي في بي بي سي وعمل في الإعلام الإيراني المكتوب بين عامي 1998 و2003، إن الصحافة الإيرانية غالبا ما تلجأ إلى تعديل الصور، أو وضع الرتوش عليها.
وأضاف أميني: "تُعتبر مثل هكذا ممارسة أمرا طبيعيا ومفهوما للغاية، وذلك نظرا للاختلافات بين الثقافتين الغربية والإيرانية".
تجنُّب المشاكل
"تُعتبر مثل هكذا ممارسة أمرا طبيعيا ومفهوما للغاية، وذلك نظرا للاختلافات بين الثقافتين الغربية والإيرانية"
سايروس أميني، صحفي إيراني
وأردف بقوله: "ليس القصد من وراء ذلك الإجراء الإهانة، أو إظهار قلة الأدب أو التهذيب، أو محاولة إلحاق الأذى والضرر بشخص ما، بل القصد هو تجنُّب المشاكل".
وذكر أن رجال الدين في إيران يعترضون حتى على نشر صورة لامرأة سافرة الرأس ومكشوفة العنق.
وتابع قائلا: "إن أظهرت الصورة أكثر مما ينبغي من جسد المرأة، أي أكثر مما هو مقبول في الأعراف والتقاليد، فستجعل السلطات من الأمر قضية، وبالتالي تبدأ بمهاجمة الصحيفة المعنية، سواء أكانت موالية للحكومة أم إصلاحية".
وقال إن السلطات قد تضع مثل تلك "الخروقات والتعديات" المزعومة على الرف مؤقتا، لكنها تعود وتستخدمها في المستقبل كتبرير لفرض غرامات على المطبوعة، أو حتى إغلاقها بالكامل.
محادثات اسطنبول
وكانت الليدي أشتون وجليلي قد أجريا يومي الجمعة والسبت الماضيين محادثات في مدينة اسطنبول التركية حول برنامج إيران النووي، لكن الطرفين لم يتمكنا من الوصول إلى اتفاق بشأن البرنامج المثير للجدل.
وكانت أشتون تمثِّل خلال اللقاء الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وهي بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين، بالإضافة إلى ألمانيا.
وتشك الدول الغربية بأن إيران تسعى لصنع أسلحة نووية من خلال برنامجها النووي، الأمر الذي تنفيه طهران وتصر على القول إن البرنامج مخصص للأغراض السلمية البحتة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات