بغداد، العراق (CNN) -- قد تكون جراح الطفل سجد الجسدية قد شفيت، إلا أن جراحه النفسية بقيت حتى اليوم شاهدة على قصة إنسانية أليمة، فما حدث للشقيقين سجد، 13 عاما، ودعاء سبعة أعوام في أحد أيام يوليو/تموز الحارة من عام 2007 لن ينسى أبدا.
يقول سجد: "كنا عائدين من منزل عمي، حين التقطتنا دورية أمريكية، فاضطررنا لسلوك طريق آخر، لتقوم طائرة الهليكوبتر بمهاجمتنا بسبب مساعدتنا لعدد من الصحفيين."
والصحفي الذي يتحدث عنه سجد هو المصور العراقي في رويترز سعيد شماغ، فقد سمعوه يئن على الأرض طلبا للمساعدة، وتظهر بعض مقاطع الفيديو التي نشرها موقع ويكيليكس مؤخرا ما حدث قبل الحادث بدقائق.
فسعيد وزميله نمير نور الدين كانا يمشيان في أحد شوارع بغداد بينما كانت القوات الأمريكية تبحث عن مسلحين عراقيين، حين أطلقت النار باتجاههما.
من جهته قال البنتاغون إن طاقم الطائرة لم يكن يمتلك أي سبب للاعتقاد بوجود إعلاميين برفقة قوات العدو في تلك اللحظة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الجيش يأسف لسقوط ضحايا أبرياء في هذه الواقعة.
وخلال محاولة والد سجد ودعاء إنقاذ سعيد، كان الطفلان يجلسان في المقعد الأمامي للحافلة.
ولم تترك القوات الأمريكية الطفلين في تلك اللحظة بل اصطحبتهما إلى مستشفى أمريكي للعلاج، إلا أن أخبارا سيئة كانت بانتظارهما.
يقول سجد: "سألت عن والدي، فأخبروني أنه قتل."
ويعيش الطفلان الآن مع عمتهما، التي تحاول تأمين حياة سعيدة لهما.
وتقول العمة إن الطفلين تأثرا بصورة سلبية بعد الذي حدث لوالدهما، فالولد يبكي دوما لأنه كان المدلل لدى والده.
وترغب أم مصطفى في أن يحصل الطفلان على حياة طبيعية، ولكن الأمر صعب للغاية خصوصا مع نشر مقاطع الفيديو هذه.
تقول العمة: "شعرنا بالحزن الشديد بعد رؤية مقاطع الفيديو هذه، فكأن والدهما مات من جديد."
غير أن أم مصطفى لا زالت تعتقد أن نشر هذه الوثائق أمر جيد، إذ تقول: "بالطبع أنا سعيدة لأن العالم بأكمله سيعرف أن ملايين الناس قتلوا من دون أي سبب، لوهلة رغبنا في التخلص من حكم صدام حسين، إلا أن الوضع اليوم أسوأ بكثير، كنا نعتقد أن الأمن والسلام سينتشران، غير أن ما حصل هو الدمار الكامل."
ولعل مأساة هذه العائلة تعكس مآسي وطن وشعب بأكمله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات