الأقسام الرئيسية

تنس السيدات تنتظر 'ندِّية' تنعش ملاعبها

. . ليست هناك تعليقات:

الافتقار الى 'غريمات تقليديات' متقاربات المستوى يقلص نسبة المتابعة لرياضة نسوية استمدت شعبيتها من الموازنة بين الجمال والحماسة.

ميدل ايست أونلاين

بيروت ـ من مروان سعد

فترة مراوحة

احوال كرة المضرب للسيدات غير مستقرة.

فمن خلال التمعن بالترتيب العالمي وجدول تصنيفه تتضح الصورة جلية، الوجوه الجديدة القادرة على النفاذ الى المقدمة نادرة، واسس منح النقاط في ضوء النتائج المحققة ادت الى تغييرات، خصوصاً ان القواعد الجديدة تحد من مشاركات كثيرة في الدورات لمن هن دون الثامنة عشرة، قاعدة لو اعتمدت في تسعينات القرن الماضي لما اضحت السويسرية مارتينا هينغيس الاولى عالمياً وهي في السادسة عشرة من عمرها.

وما تقدم كان محور سلسلة نقاشات اخيراً بين خبراء اللعبة لا سيما في جمعية اللاعبات المحترفات، المسؤولة عن اللعبة في اطار الدورات الدولية ولوائح التصنيف، باعتبار ان النتائج الاولى لمجريات موسم 2010 سجلت تراجعاً في المتابعة التلفزيونية نسبتها 15 في المئة على الصعيد الاوروبي.

وبلغة الارقام ايضا، تابع 1.8 مليون نسمة تلفزيونيا نهائي دورة رولان غاروس، الذي جمع الايطالية فرانشسيكا سكيافوني والاسترالية سامنتا ستوسور، في مقابل 4.1 مليون نسمة تابعوا نهائي عام 2005 بين الفرنسية ماري بيرس والبلجيكية جوستين هينان.

وللمقارنة، فقد تابع 3.3 مليون شخص نهائي الفردي للرجال هذا العام بين الاسباني رافايل نادال والسويدي روبرت سودرلينغ.

وتفتقد الساحة حالياً لتنافس مباشر ندي ضمن ثنائيات محورية، على غرار مواجهات لا تنسى جمعت الاميركيتين كريس ايفرت ومارتينا نافراتيلوفا، او الاسبانية ارانتشا سانشيز والالمانية شتيفي غراف، او البلجيكيتين هينان وكيم كلاييسترز التي عادت الى الملاعب بعد انجابها طفلة، وتحتل الموقع الثالث عالمياً حالياً، ويقال انها سجلت عودة قوية لأن الأخريات ضعيفات.

بين المصنفات الـ12 الاوائل حالياً لاعبتان فقط دون الـ25 سنة، المصنفة اولى الدنماركية كارولين فوزنياكي (20 سنة) والعاشرة البيلاوروسية فيكتوريا ازارنيكا (21 سنة)، علما ان فوزنياكي لم تحصد لقباً كبيراً بعد، ما حدا بنافراتيلوفا الى القول "على كارولين ان تفرض وجودها بقوة في دورة استراليا مطلع العام المقبل (اولى دورات الغراند شيليم)، كي تخرج كرة المضرب للسيدات من قوقعتها الحالية".

وتجديد شباب المقدمة لا يقتصر على قمة الترتيب، فبين المصنفات الـ100 الاوليات لا توجد الا خمس "مراهقات" هن الروسية اناستازيا بافيليوشنكوفا والاميركية ميلاني اودين والصربية بويانا يافونوفسكي والرومانية سيمونا هالب والروسية كسينيا بيرفاك.

ثمة قائل ان كرة المضرب للسيدات تمر بفترة مراوحة وهي "دورة زمنية" تعيشها دائماً مختلف الرياضات، وسبق ان دخلت في غمارها فئة الرجال ايضاً.

ويقترن ذلك بفقدان الحافز في ظل الافتقار الى "غريمات تقليديات" متقاربات المستوى.

فحالياً لا تستقطب الاهتمام مواجهة بين فوزنياكي والروسية فيرا زفوناريفا (26 سنة)، المصنفتين الاولى والثانية عالمياً، كما تشد الانتباه مباراة قمة بين نادال والسويسري روجيه فيدرر.

معادلة ناقصة

منذ عهد الروسية آنا كورنيكوفا في اواخر العقد الماضي، وجمعية اللاعبات المحترفات تستثمر في التركيز على جمال اللاعبات لتعزيز صورة المنافسة.

وهو "سر" ادركته اللاعبات انفسهن امثال الاميركيتين سيرينا وفينوس وليامس اللتين اتجهتا الى حقل الازياء والموضة.

لكن ايجاد معادلة توازن بين الجمال والرياضة تمنح اولوية للمزايا الرياضية غير متوافرة دائما عند اللاعبات، علماً ان "السوق الرياضية" اخضعت لدراسات عدة حول "الجاذبية في الرياضة النسائية من خلال الجمال والتجميل"، مع التأكيد ان الجمال لا يؤهل للصدارة ولا يثير الاهتمام من دون نتائج ومراكز متقدمة، ومثال على ذلك ان الحسناء الصربية آنا ايفانوفيتش لا تستقطب عروضاً اعلانية على غرار تلك التي انهالت عليهه حين تصدرت التصنيف العالمي.

تنس السيدات في عالم الرياضة العالمية هو عبارة عن اضواء كثيرة وعروض وجوائز، دورات وبطولات واستثمارات وصفقات تجارية بملايين الدولارات، ومداخيل مجزية للاعبات من الاعلانات، خصوصاً ان هذه الرياضة هي الاكثر مدخولاً للمحترفات بين باقي الرياضات، اذ يخصص اكثر من 63 مليون يورو جوائز لدوراتها الدولية الـ53 (المانحة نقاطاً) المقامة في 33 بلدان فضلا عن الدورات الاربع الكبرى "الغراند شيليم".

وتصبح افضل المتباريات الجميلات مليونيرات وقبلة الاعلام اجتماعياً ورياضياً.

لكن صدارة اللعبة وعلى قمتها الدنماركية كارولين فوزنياكي تبدو باهتة نوعاً ما.

فالصبية الشقراء مجهولة تقريباً خارج بلادها.

وتلفت ستيسي اليستر مديرة جمعية اللاعبات المحترفات الى ان النتائج في مختلف ميادين اللعبة تتطور "فقد زادت ساعات البث التلفزيوني بنسبة 15 في المئة"، لكنها لم تفصح عن نسبة المشاهدة.

وتبدي اليستر ارتياحاً الى توزع المصنفات في المراكز العشرة الاولى بين 8 جنسيات "ما يعود بالفائدة على اللعبة عموماً ومداخيلها لا سيما انتشارها وشعبيتها على غرار ما يحصل في الدنمارك نظرا لتألق فوزنياكي".

في مجال احصاء الفنيات، يسجل ان مباراة ستوسور وسكيافوني كانت اجمل نهائي في رولان غاروس منذ مباراة الاميركية جينفير كابرياتي وكلاييسترز، علماً ان "ظروف" الدورات هذا الموسم لا تسفر عن لقاءات حادة، فمثلاً تقابلت سيرينا وليامس (29 سنة - مصنفة رابعة حالياً) وفوزنياكي مرتين في العام الماضي، ولم تتباريا هذه السنة.

الدنماركية المصنفة اولى حصدت 6 القاب وفازت في 62 مباراة، في المقابل خاضت وليامس 6 دورات بينها 3 في الغراند شيليم واحرزت لقبين منها (استراليا وويمبلدون)، لكنها بعد ايام من تتويجها في ويمبلدون تعثرت بزجاجة في ميونيخ وابتعدت، فبات ظهورها مشعاً بفساتين السهرة في مناسبات فنية واجتماعية.

كما اصيبت شقيقتها فينوس (30 سنة - المصنفة خامسة) في ركبتها، ولم تكمل هينان موسمها بعد اصابة في المعصم.

تدرك جمعية اللاعبات المحترفات جيداً ان الرياضة لا تحتاج فقط الى نجوم بل الى من يواجه النجوم، وتأمل في أن تستعيد مرحلة الق عاشتها الاميركيتان مونيكا سيليش وكابرياتي والاسبانية ارانتشا سانشيز والفرنسيتان ماري بيرس واميلي موريسمو وصولا الى الشقيقتين وليامس والروسية "المحتجبة" ماريا شارابوفا والعائدتين البلجيكيتين كلاييسترز وهينان...فالجمهور يتعطش لانتصارات "مختلفة"، وهذا ما سعت اليه جمعية اللاعبات حين اقرت معايير جديدة لمنح النقاط، اذ ضاعفت نقاط دورات الغراند شيليم موفرة للفائزات فيها فرصة المضي قدما نحو صدارة الترتيب، لكن ابتعاد سيرينا وليامس القسري ومثابرة فوزنياكي اطاح بالامنيات والاهداف، واوقع الجمعية في شرك ما حاولت تفاديه.

وعلى رغم ان اداء فوزنياكي يتطور وقد برهنت عن جدارتها في احتلال الصدارة، فان جمهور اللعبة يتطلع الى محفزات "ميدانية" اخرى، قد تكون كامنة في نجمات المستقبل امثال الاميركيات ميلاني اودين (19 سنة) ظاهرة دورة الولايات المتحدة المفتوحة عام 2009، والسمراء سلوان ستيفنز (17 سنة، المصنفة 199 عالمياً)، وكوكو فانديويغي ( 19 سنة - 117 عالمياً) ويدربها تيم غوليكسون، وباتريس كابرا (18 سنة - 221 عالمياً) المتأثرة باسلوب مدربتها النجمة السابقة كريس ايفرت.

وفي حين تطمح الصين لتخريج بطلات على غرار لي نا، التي بلغت الموقع التاسع عالميا في آب/اغسطس الماضي، وهي خطوة تلقى ترحيباً نظراً لقيمة السوق الصينية وآفاقها الواعدة.

يترقب خبراء ما ستقدمه شابات أخريات في المدى المنظور، أمثال ازارنيكا والروسية بافيليوشنكوفا (19 سنة) والبلجيكية يانينا فيكماير (21 سنة) والبولندية انييسكا رادفاونسكا (21 سنة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer