الأقسام الرئيسية

كيف يقضي سياسيو الكورد ليلة رأس السنة الميلادية؟

. . ليست هناك تعليقات:

مهدي مجيد عبدالله

GMT 10:13:00 2010 الإثنين 27 ديسمبر


-1-
مع اقتراب العام الجديد 2011 و أحتفالي به وحيدا غريبا بعيدا عن ابي و امي اللذان احبهما اكثر من نفسي، ترجع بي الذاكرة الى نهاية عام 2009 حيث أثناء رجوعي من العاصمة بغداد صوب مدينتي العزيزة حلبجة الشهيدة، مررت بمدينة كركوك، و لم يخطر لي على بال مصادفة اناس ينظر المجتمع اليهم بإزدراء و إحتقار و يمنع عنهم كل رحمة و عطف، في حين إنهم أحوج الناس الى المساعدة و الشفقة، لإن ظروف الحرمان و محيط الفساد أدى بهم الى مسالك الذل و الهوان و الإنحرف، و هم ما يسمون و ينعتون ب(بائعي الهوى) من نساء و رجال.

الح علي أحد أصدقائي المقربين بالبقاء لديه عند معرفته بتواجدي في كركوك، لم أجد حجة أتذرع بها للفرار من الحاحه هذا، فسلمت له نفسي و اصطحبني الى بيتهم حيث أختلينا بغرفة لتناول طعام الغداء، و إذا بصينية كبيرة تدخل علينا محتوية (صحن كفته صوابع، طماطم مقلية، صلصة طحينة، بعض الخضروات) لا اخفيك صديقي القارئ كنت أتضور جوعا و عصافير بطني بتصوصو كما يقول المصريون، فأنقضضت على الطعام و لم ادع مُضيفي يتناول سوى القليل منه.

بعد الانتهاء و أستراحة قصيرة قال لي صديقي لنذهب الى مقهى مختص بإعداد شاي سيلاني من الدرجة الأولى، و لأنني لا اتناول المشروبات الروحية و لا أدخن السجائر، وافقت قوله لإعدل مزاجي بقدح من الشاي و مايزيد.

وصلنا المقهى فوجدناه مكتظا بالزبائن، جلسنا متجاورين مع صديقي في نهايته على كرسيين مصنوعين من الخشب، رحب بنا النادل و وضع امامنا قدحين من الشاي الساخن ذوو الرائحة الطيبة، و إذا بصديقي يهمس بإذني مشيرا خلسة الى أحد الجالسين، قائلا: إنه قواد و بيته ماخور لا يرتاده سوى الاغنياء و السياسيين المتنفذين ليشبعوا رغابتهم و نزاوتهم الجنسية، لذا هو وحيد لا يجلس إليه الناس كي لا تتلوث سمعتهم.

خطرت ببالي فكرة و اتجهت نحو الرجل ملقيا التحية مستئذنا منه الجلوس الى جنبه، رد علي موافقا و قال:
- ماذا تريد.
- هل بإمكاني ان أطرح عليك بعض الاسئلة.
تغيرت ملامح وجهه و أكفهر وجهه سائلا أياي:
- هل انت من الشرطة او الامن.
- أجبته كلا انا كاتب صحافي و لدي......
قاطع كلامي و همس في أذني قائلا :
- أعرف.. أعرف.. توجد لدينا أصناف جميلة و جديدة من البنات و النساء و بإسعار مغرية.
- نظرت إليه مبتسما، و ربت على كتفه موضحا خطأ ظنه، مبينا له هدفي من الحديث معه، حيث انني ارغب معرفة الاسباب النتي دفعته الى أمتهان هذا العمل و أسلوب عيشه في الحياة و كيفية تعامل الناس معه و تعاطيه معهم.....

بعد تجاذبنا لإطراف الحديث و تعرفنا على بعضنا البعض و أطمئنانه من عدم ضمري له أي سوء و أنني لست من سكان كركوك و لا أهدف الى إيذائه بل مساعدته، دخلت صلب الموضوع و بدأت أساله، و بدوره لم يقصر في الإجابة.

أستغرق حديثنا ما يقارب الساعة. و صديقي الكركوكي الجالس بعيدا عنا كان يقاطعنا بين الفينة و الأخرى، طالبا مني ان نترك المقهى ونتجه لمكان أخر.

بعد إنتهاء أسئلتي الكثيرة و إجاباته الوفيضة، شكرته جزيلا و أشرت الى صديقي بالنهوض بغية المغادرة، اتجهنا نحو باب المقهى، و لم أكد و صاحبي نخرج ثمن الشاي من جيوبنا، حتى قال النادل بإن حسابكم واصل، أستدرت فإذا إبتسامة تلوح في جبين الرجل فهمت منها دفعه لثمن شايينا، رفعت يدي شاكرا، و هممت مع صديقي بالخروج.

-2-
باح لي هذا الرجل الخمسيني ( أسرار و خبايا) كثيرة، من ضمنها إن بعض سياسيي الاكراد يقصدونه كي يجهز لهم فتيات من مختلف الاعمار لقضاء أوقات عربدة و مجون لا سيما في اعياد رأس السنة الميلادية، و منهم من يتوجه الى خارج العراق قاصدا بعض دول الجوار لإهداف جنسية بحتة لا يستطيع هو تلبيتها لهم، و في سبيل متعتهم يصرفون أموال كثيرة تقدر بالاف الدولارات.

بالطبع لا تقتصر هذه المشينات على الكورد فقط، و إعتراضي ليس على أفعال هؤلاء الحيوانات البشرية لإنها تدخل في باب الحرية الشخصية وهم مسؤولون عن أفعالهم في الدنيا و الاخرة ما لم ينجم عنها ضرر بالمصلحة العامة.

لكن الذي يعنيني مبالغ الاموال التي يصرفونها في مجونهم و عربدتهم و المقدرة بالاف الدولارات كما أخبرني الرجل الخمسيني و قد أكدت تقارير و بحوث كثيرة أجريت في العراق بهذا الصدد، كلامه.

المؤكد انها من ثروات و خيرات الشعب الكردي المسكين. الذي يرزح ابنائه تحت فقر و بؤس شديدين، فضلا عن أنينهم المستمر من العوز و الحاجة و قلة الخدمات.

المصيبة إن هؤلاء المسؤولين، عندما يظهرون في شاشات التلفزة يتقيحون كلام كبير كثير جدا عن مآثرهم و خدماتهم الوهمية حيال الشعب و الوطن و سهرهم الدائم للحفاظ على مصالح و ثروات الناس و سعيهم الدؤوب لمنع الرذيلة و الفحشاء و أقتلاع جذورهما.

-3-
ماذا اقول لك صديقي القارئ و الكلمات لا تؤاتيني و تسعفني كي اعبر عن مآسي شعبي الكردي المسكين، و غليان قلبه تجاه اعمال المجرمين اللصوص الناهبين لإمواله و ثرواته.

في الحين الذي يتلذذ هؤلاء المسؤولين الفاسدين بما طاب و لذ من اللحوم و الفواكه. نرى عوائل تلجأ الى القمامة و صفائح النفايات باحثين عن لقمة ترمق جوعهم و جوع أطفالهم الذين تصل صرخاتهم الى أعالي السماء، و دموعهم مثل الشلالات تنهمر على خدودهم محرقة أياها الى درجة الاحمرار، و الآباء و الامهات لا يسعهم في هكذا حال الا ان تتقطع قلوبهم متضرعين الى الله طالبين الفرج و زوال المحنة القاصمة لظهورهم.

عندما يعاقر هؤلاء المسؤولين الظالمين زجاجات الخمرة و النبيذ، يوجد مئات الاطقال يموتون جوعا لعدم تواجد الحليب في أثداء أمهاتهم اللآتي تحولن الى عود قصب من قلة المؤونة و الغذاء.

عندما تمتد ايدي هؤلاء المسؤولين الفاسدين الى الصدور و النهود، هناك مئات الاباء البؤساء الكادحين من اجل اطفالهم و فلاذات اكبادهم يلسع البرد القارس أياديهم المنهمكة في العمل الشاق حافرا فيها شقوق و أخاديد عميقة جدا.

في الأثناء التي ينعم هؤلاء الضواري بدفء الآسِرة الوثيرة، هناك مئات المرضى المنهكة أجسادهم ملقون في باحات و زوايا المستشفيات يلوذ الموت بهم بسبب قلة أماكن الرقود و شحة العلاج.

أين العدالة من رذائل هؤلاء الوحوش الكاسرة؟.

يا ترى لماذا لا تتحول صرخات ودموع و أهات الاطفال طاقة في أبدان الرجال و النساء لدحر حجر فسادهم و ظلمهم؟.

يجب علينا أن ندرك جيدا بإن غمة فساد و إستبداد هؤلاء المسؤولين لن تنقشع و ليلهم الأسود الطويل الحالك لن ينجلي، حتى يستحيل أفراد الشعب يدا واحدة تضربهم بقوة لا تقوم لهم بعدها قائمة.

و أفضل الطرق لحشد هذه القوة ما تمحورت في إطار الديمقراطية.

كل عام و جميع الاخوة البوذيين و الهندوسيين و البهائيين و اليهود و المسيحيين و غيرهم من ابناء الطوائف و الاديان والقوميات كافة في العالم بخير و سلام و صحة و عافية (طبعا تهنئتي هذه لاتشمل الظالمين و الفاسدين لأنني اتمنى لهم الذلة الخانعة)

ملاحظة: كلامنا عن فساد مسؤولي الكورد ليس على إطلاقه، لأنه يوجد منهم من يضرب المثل به في النزاهة و الاخلاق الحميدة و للأسف الشديد هم قلة قليلة جدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer