واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال ديفيد كومبس، محامي الجندي الأمريكي برادلي مانينغ، المتهم الرئيسي بنقل وثائق سرية لموقع ويكيليكس الذي سرّب عشرات الآلاف من المستندات السرية الأمريكية، إن موكله يتعرض للإساءة في السجن الذي يقبع به بولاية فيرجينيا الأمريكية منذ يوليو/تموز الماضي.
وأكد كومبس أنه وقّع على طلب رسمي للتحقيق في ما يتعرض له مانينغ، وذكر المحامي على مدونته الشخصية أن موكله وضع في سجن إنفرادي لفترات طويلة، وقام قائد المعتقل بوضعه تحت المراقبة خشية أن يقدم على الانتحار بسبب ظروفه.
وتابع المحامي بالقول: "لقد حرمه السجانون من نظاراته وثيابه، وأبقوه باللباس الداخلي فقط، ولم يسمحوا له بوضع النظارات التي يحتاجها بوصفة طبية إلا خلال الفترات القصيرة التي يتاح له فيها القراءة أو مشاهدة التلفزيون.
واتهم كومبس إدارة السجن بإبقاء مانينغ في غرفة ليس فيها سرير أو أغطية لمدة تصل إلى 23 ساعة في اليوم، ويسمح له بالسير في غرفة صغيرة كل يوم، ولكن يتوجب عليه خلع ملابسه الداخلية عند النوم وتسليمها للحراس.
من جهته، قال الملازم براين فيلارد، الناطق باسم السجن الذي يقبع فيه مانينغ، إن الأنظمة تمنعه من تأكيد ما إذا كانت إدارة السجن قد تسلمت الاعتراض المقدم من كومبس، ولكنه أضاف أن الإجراءات التي تحدث عنها المحامي "تتوافق مع وضع السجين الحالي المصنف ضمن الموقوفين في ظروف مشددة، وذلك لمنعه من إلحاق الأذى بنفسه."
وأضاف: "مانينغ يعامل مثل سائر الموقفين في ظروف مشددة أو الموقوفين الذين يشكلون خطراً على أنفسهم أو على الممتلكات، أو على الأمن القومي."
ويواجه مانينغ ثماني تهم جنائية تشمل خرق السرية وكشف تسجيلات فيديو تتعلق بالعمليات العسكرية الأمريكية في العراق وتسريب مراسلات سرية في العراق وأفغانستان.
ويُعتقد أن مانينغ، البالغ من العمر 23 عاماً، تمكن من الحصول على أكثر من 90 ألف وثيقة سرية، بالإضافة إلى حسابات بريد إلكتروني، ونشرها على الانترنت، حسبما أفاد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لاستمرار التحقيق بالقضية.
ويُعد نشر تلك الوثائق أكبر عملية تسريب استخباراتية في تاريخ الولايات المتحدة، مقارنة بالكشف عن حقبة حرب فيتنام في "أوراق البنتاغون"، حيث علق دانيال ألسبيرغ، مسؤول البنتاغون الذي سرب أسرار حرب فيتنام، بقوله: "لم نشهد تسريباً غير مصرحاً به بهذا الحجم منذ 39 عاماً."
يُذكر أن القضاء الأمريكي كان قد وجه رسمياً، في السادس من يوليو/ تموز الماضي، تهمة "تسريب مواد سرية" إلى الجندي برادلي مانينغ، أحد أفراد الجيش الأمريكي بالعراق، للاشتباه بدوره في تقديم شريط فيديو يظهر قيام مروحية أمريكية بعملية قصف، اتضح أنها أدت إلى مقتل مدنيين.
وشملت الاتهامات "التسريب غير المشروع لفيديو يصوّر عملية وقعت في بغداد عام 2007، عبر نقل نسخة من التسجيل إلى كمبيوتره الشخصي."
ويصور شريط الفيديو عملية القصف التي نفذتها مروحية من طراز أباتشي، وأدت إلى مقتل 12 مدنياً في يوليو/ تموز 2007، بينهم اثنان من مراسلي وكالة أنباء رويترز.
وجاء توقيف مانينغ، وهو متخصص بتحليل المعطيات الاستخبارية، بعدما كشف موقع إلكتروني هويته، مشيراً إلى أنه أكد لأحد قراصنة الانترنت بأنه هو المسؤول عن تسريب الشريط، إلى جانب مجموعة أخرى من الوثائق لموقع "ويكيليكس."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات