الأقسام الرئيسية

مبارك: زمن الحماية الأجنبية والوصاية ذهب إلى غير رجعة

. . ليست هناك تعليقات:

آخر تحديث: الاحد 23 يناير 2011 3:50 م بتوقيت القاهرة

- القاهرة– الألمانية

أكد الرئيس حسني مبارك، اليوم الأحد، أنه لن يتسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب المصري والوقيعة بين الأقباط والمسلمين.

وقال الرئيس مبارك، في كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة، "إن زمن الحماية الأجنبية والوصاية قد ذهب إلى غير رجعة"، وتابع، "إننا لا نقبل ضغوطا أو تدخلا في الشأن المصري من أحد أيا كان"، مؤكدا أنه لا تهاون مع أي تصرفات ذات أبعاد طائفية من الجانبين على السواء، وقال، إنه "سيتصدى لمرتكبيها بقوة القانون وحسمه".

وهنأ الرئيس مبارك جهاز الشرطة لتوصلهم إلى مرتكبي الهجوم، الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية في الساعات الأولى من عام 2011، قائلا، إن "ما استمعنا إليه الآن من وزير الداخلية يشفي صدور جميع المصريين، ويضع وساما جديدا على صدور رجال الشرطة، ونحن نحتفل بعيدهم".

وقال، "إننا لن نتردد قط في اتخاذ ما نراه محققا لأمن مصر وشعبها، سوف نتصدى لدعاة الفتنة، ونحاسب المروجين لها والمحرضين عليها، وسوف نتصدى للإرهاب ونهزمه، سنتعقب مرتكبيه ونلاحقهم في الداخل والخارج، ولن يفلتوا أبدا من العدالة"، موضحا أن الطائفية تمثل ظاهرة ممقوتة غريبة على المجتمع المصري.

وقال، إن "مصر ستنتصر مرة أخرى في معركتها مع الإرهاب، ولن تسمح له بزعزعة استقرارها، أو ترويع شعبها، أو النيل من وحدة مسلميها وأقباطها، ولن تزداد إلا تصميما على محاصرته، وملاحقته وقطع يده واقتلاع جذوره"، مؤكدا أن مصر أثبتت عبر تاريخها أنها أقوى من الشدائد والمحن، وأثبت المصريون على الدوام أنهم شعب متماسك وعنيد تصقل معدنه، وتوحده الأخطار والتحديات.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة..

بسم الله الرحمن الرحيم

- الإخوة والأبناء ضباط وجنود الشرطة..
- السيدات والسادة..

أولا أعبر عن تهنئتي جهاز الشرطة لتوصلهم إلى مرتكبي العمل الإرهابي بالإسكندرية..إن ما استمعنا إليه الآن من السيد وزير الداخلية يشفي صدور جميع المصريين، ويضع وساما جديدا على صدور رجال الشرطة، ونحن نحتفل بعيدهم.

"يأتي احتفالنا بعيد الشرطة هذا العام، وقد تعرضت مصر لهجمة جديدة من قوى الإرهاب، استهدفت أمن الوطن واستقراره، كما استهدفت وحدة أبنائه من المسلمين والأقباط.

"جاءت هذه الهجمة الجديدة للإرهاب فى الساعة الأولى من العام الجديد، لتستدعي إلى أذهاننا جميعا ما يحدق بأمن مصر القومي من تهديدات وأخطار، وما يتربص بهذه الأرض الطيبة من غدر واستهداف ومخططات.

"جاء العمل الإجرامي الآثم في الإسكندرية ليوحد المصريين جميعا في مواجهة الإرهاب، وليدق في عقولنا وضمائرنا جرس الإنذار من جديد، كي نتذكر أن مصر كانت -وسوف تظل- مستهدفة، ولكي نستحضر في قلوبنا الجهود المضنية لرجال الشرطة في تصديهم لشرور الإرهاب ومكائده، والمسؤولية التي ينهضون بها، دفاعا عن أمن مصر وأمان شعبها.

"نستدعي لذاكرة الأمة ووجدانها السجل الوطني المشرف لهذه المؤسسة العريقة، نتذكر بالفخر والاعتزاز بطولات رجال الشرطة في مواجهة قوات الاحتلال في الإسماعيلية عام 1952، ونتذكر عطاءهم عبر تاريخ مصر.. حربا وسلاما.. وتضحياتهم في المعركة مع الإرهاب والتطرف.

"إننا إذ نحتفل بالذكرى التاسعة والخمسين لأحداث الإسماعيلية، نؤكد اعتزاز الشعب بالشرطة ورجالها.. نشد على أيديهم.. نخلد ذكرى شهدائهم، ونجدد تقدير مصر لجهودهم وتضحياتهم، فهم جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب، وهم الساهرون دوما على أمن الوطن والمواطنين.

- الإخوة والأخوات..

"لقد خضنا معركتنا مع الإرهاب والتطرف منذ سبعينيات القرن الماضي، وانتصرنا عليه.. خضنا هذه المعركة في مواجهته ..وحدنا.. وقبل أن يتحول إلى ظاهرة عالمية، لم يعد أحد بمنأى عن تهديداتها، أو محصنا من شروره وضرباته.

"حذرنا -آنذاك- من الإرهاب وأخطاره، فلم يستمع أحد لتحذيرنا، بل ومنحت دول صديقة حق اللجوء إلى إرهابيين لطخوا أيديهم بدماء المصريين.. فأصبحت بلادهم ملاذا آمنا لإرهاب أعمى، سرعان ما امتدت إليهم عملياته وأخطاره .. وطالتهم مخططاته وشروره.

"استهدف الإرهاب المصريين في أرواحهم، فراح ضحيته العديد من المواطنين الأبرياء، كما نجح في اغتيال (الشيخ الذهبي)، و(رفعت المحجوب) و(فرج فوده) وغيرهم.. وكاد أن يغتال (نجيب محفوظ).

"استهدف الإرهاب المصريين في أرزاقهم بعمليات إجرامية لضرب قطاع السياحة في (الأقصر)، و(دهب)، و(شرم الشيخ ) و(طابا) و(منطقة الحسين ) في قلب القاهرة.

"استهدف الإرهاب مصر برمتها، في أمنها القومي واستقرارها ودورها الإقليمي، وسمعتها الدولية، فسعى -واهما- إلى التأثير على مواقفها من قضية السلام، ولعرقلة جهودها للنمو والتنمية والمستقبل الأفضل.

"تلك هي أهداف الإرهاب ومخططاته ضد مصر وشعبها، ولقد وجه جهاز الشرطة ومؤسساتنا الأمنية ضربات موجعة لقوى الإرهاب والتطرف، تراجعت معها آمالهم الإجرامية، إلا من عمليات متفرقة، تطل علينا بين الحين والحين.

"إن العملية الإرهابية الأخيرة بالإسكندرية..تمثل محاولة يائسة للإرهاب، للعودة بشروره إلى أرض مصر، بمدخل جديد، ونهج وأسلوب جديد.. مدخل جديد يحاول الوقيعة هذه المرة بين الأقباط والمسلمين.. يسعى إلى شق صفهم.. والنيل من تماسكهم ووحدتهم، كأبناء وطن واحد، تعرض عبر السنوات الماضية لإرهاب لا يعرف وطنا أو دينا، ولم يفرق يوما بين أرواح ودماء قبطي أو مسلم.


"نهج وأسلوب جديد لإرهاب غريب عن مجتمعنا، يحمل بصمات أصابع خارجية، ويستدعي إلى أذهاننا أشكالا دموية للإرهاب في منطقتنا وخارجها، لا عهد لنا بها، ويلفظها المجتمع المصري بشخصيته وقيمه وتراثه وثقافته.

"وأقول بكل الثقة في رجال الشرطة ومؤسساتنا الأمنية، وفى أبناء الشعب أقباطا ومسلمين، أن مصر ستنتصر مرة أخرى في معركتها مع الإرهاب، وكما هزمناه في هجمته الأولى، سنلحق به الهزيمة من جديد، لن نسمح للإرهاب بزعزعة استقرارنا، أو ترويع شعبنا، أو النيل من وحدة مسلمينا وأقباطنا، ولن نزداد إلا تصميما على محاصرته، وملاحقنه، وقطع يده، واقتلاع جذوره.

- الإخوة المواطنون..

"لقد أثبتت مصر عبر تاريخها أنها أقوى من الشدائد والمحن، وأثبتنا – نحن المصريين- على الدوام أننا شعب متماسك وعنيد، تصقل معدنه وتوحده الأخطار والتحديات، أكدنا ذلك بكفاحنا ضد الاستعمار، وعندما رفعنا شعار وحدة الهلال والصليب عام 1919، أثبتنا ذلك عندما رفضنا الهزيمة عام 1967، وعندما انتصرنا في حرب أكتوبر، وحين تمسكنا بـ(طابا)، وكل شبر في سيناء برهنا على ذلك عندما رفضنا أي وجود عسكري أجنبي على أرضنا، وحين رفضنا المشروطيات والإملاءات، وعندما وقف المصريون صفا واحدا في مواجهة الإرهاب.

"إن العمل الإرهابي الأخير لا بد أن يستدعي كل ذلك في عقول ووجدان المصريين وضمائرهم، فلقد جاء ليذكرنا بأننا جميعا في خندق واحد، وأننا جميعا مصريون قبل أي شيء وكل شيء آخر، يجمعنا التاريخ الواحد والمصير الواحد والوطن الواحد، كما جاء امتزاج دماء الأقباط والمسلمين في الإسكندرية، ليطرح أمامنا من جديد أن مصر برمتها هي المستهدفة في أمنها واستقرارها، وفي حاضر ومستقبل شعبها مسلميه وأقباطه.

"لقد حذرت مرارا من أزمات الوضع الإقليمي والدولي الراهن على أمن مصر القومي، وأمان شعبها.. حذرت من الإرهاب والتطرف.. ومن النزاعات ونوازع الطائفية حولنا، وتداعياتها على استقرار الوطن، وسلامه الاجتماعي، حذرت ممن يحاولون إشعال الفتنة بين جناحى الأمة، ومن يخططون لفتح جبهات جديدة لإلهاء مصر وعرقلة مسيرتها، ولتحجيم دورها الإقليمي في منطقتها.

"إنني أعاود اليوم التحذير من كل ذلك، وأقول، إن اللحظة الراهنة تفرض علينا وقفة مصرية للانتباه والحذر والوعي والاستعداد، كما تضع على عاتقنا جميعا مسؤولية كبرى تجاه الوطن.



"أقول، إن الطائفية تمثل ظاهرة ممقوتة غريبة على مجتمعنا، يدفعها الجهل والتعصب، ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير لبعض رجال الدين، وبعض الكتاب والمفكرين، إن الهجمة الإرهابية الأخيرة تفرض علينا التصدي لذلك على الفور، وأن نراعي سلامة القصد وصالح الوطن، وإلا فإننا نكون كمن يمنح الإرهاب سلاحا يتمناه، كي يرتد في صدورنا أقباطا ومسلمين.


"لقد أرسى الدستور مبدأ المواطنة، كأساس وحيد لمساواة كل المصريين في الحقوق والواجبات، وأقول بعبارات لا تحتمل الجدل أو التأويل، إنني لن أتسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب، والوقيعة بين الأقباط والمسلمين، ولن أتهاون مع آي تصرفات ذات أبعاد طائفية، من الجانبين على السواء، وسأتصدى لمرتكبيها بقوة القانون وحسمه.

"أقول للقلة من أبنائنا.. دعاة الاستقواء بالأجنبي، أن دعواهم مرفوضة، وتأباها كرامة مصر أقباطا قبل المسلمين.

"أقول لمن يطالبون في بعض الدول الصديقة بحماية أقباط مصر.. أقول لهم، إن زمن الحماية الأجنبية والوصاية قد ذهب إلى غير رجعة، أقول لهم، إننا لا نقبل ضغوطا أو تدخلا في الشأن المصري، من أحد أيا كان، وأقول لهم، إننا أولى منكم بأقباطنا، فهم مصريون قبل أي اعتبار آخر، وحماية المصريين.. كل المصريين، هي مسؤوليتنا وواجبنا.

"لقد شنت دول كبرى حروبا استباقية خارج حدودها.. في أفغانستان والعراق.. رفعت شعار الحرب على الإرهاب.. أراقت –ولا تزال- الكثير من الدماء، وأزهقت أرواح العديد من الضحايا.. حماية لأمنهم القومي وأمان شعوبهم.

"ونحن في مصر -بدورنا- سنمضي في حربنا على الإرهاب بقوة القانون وحسمه، وبأقصى ما نمتلكه من قوة وإمكانات، ولدينا منها الكثير فأمن مصر القومي ليس أقل شأنا من الأمن القومي لهؤلاء، وحرصنا على حماية بلدنا ومواطنينا.. لن يكون -أبدا- أقل من حرصهم على أمن بلادهم ومواطنيهم.

"إننى حريص كل الحرص على المزيد من ترسيخ حقوق المواطنين وحرياتهم، وحريص على الدفاع عن إرادتهم وصون كرامتهم، لكن حقا من حقوق الإنسان لا يعلوا على حقه في الحياة والحماية، وأقول بعبارات واضحة، إننا لن نتردد -قط- في اتخاذ ما نراه محققا لأمن مصر وشعبها، سوف نتصدى لدعاة الفتنة، ونحاسب المروجين لها والمحرضين عليها، وسوف نتصدى للإرهاب ونهزمه، سنتعقب مرتكبيه ونلاحقهم في الداخل والخارج، ولن يفلتوا أبدا من العدالة.

- الإخوة والأخوات..

"إن أمن مصر القومي.. يصونه مجتمع متماسك، يؤمن بالرأي والرأي الآخر، مجتمع ينفتح على العالم.. يحتضن قيم ومبادئ الحرية والعدل، ويوسع نطاق المشاركة السياسية.. مجتمع تزداد قوته بتنوع رؤى أبنائه ومثقفيه ومفكريه، وتتعزز إمكاناته بقوة اقتصاده.

"إن المجتمع المصري الذي نسعى إليه هو الأساس الذي تقوم عليه سياسات الإصلاح وبرامجه.. سياسات اقتصادية.. تسعى للمزيد من الاستثمار والصادرات، والمزيد من فرص العمل.. تدافع عن مصالحنا الاقتصادية والتجارية في الخارج، وتفسح المجال أمام روح المبادرة الفردية، وتشجعها.. سياسات تضع الجوانب الاجتماعية في قلب جهود الإصلاح، باعتبارها ركيزة أساسية لتحركنا في الحاضر والمستقبل، وحجر الزاوية لجهودنا، لتحقيق العدالة الاجتماعية، ومساندة الفئات الأولى بالرعاية.. سياسات تعزز موارد الدولة المخصصة للإنفاق الاجتماعي، وتواصل الارتقاء بالخدمات العامة التي تقدم إلى المواطنين.

"لقد حققنا الكثير من هذه التطلعات خلال المرحلة الماضية، ولا يزال أمامنا الكثير لنحققه معا خلال المرحلة المقبلة.. نمضي في تحقيق هذه التطلعات المشروعة، واثقين في أنفسنا، وترشحنا مؤسسات اقتصادية دولية محايدة لتحقيق معدلات نمو كبيرة خلال السنوات المقبلة، ضمن عدد محدود من الاقتصادات الناشئة والدول البازغة.

"إننا نحمل في قلوبنا وعقولنا آمالا وأحلاما وتطلعات كبرى لوطننا وشعبنا.. ولن نسمح لقوى التطرف والإرهاب أن تعرقل مسيرتنا، أو أن تنتزع منا هذه الآمال والتطلعات.

"إن أحدا في العالم بدوله الكبرى لا يستطيع تحصين شعبه تماما ومائة فى المائة من الإرهاب، فهو يتوجه بضرباته الإجرامية في أي وقت ومكان، "وبرغم ذلك فإنني على ثقة في أن الشرطة وأجهزتنا الأمنية ستظل في أقصى درجات التأهب واليقظة والاستعداد، للتصدي للإرهاب ومخططاته، كما أثق أن وعي شعبنا سيقف داعما للدولة في معركتها مع الإرهاب والتطرف، فهي معركتنا جميعا.

وكلنا شركاء في تحمل مسؤوليتها وأعبائها، "إنني ومعي كل المصريين نتوجه بالتحية والتقدير إلى رجال الشرطة في عيدهم، ونؤكد الاعتزاز بدورهم وتضحياتهم.. نقول لهم، أننا نقدر جهودهم في مكافحة الجريمة بكل أشكالها، وتعاملهم مع الأمن الجنائي لمجتمعنا بشتى مجالاته ودوائره.

"نقول معا بصوت واحد، إن الإرهاب لن يثني مصر عن مسيرتها، وسوف نهزمه، كما هزمناه من قبل، سنمضي في طريقنا صفا واحدا بكل الثقة والعزم والتصميم، مدركين ما يحدق بنا وبمنطقتنا، ونصون وحدة المسلمين والأقباط.

حفظ الله مصر من كل شر وسوء.. وهيأ لأبنائها من أمرهم رشدا.

كل عام أنتم بخير،،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer