بقلم زينب عبد الرزاق ٢٥/ ١٢/ ٢٠١٠ |
نشرت شبكة CNN تقريرا طبيا صدر مؤخرا عن وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» يؤكد أن الأمراض العقلية والنفسية باتت السبب الأول لإدخال الجنود الأمريكيين إلى المستشفيات. وأن هناك «موجة واسعة ومتنامية» من المشاكل العقلية والنفسية فى صفوف عناصر الجيش الأمريكى. وأن هذه المشاكل تتزايد وسط الشعب الأمريكى ككل، ولكنها تتزايد بوتيرة أعلى فى صفوف القوات المسلحة، خاصة الفصائل القتالية التى شاركت فى مهام عسكرية بالعراق وأفغانستان. وأن معدلات الانتحار فى صفوف جنود الجيش فى شهر يناير الماضى تجاوزت جميع الأرقام التاريخية، وأن أعداد الذين قتلوا فى معارك بالعراق وأفغانستان فاقت ٦ مرات الفترة نفسها من عام ٢٠٠٧، مما دفع القيادة العسكرية إلى إخطار الكونجرس وكبار المسؤولين. وأن ٢٤ جندياً انتحروا الشهر الماضى، فى حصيلة لم يسجلها الجيش الأمريكى بتاريخه من قبل، ووصف ضابط كبير الوضع بأنه «مرعب» وأن القوات المسلحة تحاول البحث فى أسباب الظاهرة. وأن الجنود تعرضوا لأسوأ أنواع الأزمات ما بعد الصدمة، وذلك بعد ظهور الأمراض التى تحتاج إلى وقت طويل للعلاج، بينها التوتر والاكتئاب طويل الأمد وإدمان الكحول والمخدرات. وأن حجم القوى العاملة التى فقدها الجيش جراء المشاكل النفسية يفوق بنسبة الضعف ما فقدته القوات البحرية، وبنسبة ثلاثة أضعاف خسائر القوات الجوية فى هذه الحروب. وقد سبق أن أعلنت الإدارة الطبية الأمريكية فى الجيش الأمريكى بعد حرب تحرير الكويت أن شكوى الجنود من أوجاع لا أسباب لها واكتئابات غير محددة الهوية هى نوع من الادعاءات الكاذبة التى يدعيها الجنود!! ولكن بعد أن أنجب هؤلاء أعدادا كبيرة من الأطفال المشوهين، وبعد أن انتشرت فى أنماط سلوكهم ألوان أخرى من الانحرافات..هنا خرجت تقارير طبية مختلفة تصف تلك الاضطرابات فى الصحة الجسدية والنفسية للجنود بأنها نوع جديد من المرض وأعطوه اسما جديدا هو مرض «حروب الخليج». تلك التقارير تكشف عن حقيقة تسمع الثرثرة عنها وحولها فى ردهات الجامعات الأمريكية الكبيرة وهى أن الشباب هناك صار يرفض الالتحاق بالجيش.. لأن الشباب المتعلم يرفض أن يكون فأر تجارب لشركات السلاح التى تقدم له أسلحة فائقة التقدم ولكن آثارها الجانبية تصل إليه أيضا، مثلما أصاب اليورانيوم المنضب العديد من أهالى العراق بأمراض مستعصية ثم ظهرت نفس الأعراض المستعصية على الجنود الأمريكان. القوة الأمريكية الآن ثور هائج يتخبط من أجل الحفاظ على مصالحه الاقتصادية وتحاول أن تثبت هيمنتها على المواقع الاستراتيجية فى العالم. لا أكتب تلك السطور بإحساس الشماتة.. ولكن بمجرد الحلم بأن تخرج فى الولايات المتحدة الأمريكية أصوات تقبل الحياة لأمريكا فى حالة من الندية مع بقية شعوب الأرض.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات