آخر تحديث: الاربعاء 26 يناير 2011 10:52 م بتوقيت القاهرة
على طريقة القط والفأر، نظم مئات المتظاهرين والنشطاء عددًا من المسيرات الفجائية في 3 مناطق بشرق ووسط الإسكندرية وغرب الإسكندرية، لتذكير المواطنين بمسيرة "يوم الغضب"، وقاموا بتوزيع منشورات حثوا فيها المواطنين على ثورة "غضب جديدة" الجمعة القادمة، بعد أن تركوا الأجهزة الأمنية متمركزة بميدان المنشية وذهبوا إلى مناطق أخرى عشوائية بعيدة عن أعينهم.
وذلك جاء بعد أن أحكمت الأجهزة الأمنية قبضتها علي وسط المدينة، وألقت القبض على عدد ما يزيد عن 50 مواطنا في منطقة المنشية والميادين المحيطة بها، واستنفر الأمن تحسباً لأي تجمعات مقرر تنظيمها حسب إعلان النشطاء والمواطنين "يوم الغضب" عن استمرار الاحتجاجات.
وألقت الأجهزة الأمنية على قرابة 200 متظاهر وناشط على مدار اليوم، من بينهم عبد الرحمن الجوهري، منسق حركة كفاية بالإسكندرية، وجون ألبرت، ويوسف شعبان، الناشط والمحرر بجريدة البديل، وأحمد ممدوح، المحامي وعضو حركة الاشتراكيين الثوريين، وإيمان حسان، عضو حركة شباب 6 أبريل، فيما أصيب محمد عبده، أحد أعضاء حزب الكرامة بالإسكندرية بإصابات في وجهة.
ورصدت "الشروق" عمليات تفتيش ذاتية واسعة للمارة بمنطقة بوسط المدينة من خلال اعتراض كل من يحمل حقيبة "شنطه" والعبث بمحتوياتها، بالإضافة إلى فحص هوية الجالسين على المقاهي العامة والكافيتريات بميدان سعد زغلول بمنطقة محطة الرمل، والشوارع المجاورة لها.
وبدأت قيادات الأجهزة الأمنية بعمليات تمشيط واسعة النطاق، حيث أغلقت قوات الأمن عددًا من مداخل السيارات والشوارع الجانبية، وسادت حالة من القلق والترقب بين أوساط المواطنين، وحاصرت قوات ضخمة من الأمن بأشكالها كافة المنطقة تحسبا لمظاهرة منتظرة قام النشطاء بالإعلان عنها صباحا.
وعلمت "الشروق" أن أوامر عاجلة قد صدرت من الأجهزة الأمنية لأصحاب المقاهي والعاملين فيها بالإبلاغ عن أي مشتبه فيه يحمل أي منشورات أو أوراق تحض على التظاهر أو التجمعات، مهددين إياهم بالاعتقال حال عدم تنفيذ التعليمات.
كما منعت الشرطة الباعة الجائلين من التواجد على الأرصفة وفي الحدائق، بالإضافة إلى انتشار المخبرين في المقاهي وأمام مجمع المحاكم للقبض على أي مشتبه به ومنع أي تجمعات صغيرة من قبل المارة.
وبعد 4 ساعات من "تذنيب" الأجهزة الأمنية، انطلق النشطاء المنادين بالتغيير، والرافضين لتردي الأوضاع الاقتصادية، في مسيرة، شملت قرابة 500 فرد، بمنطقة غربال بدائرة الرمل، متوجهة نحو ميدان الساعة، "أبو سلميان"، وبعد قرابة نصف ساعة من بدء المسيرة تمكنت عناصر أمنية سرية من إجهاضها وإلقاء القبض على العشرات من المتظاهرين، بعد مطاردتهم في الشوارع الجانية.
ونقل العشرات من عمال شركة مساهمة البحيرة بالإسكندرية، اعتصامهم إلى المشاركة في المسيرة الاحتجاجية المؤيدة ليوم الغضب، وذلك بعد أن كانوا قد نظموا اعتصاما مفتوحا أمام أسوار الشركة، بعد ما أغلقت أبوابها بمنطقة "حجر النواتية"، وذلك في شارع أحمد أبو سليمان.
ومن ناحية أخرى تحقق نيابة شرق الكلية برئاسة المستشار عادل عمارة، المحامي العام لنيابة شرق الإسكندرية، مع 64 متظاهرًا، و12 مصابًا شاركوا في مسيرة الغضب أمس الأربعاء.
هذا وبات من المؤكد أن توجه إلى هؤلاء المتظاهرين أربع تهم هي مقاومة السلطات والتعدي على موظف عام أثناء تأدية وظيفته وتخريب وإتلاف الممتلكات العامة والتجمهر وتعطيل المرور وتكدير السلم والأمن العام.
وطالب دكتور عقيد محمد محفظ، ضابط وأفراد الشرطة عدم الانصياع وراء أوامر وتعليمات تخالف الدستور، قائلا: لا يجوز قانونا الاعتداء على المظاهرات السلمية، وذلك الاعتداء مخالف للقانون ويعرض الذين قاموا بتنفيذ تلك الأوامر للمساءلة القانونية.
وحذر محفوظ بوصفة ضابط سابق، أفراد الشرطة، أنه ساعة الجد لن يدافع الذين قاموا بتوجيه التعليمات لكم عنكم؛ وكل ضابط وفرد شرطة يعلم بأن الداخلية لا يحمى فيها إلا الورق والمستندات، أما التعليمات الشفوية التي تخالف القانون، وساعة الجد الكل يتنصل منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات