شهدت الأحزاب المصرية التي شاركت في الدورة الأولى لانتخابات مجلس الشعب المصري خلافات وانشقاقات بين قياداتها وأعضائها على خلفية نتائج تلك الانتخابات التي لم ترض قواعد المعارضة، وشهد حزب التجمع انقسامات قد تؤدي إلي تجميده من قبل لجنة شئون الأحزاب.
![]() |
القاهرة: لا تزال ردود الفعل السياسية مستمرة حول نتائج الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب التي أجريت الأحد الماضي وتجرى جولة الإعادة فيها صباح غد الأحد ففي الوقت الذي قرر فيه حزب الوفد مقاطعة انتخابات الإعادة وانسحاب مرشحيه وتعليق مدى استمرارية النائبين الممثلين للحزب واللذان نجحا من الجولة الأولى إلي اجتماع اللجنة العليا للحزب المقررة يوم الاثنين المقبل ، كما شهد حزب التجمع انقسامات كبيرة قد تؤدي إلي تجميده من قبل لجنة شئون الأحزاب في الوقت الذي طلبه فيه عدد من شباب الحزب الناصري قياداته بالاستقالة بعد الهزيمة التي منى بها مرشحوهم في الجولة الأولى.
الوفد يؤجل قراره تجاه الفائزين
قرر السيد البدوي رئيس حزب الوفد تأجيل القرار تجاه النائبين الفائزين من الجولة الأولي في انتخابات مجلس الشعب سواء بالاستمرار في المجلس من عدمه إلى ما بعد انعقاد الهيئة العليا للحزب مساء يوم الاثنين المقبل وهو الموعد المحدد لاجتماع الهيئة العليا لمناقشة الخطوات التالية التي سيتخذها الحزب بعد قراره إعلان انسحاب مرشحيه من جولة الإعادة.
كما سيناقش اجتماع الهيئة العليا للحزب ما سيتم اتخاذه من قرارات تجاه مرشحي الحزب الذين فضلوا الاستمرار في خوض جولة الإعادة للانتخابات سواء بفصلهم من الحزب أو استمرارهم في العضوية مع تطبيق عقوبات عليهم لمخالفتهم قرار الهيئة العليا للحزب، حيث يتجه الحزب إلي فصل الأعضاء الذين لم يلتزموا بقرار الهيئة العليا.
التجمع ينقسم ومطالب بعزل رئيس الحزب
وشهد حزب التجمع انقسامات شديدة تهدد بتجميده من قبل لجنة شئون الأحزاب وذلك بعد قرار أمانة الحزب بالاستمرار في جولة الإعادة من الانتخابات حيث رفض عدد كبير من أعضاء الأمانات الفرعية للحزب بالمحافظات قرار رئيس الحزب الدكتور رفعت السعيد بالاستمرار في الانتخابات.
وقام السعيد أمس بإغلاق أبواب الحزب أمام أعضاء الأمانات الذين قدموا من المحافظات لعقد اجتماع طارئ دعت إليه أمانات الحزب في محافظات القاهرة الكبرى إلا أن رئيس الحزب أغلق أبواب مقرّ الحزب أمام أعضاء الأمانات مما اضطرهم إلي عقد اجتماعهم في أحد الأماكن القريبة من مقر الحزب الذي شهد إجراءات أمنية مشددة تخوفا من اندلاع أعمال عنف.
وقرر الأمناء في الاجتماع الذي شهد حضور 50 من قيادات الحزب سحب الثقة من الدكتور رفعت السعيد من منصبه مع ترشيح الدكتور عبد الغفار شكر رئيسا مؤقتا للحزب وإلى حين عقد اجتماع طارئ للمؤتمر العام لاتخاذ الإجراءات المناسبة بعد هزيمة الحزب في الانتخابات الأخيرة.
إلا أن رفعت السعيد لم يعترف بهذا القرار الذي تم إبلاغه له عن طريق التليفون واستمر في إغلاق مقر الحزب طوال يوم أمس الجمعو وحتى الساعات الأولى من صباح السبت حيث لم يفتح الحزب أبوابه.
من جهته قال أنيس البياع نائب رئيس الحزب لـ"إيلاف" إنّ الانسحاب هو القرار الصحيح في الوقت الحالي مشددا على أن عمليات التزوير التي شهدتها الجولة الأولى من الانتخابات لابد أن تكون مبرر كافي لانسحاب الحزب من الانتخابات.
وأشار إلي أن الانسحاب أفضل بكثير حتى لا تتراجع شعبية الحزب أكثر من ذلك في الشارع المصري مطالبا كافة القوى السياسية بالانسحاب من انتخابات تُعرف نتيجتها سلفا.
وحاولت (إيلاف) الاتصال بالدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب أكثر من مرة إلا أنه هاتفه دائما كان خارج نطاق الخدمة أو لا يرد وسط أحاديث من قبل عدد من أعضاء الحزب عن دعم الأمين العام للحزب الوطني الحاكم ورئيس لجنة شئون الأحزاب صفوت الشريف بسبب رفضه الانسحاب من الانتخابات ليصبح الحزب الوحيد من الأحزاب الرئيسية الذي ينافس الحزب الحاكم في جولة الإعادة.
شباب الناصري يدعو القيادات إلي الاستقالة
دعا عدد من شباب الحزب الناصري بأمانات المحافظات قيادات الحزب إلى الاستقالة من منصبهم بعد إخفاق الحزب في الانتخابات وعدم حصوله على أي مقاعد في البرلمان وخروج كافة مرشحيه من الجولة الأولى فيما دعا قيادات الحزب الشعب المصري إلي مقاطعة جولة الإعادة من الانتخابات.
أيمن نور يهنئ المنسحبين
وأرسل أيمن نور رئيس حزب الغد برقيات التهنئة إلي عدد من قيادات جماعة الأخوان المسلمين وحزب الوفد بعد انسحابهم من جولة الإعادة في الانتخابات مؤكدا أنهم "اتخذوا الخطوة الصحيحة من أجل مواجهة النظام الحالي وفقدانه شرعيته".
جمعية التغيير تكثف تشاوراتها حول "البرلمان البديل"
إلي ذلك، يواصل أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير التي يترأسها الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية تشاورانهم بشان تنفيذ فكرة البرلمان البديل والذي يعتزمون تشكيله من خلال إجراء انتخابات موازية للانتخابات البرلمانية التي اتخذوا قرار بمقاطعتها منذ شهر سبتمبر الماضي.
وستعقد قيادات الجمعية اجتماعا تشاوريا خلال الأيام القليلة المقبلة للتباحث معهم حول الفكرة وما سيتم اتخاذه من ترتيبات لمواجهة عمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات مع التأكيد علي زيادة جمع عملية التوقيعات على بيان التغيير الذي أطلقوه ويتضمن 7 مطالب من بينها ضمان نزاهة الانتخابات وتحديد مدة الرئاسة بفترتين فقط وهو البيان الذي تجاوز عدد الموقعين عليه 900 ألف شخص.
شروخ في كافة الأحزاب
من جهته اعتبر الناشط السياسي جورج إسحاق القيادي بالجمعية الوطنية للانتخابات وبحركة كفاية أن الانتخابات الأخيرة قسمت ظهر الأحزاب المصرية وستشعل الخلافات داخلها مطالبا الأحزاب بإصدار بيان للاعتذار عن مشاركتهم في هذه الانتخابات المزورة.
وقال إسحاق لـ"إيلاف" أن الانشقاقات التي تشهدها الأحزاب الثلاثة في الوقت الحالي ليست بسبب عمليات التزوير التي تمت لصالح الحزب الوطني فحسب وإنما أيضا لضعف هذه الأحزاب علي الساحة السياسية مؤكدا علي أن هذه الانتخابات تعتبر فرصة لهم من أجل تصحيح الأوضاع والعودة إلي الانخراط في الشارع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات