تمهيداً لاعلان تشكيلة حكومته الجديدة اليوم الاثنين فقد ودع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزراء حكومته السابقة مؤكداً انها استطاعت أن تحقق الأمن وتمنع إندلاع حرب أهلية فيما استمرت اجتماعات الكتل السياسية حتى فجر اليوم للاتفاق على الشخصيات التي ستتولى الحقائب الوزارية حيث ستقدم التشكيلة الى مجلس النواب منقوصة على ان تستكمل الخميس المقبل بعد ان اجازت المحكمة الاتحادية تقديمها على شكل دفعات.
في لقاء توديع مع أعضاء حكومته المنتهية ولايتها اليوم الاثنين قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن وزراءها قدموا الكثير للبلاد. وأشار في كلمة له خلال الاجتماع الذي عقد الليلة الماضية ان الظروف الصعبة والتحديات التي مر بها العراق خلال السنوات الاربع الاخيرة قد سببت ارباكات في بعض المجالات لكنها لم تربك عمل الحكومة التي استطاعت ان تتصدى لمهامها معبرا عن الامل في ان تنعكس الخبرات التي اكتسبها الوزراء خلال تلك السنوات على عمل الحكومة الجديدة.
وأشار المالكي الى ان الحكومة المنتهية ولايتها استطاعت تحقيق الامن والاستقرار وبناء الاجهزة الامنية والمؤسسات التي تدير قطاعات البلاد المختلفة. وشدد على ان الحكومة قد نجحت في انقاذ البلاد من اندلاع حرب اهلية من خلال وقوفها بوجه الارهاب الذي ظل يحاول تفجير هذه الحرب وبوجه التيار الذي يدفع بهذا الاتجاه.
وقد استمرت مداولات الكتل السياسية حتى فجر اليوم الاثنين من اجل انجاز قوائم مرشحيها للحكومة الجديدة وتقديمها الى المالكي الذي قال انه سيطرحها على مجلس النواب اليوم للتصويت عليها. لكنه لم يعرف بعد فيما اذا كانت هذه الكتل قد انجزت مهماتها واتفقت على المرشحين الذين سيتولون الوزارات التي منحت لها الامر الذي اثار تكهنات بأمكانية تأجيل طرح التشكيلة الحكومية الجديدة لساعات عدة او ليوم اخر او اثنين برغم ان الاستعدادات قد اكتملت في تهيئة قاعة مجلس النواب بالمنطقة الخضراء وسط بغداد لاجراء عملية تقديم هذه التشكيلة والتصويت عليها بخضور شخصيات سياسية وسفراء وممثلو دول ومنظمات عربية وأجنبية.
وسيحضر المالكي الى مجلس النواب لتقديم تشكيلة ناقصة لحكومته الجديدة التي يتوقع ان لاتضم عددا من الوزارت التي لم يتم التوافق بعد على الشخصيات التي ستشغلها وبينها الوزارات الامنية الثلاث للداخلية والدفاع والامن الوطني التي سيتولاها هو او من يخوله بالنيابة ريثما تتفق الكتل السياسية على الشخصيات التي ستكلف بها بشكل اصيل.
وقد توصلت الكتل السياسية لحد الان الى اتفاقات شبه نهائية على حصصها من وزارات الحكومة الجديدة او على الاسماء التي ستتولاها. وبموجب توزيع الحقائب الوزارية على هذه الكتل بحسب نظامي الاستحقاق الانتخابي والنقاط فأن حصة التحالف الوطني (159 مقعدا برلمانيا) ستكون 17 وزارة بينها "النفط والتخطيط والنقل والتعليم العالي والعدل والموارد المائية والبلديات والعمل والشباب والرياضة وحقوق الانسان والسياحة والاثاراضافة الى وزارات الدولة لشؤون المصالحة الوطنية والخارجية ومجلس النواب والاهواراضافة الى منصب نائب رئيس الجمهورية المرشح له نائب الرئيس الحالي عادل عبد المهدي ورئيس الوزراء السابق رئيس تيار الاصلاح ايراهيم الجعفري "وقد حصلت كتلة الاحرار الممثلة للتيار الصدري ضمن التحالف (40 مقعدا) على 8 وزارات هي "النقل والبلديات والموارد المائية والعمل والشؤون الاجتماعية والاسكان والسياحة ووزارتي دولة".. فيما يتنافس القياديان في التيار بهاء الاعرجي ونصار الربيعي على منصب النائب الثالث لرئيس الوزراء.
اما الكتلة العراقية (91 مقعدا) فقد حصلت على 9 وزارات منها "المالية والتربية والكهرباء والصناعة والزراعة والاتصالات وشؤون المحافظات ووزارة الدولة لشؤون العشائر اضافة الى منصبي نائب رئيس الجمهورية المرشح له طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء ومرشح له صالح المطلك".. فيما حصل التحالف الكردستاني (57 مقعدا) على ست وزارات هي "الخارجية والتجارة والصحة والنقل ووزارتي الدولة لشؤون المجتمع المدني والمرأة اضافة الى منصب نائب رئيس الوزراء الذي ستولاها روز نوري شاويس".. بينما حصل تحالف الوسط (10 مقاعد) على وزارة العلوم والتكنولوجيا والمسيحيون على وزارة البيئة. وسيتم اعلان شخصيات وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني مع حقائب اخرى لم يتفق عليها بعد في وقت لاحق يعتقد أنه سيكون الخميس المقبل.
وتعتبر الحكومة الجديدة في حال اعلان تشكيلها هي الثانية المنتخبة بعد ان انهت السابقة اربع سنوات وسبعة أشهر من عملها حيث كان تصويت مجلس النواب بالثقة عليها في العشرين من أيار/ مايو عام 2006. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد كلف رسميا في الخامس والعشرين من الشهر الماضي نوري المالكي بتشكيل الحكومة خلال مدة ثلاثين يوما من تاريخ التكليف الرسمي تنتهي الجمعة المقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات