صحف الثلاثاء اهتمت بعدد من المواضيع المرتبطة بالسياسة البريطانية تجاه اسرائيل، وبموضوع تأجيل اغلاق معتقل جوانتنامو، ورفض زعماء القبائل في اليمن تسليم قيادات في تنظيم القاعدة للسلطات، وإدانة رجل الأعمال الميلياردير الروسي خودوروفسكي.
صحيفة "الاندبندنت" نشرت مقالا بقلم دونالد ماكنتاير مراسلها في القدس يحمل عنوان "بريطانيا تخاطر باغضاب اسرائيل بتوسيع نطاق اعترافها الدبلوماسي بالفلسطينيين".
ويقول إن من المتوقع أن تحتج اسرائيل على قيام بريطانيا برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في لندن ردا على ما تحقق من تقدم في مجال بناء الدولة من قيادتها في الضفة الغربية.
ولكن على الرغم من أن الخطوة ستكون رمزية، إلا أن أنها ستكون حساسة بالنسبة لاسرائيل التي تشعر بالقلق من تنامي الجهود الفلسطينية للحصول على اعتراف دولي قبل استئناف مفاوضات السلام.
وقد اكتسبت هذه الجهود زخما في أعقاب قرار الولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري التخلي عن جهود اقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجديد وقف بناء المستوطنات مقابل استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين. وأصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أنه لن يشارك في مثل هذه المحادثات قبل تجميد الاستيطان.
موقف امريكا اللاتينية
ويقول الكاتب إن الاكوادور أصبحت أحدث دولة الاسبوع الماضي في سلسلة من بلدان أمريكا اللاتينية - من بينها البرازيل والارجنتين - تعترف بدولة فلسطينية ضمن الحدود التي كانت قائمة قبل حرب الأيام الستة عام 1967.
وتعتبر اسرائيل مثل هذه الخطوة تشجيعا على إيهام القيادة الفلسطينية بالتفكير في أنها قد تكون قادرة على تحقيق الدولة الفلسطينية دون مفاوضات مباشرة.
ويستدرك أن الحكومة البريطانية ليست لديها نية للاقتداء بأمريكا اللاتينية. أمارفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني فجاء بعد تحركات مماثلة من جانب فرنسا واسبانيا والبرتغال منذ فصل الصيف.
وكما يمضي المقال فليس من شأن هذه الخطوة أن تترك أي تأثير عملي على العمل اليومي الذي يقوم به ممثل فلسطين في لندن – وهو حاليا الأستاذ مانويل حسنين. ولكنها ستسمح على الارجح باطلاق اسم "بعثة" على التمثيل الفلسطيني، ويمنح الحق التلقائي في المستقبل لمثول الدبلوماسيين الفلسطينيين أمام وزير الخارجية بعد وصولهم لأول مرة في البلاد.
لكن في حين أن الترقية الفرنسية تتيح للمندوب الفلسطيني تقديم أوراق اعتماده إلى الرئيس الفرنسي، لا ترقى الخطوة البريطانية الى هذا المستوى الذي لا يمنح سوى لسفراء الدول لتقديم أوراق اعتمادهم الى الملكة.
ولكن هذا التطور في مستوى التمثيل من جانب فرنسا يأتي اعترافا من جانبها بإنشاء "مؤسسات فلسطينية للدولة المستقبلية" حسبما أعلن وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير.
مشكلة في اليمن
صحيفة "ديلي تليجراف" نشرت مقالا بقلم ريتشارد سبنسر من صنعاء حول رفض زعماء القبائل اليمنيين تسليم قادة محليين في تنظيم القاعدة للسلطات اليمنية.
ويقول المقال ان زعماء القبائل اليمنيين يقولون إن تسليم هؤلاء القادة وزعيمهم الروحي، أنور العولقي، سيكون مخالفا لعاداتهم.
ويعتبر المقال أن تلك "ضربة قاسية للمطالب الدولية لليمن بالقيام بالمزيد لكبح جماح الإرهاب".
وقال زعماء في القبائل اليمنية للصحيفة إنهم لن يدعموا حكومة الرئيس علي عبدالله صالح لأنها لم تفعل ما يكفي لتحقيق التنمية في مناطقهم الفقيرة، مما جعلها أرضا خصبة للمتطرفين الذين يشعرون بالاستياء.
وتنشر الصحيفة ما صرح به أحد شيوخ القبائل لها بأن "ما تقوم به القاعدة هو سيء للغاية وضد الإسلام، ولكن إذا كان لدينا شخص من تنظيم القاعدة فلن نقبل التعامل معه، لكننا لن نقوم بتسليمه للحكومة".
ويمضي الكاتب فيقول ان الغرب يعتمد على الرئيس صالح في اتخاذ إجراءات صارمة مقابل الحصول على مساعدات.
ورغم قيام طائرات أمريكية بشن غارات على مقاتلي القاعدة، إلا أن واشنطن مترددة في السماح بالمزيد من الضربات الجوية، وذلك خشية لأن تؤدي إلى تعزيز هدف توحيد المسلمين في اليمن وخارجه ضد الغرب.
ويقول الكاتب أيضا إن الحكومة تزعم ان قادة قبيلة العولقي من محافظة شبوة وافقت على تسليم مسلحين هناك، بما في ذلك أنور العولقي نفسه.
لكنه الشيخ أبو بكر العولقي، زعيم القبيلة، أصدر بيانا قال فيه إنه في حين أن القبيلة تقف ضد الإرهاب، إلا أن الأمر متروك للقوات الحكومية للقبض على العولقي. وامتنع عن مناقشة مكان العولقي.
وقال زعيم قبلي آخر هو الشيخ عبد الله الجميلي من محافظة الجوف المضطربة، انه التقى العولقي "خلال الايام القليلة الماضية".
اغلاق جونتنامو
صحيفة "ديلي تليجراف" نشرت تقريرا يقول إن إغلاق معتقل جوانتنامو لن يتم قريبا حسبما يعترف البيت الابيض.
وتنقل عن روبرت جيبس الناطق الصحفي باسم البيت الابيض ان المعتقل " بالتأكيد لن يغلق الشهر المقبل،" في اشارة الى مرور عام على المهلة التي حددتها ادارة الرئيس أوباما لاغلاق المعتقل.
ويقول التقرير أيضا إن محامي البيت الأبيض يعكفون حاليا على صياغة قانون جديد من شأنه السماح باحتجاز ما يقرب من 50 سجينا موجودين في المعتقل إلى أجل غير مسمى.
وقال جيبس: "البعض سيحاكمون في محاكم فيدرالية، كما شاهدنا في الماضي، والبعض الآخر سيحاكم امام لجان عسكرية، من المحتمل أن يقضوا بقية حياتهم في سجون تخضع للحراسة المشددة التي لم يتمكن أحد، بما في ذلك الإرهابيون، من تمكن من الهرب منها في أي وقت مضى".
ادانة خودوروفسكي
افتتاحية صحيفة "الجارديان" خصصت للتعليق على الحكم بادانة الملياردير الروسي ميخائيل خودوركوفسكي.
العنوان الثاني للافتتاحية يقول "الذين يعيشون هناك يعلمون أن اللصوص في روسيا لا يضقون عقوبة في السجن بل موجودون في الحكومة".
وتقول إن المحاكمة الثانية لخودوركوفسكي لم تكن عن السرقة، بل نتاجا للخوف من ان يفرج عن هذا السجين الذي كان ضحية لسوء تطبيق العدالة.
وترى الافتتاحية ان الحكم بالادانة كان امرا مفروغا منه. وانه لن يثير أي دهشة. ولكن طول مدة العقوبة هو الذي سيثير تلك الدهشة.
والأمر لا يتعلق بكون خودوركوفسكي رجلا بتمتع بالشعبية، أو أن الروس قد نسوا أنه كان في الماضي احد المسؤولين في الكرملين خلال رئاسة يلتسين. كما أنه ليس هناك أي خطر فوري من أن يصبح المئات الذين تظاهروا أمس خارج المحكمة في موسكو عدة مئات الآلاف يهتفون "الحرية" و"روسيا بدون بوتين".
لكن – كما تمضي الافتتاحية- مع هذا الحكم توقف الادعاء عن أن يصبح ادعاء هزليا، فقد سقطت المحاكمة تماما.
وترى الافتتاحية بالتالي ان خودوركوفسكي أصبح مضطهدا سياسيا، وأن صدور الحكم بادانته والتوصية بسجنه لمدة 6 سنوات أي الى ما بعد انتهاء الفترة الرئاسية الحالية، سيجعل من الصعب أن يصدق احد الرئيس ميدفيديف عندما يتحدث عن حكم القانون في روسيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات