كتب يسرى الهوارى وسماح عبدالعاطى ووهدى رشوان ومروى ياسين وغادة محمد الشريف ٢٧/ ١٢/ ٢٠١٠
نظم أمس مئات العاملين بمستشفى العباسية للأمراض النفسية وقفة احتجاجية أمام العيادات الخارجية فى المستشفى، وأعلنوا رفضهم هدم أو نقل المستشفى، ورفع المتظاهرون لافتات احتجاجية تقول: «معاً ضد هدم ونقل العباسية»، «مش هنسلم، مش هنبيع مش هنسيب المستشفى تضيع» و«مستشفى العباسية النفسية صرح طبى وتعليمى وتاريخى لا يجوز المساس به»، و«لا للنقل لا للهدم لا للاقتطاع».. و«المريض النفسى من حقى أعيش بينكم». من جانبه، قال الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى لـ«المصرى اليوم»: «نريد نفياً واضحاً وصريحاً بشأن هدم مستشفى العباسية للصحة النفسية، وأشار إلى أن الوقفة الاحتجاجية مجرد حركة استباقية علناً. وأضاف: «لن أنتظر حتى يتم الهدم فى حين أن الوزير صرح عبر ٤ سطور فى إحدى الجرائد القومية بأنه لم يأته خطاب رسمى»، وتابع: «أى شخص يتحلى بالذكاء، لابد أن يفهم من خلال تصريح الوزير، أن هناك نية مسبقة لنقل المستشفى، كما هو واضح من خلال الخرائط الموجودة على الإنترنت فى موقع كايرو سيتى لأرض المعارض: «حيث لا يوجد مستشفى العباسية». وطالب عكاشة المسؤولين بإلغاء الفكرة وقال: «يكفينا تصريحات» نفى فى هيئة المراوغة. وقال إن قرار الهدم، أو النقل إلى مدينة بدر، يضرب بـ٨٠ ألف مريض، والأفضل بدلاً من نقله وإهدار أموال على بناء مستشفى جديد أن يتم استغلال هذا التمويل فى تطوير المستشفى، وقال إن تقسيم المستشفى إلى عيادات ومستشفيات صغيرة، منحى غير صحيح، لأن هذه الفلوس ستعود إلى وزارة المالية، ولن يستفيد منها المرضى الغلابة، وتابع: لو الهرم اتباع يبقى مستشفى العباسية يتباع، وكررها: «لو هتبيعوا المستشفى بيعوا الأهرامات واعملوا منتجع سياحى». من جانبه، قال الدكتور محمد حسن خليل، رئيس لجنة الدفاع عن الصحة: «أنا مع حق المريض، وضد حق المستثمرين فى أن يجور على المرضى، وضد أن ينظر إلى الخدمة الطبية نظرة رديئة، ولفت إلى أن «العباسية» حلقة جديدة فى مسلسل أرض مصل اللقاح وأرض مستشفى الأقصر وأرض الشركة المصرية لتجارة الأدوية. ووجه حديثه إلى الرأى العام والدولة وطالب بوقف مسلسل خصخصة أراضى المستشفيات وإغلاقها وحرمان الشعب من الخدمات الصحية لصالح المستثمرين. وأعرب الدكتور مصطفى فهمى، أمين صندوق الجمعية المصرية للطب النفسى، عن سعادته إزاء تكاتف كل الهيئات والجمعيات والحركات مع العاملين فى المستشفى، وقال الموقف يوضح للحكومة لماذا يدافع الناس عن المستشفى، وأكد أن المستشفى يعلم أجيالاً ويعالج مرضى، سواء فى عياداتها الخارجية أو فى أقسامه الداخلية، وطالب المسؤولين بزيارته للتعرف على قيمته وأهميته بالنسبة لهم ومدى ثرائه، ولفت إلى أنه يحتوى على ٧٠٠ شجرة معمرة تجاوزت ١٠٠ عام. وقالت الدكتورة منى مينا المتحدثة باسم حركة «أطباء بلا حقوق»: «لا نستطيع أن نفهم السبب وراء التنكيل بالمرضى والأطباء والعاملين بالمستشفى، وتساءلت كيف يفكرون فى هدم صرح عالمى وتاريخى له دور علاجى وتعليمى، وطالبت المسؤولين بإصدار تصريح واضح يحمل أدوات النفى «لن ولم» يتم التفكير فى هدم ونقل مستشفى العباسية، لكون ما نسمعه من تصريحات لا يحمل أى أدوات للنفى أو الإثبات. وقالت الدكتورة مديحة الملوانى، المنسق العام لحركة «صيادلة من أجل التغيير» ما يحدث ليس بعيداً عن سياسة النظام فى الخصخصة التى تأتى على حقوق المقهورين والمرضى الغلابة، وأشارت إلى أنه من الأفضل تطوير المستشفى، بدلاً من التفكير فى هدمه وتابعت: «النظام لا يسمح بتطوير أى مؤسسة تخدم المواطنين، وأن المؤسسة الوحيدة التى يتم تطويرها هى المؤسسة الأمنية». وقالت الدكتورة كريمة الحفناوى، عضو لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة،: «نقف اليوم ضد أى قرار يتم من خلاله تحويل الخدمة الطبية إلى سلعة، وضد خصخصة منظومة الصحة التى بدأت مع وزير الصحة الحالى، بفرض لوائح جديدة على حساب مجانية الصحة، بهدف الاستثمار وتهدف إلى تحويل الطب إلى سلعة». وأكدت أن اللجنة ضد هدم أو نقل المستشفى، لأنه صرح تاريخى وعالمى، يخدم جميع المرضى فى مصر والعالم العربى، وهددت جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية، بتصعيد الوقفات الاحتجاجية حال عدم التراجع عن قرار الهدم والنقل وعدم صدور تصريح رسمى بالنفى، وطالبت جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية فى بيان لها بالنفى القاطع الرسمى، لما تردد عن نقل المستشفى، والتأكيد على بقائه حالياً ومستقبلياً، واسترداد حديقة العروبة المستقطعة من المستشفى، واستخدامها لإقامة مراكز علاجية وعلمية تخدم الطب النفسى والمريض. ودعت الجبهة إلى إنشاء ٨ مستشفيات جديدة للصحة النفسية داخل المحافظات المختلفة لسد العجز فى أسرة المرضى النفسيين، ولفتت إلى أنه لا يوجد حالياً سوى ٦ آلاف سرير لا تفى سوى باحتياجات ٢٠% من المرضى النفسيين. وأكد الدكتور محمد رخا، أحد أطباء المستشفى عضو جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية، أنه سيتم تكرار الوقفات الاحتجاجية حتى الاستجابة لمطالبهم، وأنه من المقرر عقد وقفات متتالية، بدءاً من اليوم حتى نهاية الأسبوع، مشيراً إلى أنه حدثت استجابة وأن الدكتور ناصر لوزة، أمين عام الصحة النفسية، طالبهم بعقد لقاء مع جميع العاملين فى المستشفى كمندوب عن الوزارة لمناقشة القضية والتوصل لحل. وشارك فى الوقفة عدد من أسر المرضى والعاملسن بالجمعية المصرية للطب النفسى، وعدد من الأطباء النفسيسن من خارج المستشفى، كما تضامنت معهم جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية، وعدد من النشطاء السياسيين والجمعيات الأهلية والنقابيين، ومنظمات حقوق الإنسان، والجمعية المصرية للطب النفسى، ولجنة الدفاع عن الصحة، واتحاد الأطباء العرب وحركات «أطباء بلا حقوق»، و«صيادلة من أجل التغيير» وحملوا شعار «معاً ضد هدم مستشفى العباسية» ووزعت الجبهة بياناً ضد قرار نقل أو هدم المستشفى، بالإضافة إلى بيان للمركز المصرى للتنمية وحقوق الإنسان حول نقل مستشفى العباسية لمدينة بدر ورفضهم القرار. من جانبه، نفى المهندس شريف سالم، رئيس الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات الدولية، طلب الهيئة الحصول على مساحة من مستشفى الأمراض النفسية فى العباسية، لتوسعة الهيئة فى ظل خطة التطوير، التى يتم تنفيذها لإنشاء مدينة المعارض الجيدة «كايرو أكسبو سيتى». وقال سالم «الهيئة» لم تطلب من وزارة الصحة أو إدارة المستشفى شراء أى مساحات من مستشفى الأمراض النفسية المجاورة للهيئة. وأضاف: إن مدينة المعارض الجديدة، يتم تنفيذها على نفس المساحة الخاصة بالهيئة ومركز المؤتمرات، الذى تم دمجه فى الهيئة ولم نطلب أى مساحات جديدة. وأشار إلى أنه سيتم البدء فى إنشاء المدينة الجديدة مطلع العام المقبل، ولفت إلى تعاقد «الهيئة» مع إحدى الشركات الصينية الحكومية لتنفيذ المشروع بتكلفة استثمارية ٦٠٠ مليون دولار، أى ما يعادل ٣.٣ مليار جنيه. وأشار رئيس الهيئة إلى أن المشروع يتضمن بناء ٩ صالات عرض وفندق ٥ نجوم، وقاعة اجتماعات، بالإضافة إلى إنشاء كبرى معلق، لربط مركز المؤتمرات بهيئة المعارض. وقال إن المساحة الإجمالية للمشروع تقع على ١٤٠ ألف متر مربع - تمثل المساحة الحالية للهيئة - وأشار إلى أن الشركة الصينية ستنفذ التصميم الخاص بالمشروع على أرض الواقع الذى صممته شركة «زها حديد» الإنجليزية من أصل عراقى. وأضاف أن المشروع يستهدف إقامة صناعة معارض حقيقية، تمكن الدولة من جلب موارد ضخمة للخزانة العامة ولفت إلى أن دولة مثل ألمانيا يصل حجم الإيرادات السنوية لها من صناعة المعارض، نحو ٤٠ مليار دولار، وأضاف: «المشروع يستهدف إنشاء مدينة عالمية للمعارض، فضلاً عن المساهمة فى الترويج لمنتجات الصناعة المحلية من خلال تلك المدينة». |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات