شارك عشرات الآلاف من الباكستانيين في تظاهرة جابت شوارع مدينة كراتشي جنوبي البلاد يوم الاحد للاحتجاج على مشروع يهدف الى تخفيف قوانين منع التجديف المشددة المعمول بها في البلاد.
وقد شاركت في التظاهرة كل الجماعات والطوائف المسلمة الرئيسية في المدينة، المحافظة والمعتدلة على حد سواء.
وجاءت التظاهرة بعد ايام قليلة من اغتيال حاكم اقليم البنجاب سلمان تسيير الذي كان من داعمي مشروع تخفيف القوانين. وكان تسيير قد قتل على يدي احد حرسه وهو شرطي يدعى ممتاز قدري.
"لا تنازل"
وقد رفع المتظاهرون لافتات اشادوا فيها بقاتل تسيير ووصفوه بالبطل.
وقد خطب قارئ احسان ممثل جماعة الدعوة المحظورة في المتظاهرين قائلا: "لا يمكننا التنازل فيما يخص قانون منع التجديف، فهو قانون الهي ولا يمكن لاحد تغيير ذلك."
وكانت وكالة الانباء الفرنسية قد نقلت عن رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني قوله في وقت سابق من يوم الاحد: "لقد اوضحت سابقا، كما قال وزير الشؤون الدينية، ان لا نية لنا بتعديل القانون."
وكان تسيير، وهو قيادي في حزب الشعب الباكستاني الحاكم، قد اغضب العديد من الاسلاميين بدعوته للعفو عن السيدة المسيحية آسيا بيبي المحكوم عليها بالموت بتهمة التهجم على النبي محمد اثناء مشادة في قرية باقليم البنجاب عام 2009. وتنفي بيبي التهم الموجهة لها.
وكان محامون مؤيدون لقاتله ممتاز قدري قد نثروا على القاتل الزهور عند حضوره الى المحكمة في اسلام آباد. ويقول قدري إن موقف تسيير المعادي لقوانين منع التجديف اغضبه جدا.
ويقول منتقدو القانون إنه يستخدم لقمع الاقليات في باكستان، ويستغل من قبل البعض لتصفية الحسابات الشخصية.
ويقول المراسلون إن عملية اغتيال تسيير كشفت عن شروخ عميقة في المجتمع الباكستاني، حيث ادانها البعض لانها حرمت البلاد من احد ابرز سياسييها الليبراليين، بينما احتفى بها المتشددون الذين اعتبروا قدري بطلا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات