من خلال دراسة شملت عدة صحف
الأحد 05 صفر 1432هـ - 09 يناير 2011مرأت دراسة مصرية حديثة أن رسومات الكاريكاتير التي تنشرها الكثير من الصحف المصرية تظهر المرأة بصورة سلبية تعبر عن نظرة دونية، متهمة إياها بأنها السبب الرئيسي وراء انحراف الرجل.
وأظهرت نتائج الدراسة التي أعدتها الباحثة أسماء فؤاد حافظ بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، أن كاريكاتير الصحف المصرية يظهر المرأة دوماً بصورة سلبية، وتركز على الفتاوى التي تحدث مشكلات مجتمعية مثل فتوى "إرضاع الكبير"، واستبداد الزوجة ونظرتها الدونية لزوجها وعنفها أحيانا ضده، والتركيز على قضايا الشراهة والشبق في مقابل عجز الأزواج الجسدي.
وأشارت الدراسة التي أجريت على عينة من الصحف المصرية أن هذه الرسومات ركزت على السمات السلبية للمرأة، فوصفتها بعدم العقلانية والسطحية، ورصدت 21 سمة سلبية مقابل 9 سمات إيجابية فقط، كما تناولت شكل المرأة سلبياً ومظهرها الخارجي بنسبة 62%.
رسامون يدافعون
من جانبه، دافع رسام الكاريكاتير عمرو سليم، عن فناني ورسامي الصحف قائلا: الكاريكاتير فن يجسد الواقع سواء كان سياسياً أو اجتماعياً، وللأسف هذا التناول السلبي للمرأة موجود في مختلف الدول العربية وليس مصر وحدها.
وأضاف أن الصورة السلبية للمرأة ترجع إلى افتقارها لهوية مستقلة، فغالبا ما يتم استغلالها دينياً وسياسياً من أجل أغراض معينة، فتجدها منتقدة في جميع الأحوال سواء أكانت منتقبة أم متبرجة، في أقصى اليمين أم أقصى اليسار، وهذا أعطى الحق للتيارات السياسية والدينية لاستغلالها، حتى حقها في التمثيل البرلماني جاء عن طريق "الهبة" وليس الاكتساب.
أضاف: "إن رسامي الكاريكاتير الحاليين أخذوا هذه الصورة السلبية من جيل السبعينيات أمثال صلاح جاهين وصاروخان وطوغان وغيرهم، الذين صوروا المرأة بعد الزواج بأنها شديدة السمنة، متوحشة في علاقتها سواء بزوجها أو أطفالها، وهذه الصورة بدأت تتراجع قليلا في جيل الشباب من الرسامين، لكنها لم تختف".
"صورة سلبية"
بالمقابل، ترى الخبيرة الإعلامية د.ماجي الحلواني، أن نسبة 70% من رسامي الكاريكاتير الآن مازالوا يقدمون صورة سلبية للمرأة، وهذه رؤية معاكسة للواقع الذي يؤكد ما حققته المرأة من مكاسب، فهناك 66 سيدة دخلن البرلمان، و12% من رئاسة الجامعات المصرية من نصيب المرأة.. "هذه هي الصورة الواقعية، أما ما يقدم في الصحف أو حتى تتناوله الدراما فهو صورة مغايرة لواقع المرأة، والزوجة على وجه الخصوص".
وتضيف: "الإضحاك ليس مبررا لتشويه صورة المجتمع وصورة الزوجة المصرية؛ لذا يجب على الجميع الانتباه لما يقدمون.
"سلوك مضاد وعدائي"
وفي سياق متصل، ترى أستاذ علم الاجتماع د.عزة كريم، أن هناك حالة من "عدم الحيادية" أصابت معظم الدراسات والأبحاث التي صدرت أخيرا، حيث تنصب حول ضعف المرأة والعنف ضدها ومعاملتها على أنها "نكرة أو مستبدة" في المجتمع، ما أدى إلى ظهور بعض القوانين المضادة لمصلحة الأسرة كقانون الحضانة والأحوال الشخصية حتى كوتة المرأة في البرلمان وهي نوع من التحيز للمرأة غير محمود.
وأردفت: وسائل الإعلام التي تصدِّر فكرة ظلم المجتمع للمرأة جعلت الرجل يبدأ بسلوك مضاد وعدائي ضد المرأة، فالذي يحدث الآن هو أن الرجل أصبح يصارعها ويطالب بالمساواة معها.
أما عن الكاريكاتير فتقول: "الرسامون اعتادوا على التناول الساخر، ويتساوى في ذلك الرجل والمرأة، وهذا لا يعد تشويها لصورة المرأة في فن الكاريكاتير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات