ا ف ب - المنامة (ا ف ب) - قبل ثلاثة ايام من مفاوضات جنيف، اشارت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة الى القلق الذي تثيره خطط طهران النووية في العالم خصوصا لدى جيرانها.
واعربت كلينتون خلال مؤتمر صحافي في البحرين عن املها في ان تدخل ايران في "حوار جاد" الاثنين بشأن ملفها النووي الذي رات انه "مصدر قلق في القارات كافة وخصوصا هنا في المنطقة".
واضافت "اذا ما كنتم جيران دولة تسعى لامتلاك اسلحة نووية، فسوف يبدو الامر اكثر خطورة بكثير مما لو كنتم على بعد الاف الكيلومترات". لكنها اضافت انه في مطلق الاحوال "القلق نفسه ونأمل ان تتجاوب ايران" مع هذه المخاوف.
ولا تزال ايران التي فرضت عليها الامم المتحدة عقوبات جديدة في حزيران/يونيو، تنفي اي هدف عسكري لبرنامجها النووي. والخميس، صعدت لهجتها حيال الغرب الذي اتهمته بالوقوف وراء اعتداءين استهدفا عالمي فيزياء ايرانيين وجددت التأكيد انها غير مستعدة لتقديم "تنازلات".
وتأتي المحادثات المقرر اجراؤها الاثنين والثلاثاء في جنيف بعد انقطاع استمر عاما وستجمع ايران مع الدول الست او مجموعة "1+5" (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، اضافة الى المانيا).
وتزور كلينتون البحرين للمرة الاولى للمشاركة في منتدى "حوار المنامة" المخصص لبحث قضايا الامن الاقليمي والذي يجمع مسؤولين من نحو 25 دولة.
وستلتقي في المنتدى مسؤولين وردت اسماؤهم في البرقيات الدبلوماسية الاميركية التي كشفها موقع ويكيليكس والتي تسلط الضوء على نظرة دول جوار ايران الى الجمهورية الاسلامية.
ونقلت احدى هذه البرقيات كلاما منسوبا الى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز طلب فيه من الولايات المتحدة "قطع رأس الافعى" في اشارة الى ايران.
وفي برقية اخرى، يشرح ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة للجنرال الاميركي ديفيد بترايوس ان تدخلا عسكريا ضد ايران سيكون اقل خطورة من السماح للجمهورية الاسلامية بمواصلة برنامجها النووي.
وردا على سؤال خلال المؤتمر الصحافي نفسه، رفض وزير الخارجية البحريني خالد بن احمد ال خليفة التعليق على ما ورد في الوثائق المسربة. الا انه اكد ان "ما جاء في الوثائق حول البحرين لا يمثل اي تناقض وليس هناك داع للقلق ولا توجد مشكلة حول سياسة البحرين" حيال ايران.
واضاف " "نؤمن بحق اي دولة في الشرق الاوسط باستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية (...) لكن تحويل هذه الطاقة للاستخدامات العسكرية ليس مقبولا".
وتابع "قلنا هذا لايران وللجميع وهذا موقف معلن ولا نرى اي تناقض في هذا".
ووسعت كلينتون نطاق تصريحاتها لتشمل برنامج كوريا الشمالية النووي الذي سيكون محور قمة تعقد الاثنين في واشنطن.
وقالت "كما ان الجيران (في الخليج) يركزون على سعي ايران الى امتلاك السلاح النووي، فان الجيران في شمال شرق اسيا يخشون بالقدر نفسه من اعمال كوريا الشمالية".
واضافت ان امتلاك طهران وبيونغ يانغ اسلحة نووية بهدف "التهديد والتهويل على دول الجوار وما خلف الجوار سيؤدي مع الاسف الى سباق تسلح في المنطقتين".
كما تطرقت كلينتون الى الشأن الفلسطيني، حيث اكدت ان الولايات المتحدة لا تزال "تعمل بقوة" من اجل السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وذلك غداة تصريحات فلسطينية شككت في امكانية تحقيق السلام.
وقالت في المؤتمر الصحافي بالمنامة ان "الولايات المتحدة تعمل بقوة على توفير الاجواء التي تسمح للاطراف بالذهاب نحو حل نهائي بواسطة التفاوض".
كما اكدت في لقاء جمعها في وقت لاحق مع مجموعة طلبة "اننا لم نفقد العزم اطلاقا"، مضيفة ان "الولايات المتحدة على استعداد للعب دور فعال جدا لكن في نهاية المطاف (...) وحدها الاطراف نفسها بامكانها اتخاذ هذه القرارات الصعبة".
وكان مسؤول فلسطيني تحدث الخميس عن فشل الجهود الاميركية في حمل اسرائيل على فرض تجميد جديد لبناء المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية.
وقال هذا المسؤول لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان "الادارة الاميركية اعلمتنا ان الحكومة الاسرائيلية غير موافقة على العمل مجددا بتجميد الاستيطان".
ولكن المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي رفض تأكيد هذا الامر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات