سنتان بعد زيارته الرسمية الأولى، يقوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بين الرابع والسابع من ديسمبر/كانون الأول بزيارة جديدة إلى الهند تحمل هذه المرة في طياتها اهتماما فرنسيا متزيدا بدولة تشكل المحرك الاقتصادي الدولي الثاني في العالم بعد الصين مع نسبة نمو تبلغ 9 بالمائة في العام.
وعلى عكس الزيارة الأولى، التي أمضى خلالها الرئيس الفرنسي فترة قصيرة في الهند اقتصرت على 40 ساعة فقط، ما أثار حفيظة البعض، ستستمر زيارة ساركوزي المقبلة أربعة أيام، وهي أطول زيارة رسمية يقوم بها ساركوزي إلى الخارج منذ دخوله "الاليزيه" يتوقف خلالها في عواصم الهند السياسية والاقتصادية والتكنولوجية نيودلهي ومومباي وبنغالور.
ويرافق الرئيس الفرنسي في جولته الهندية أكثر من سبعة وزراء، بينهم وزراء الدفاع والخارجية و الاقتصاد والبيئة والزراعة والتعليم العالي والثقافة إضافة إلى وفد ضخم من أرباب العمل الفرنسيين.
وتهدف الزيارة إلى رفع حجم المبادلات التجارية بين فرنسا والهند إلى 12 مليار يورو مع حلول العام 2012 . ويذكر أن 300 شركة فرنسية تعمل في الهند وتحتل فرنسا المرتبة السابعة في حجم الاستثمارات خلف ألمانيا وبريطانيا والمرتبة الحادية عشرة في حجم المبادلات بين البلدين.
وتمثل زيارة ساركوزي اعترافا فرنسيا بأهمية موقع الهند في العالم بحسب مصادر "الاليزيه". وتضيف هذه المصادر " في الفترة الماضية لم تكن الهند من أولويات السياسة الخارجية الفرنسية ولكن تغير المعطيات تحديدا الاقتصادية جعلت من الهند دولة تتسابق إليها كل دول العالم".
فالاقتصاد الهندي يحقق معدلات نمو تتراوح بين 8 و9 بالمائة سنويا وباستثناء الصين لا توجد دول أخرى تحقق مثل هذه النتائج في العالم. الأمر الذي يفسر اهتمام الدول العظمى المتزايد بهذا البلد ففي الأشهر القليلة الماضية زار الهند الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني ومن المتوقع أن يزورها زعماء من روسيا والصين خلال الشهر الجاري.
وتسعى باريس خلال زيارة الرئيس ساركوزي إلى تسجيل نقاط لصالحها، ففرنسا منذ زمن طويل تدعم حصول الهند على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وتتمتع بمكانة خاصة لدى الشعب الهندي.
وتقول مصادر "الاليزيه" "لدينا مكانة خاصة في الهند وسط بيئة التنافس الشديد هذه" وتضيف المصادر" مؤسسو البلاد، نهرو وغاندي وانديرا غاندي ترعرعوا على المبادئ المثالية للثورة الفرنسية وهذا لصالحنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات