الأقسام الرئيسية

حكومة جبر الخواطر في العراق

. . ليست هناك تعليقات:

كفاح محمود كريم

GMT 8:03:00 2010 الإثنين 27 ديسمبر


ربما لأننا في اول تجربتنا الديمقراطية بعد نجاح عبورنا الى الضفة الثانية من الحكم دون دبابات واعواد مشانق وبيانات لمجلس قيادة الثورة وغيرها مما اعتدنا عليه مع فجر كل يوم من اول ايام انقلابات عسكرنا ومن يقف ورائهم منذ ما يقرب من نصف قرن، حيث ارتضينا اسلوبا اخرا للوصول الى القصر الجمهوري دون اراقة دماء او الاستحواذ على كل شيئ في القصر وما حوله من مال ونفوذ وجاه وحكم، حتى وان تم استخدام طريقة ( المراضاة ) العراقية المعهودة.

وربما ايضا تضايق الكثير من تأخير تشكيل حكومتنا التي تمثل نتائج صراعنا السلمي الذي وقع يوم 7 اذار 2010م، في الاشهر الاولى للتجاذبات التي رافقت عملية جر الحبل بين المتنافسين على كعكة السلطة والمال، الا ان ما حصل اخيرا يؤكد بداية مقنعة الى حد ما في تداول السلطة وان كان جبر الخواطر هو ما رافق هذه البداية طالما يتم استبعاد التداخلات الجراحية والالوان المثيرة التي تنتجها تلك الجراحة، والاستعاضة عنها بتقاسم غنائم العملية سلميا حتى وان استخدمت طريقة ( المراضاة ) وتبويس اللحى والعناقات المكتظة بـ عفى الله عما سلف التي نأمل ونتمنى أن لا تفعل فعلتها كما حصل واطاحت بالزعيم الكريم عبدالكريم قاسم رحمه الله قبل ما يقرب من نيف وخمسين عاما؟

حقا لقد نجحت نخبنا السياسية وزعمائها في اقامة حكومة اشترك فيها الجميع دون كسر لخواطر احد الا من وصفهم رئيس الوزراء المبتلى بتشكيل هذه السلطة، باصحاب المقعد او المقعدين في مجلس النواب الاخير الذين طالبوا بشدة والحاح واصرار على دخول الحكومة، لكن كرنفال جبر الخواطر لم يشملهم، مما قد يؤدي بهذه المقاعد المتناثرة هنا وهناك الى بلورة كتلة برلمانية تقوم باداء مهمة المعارضة تحت سقف البرلمان وتعمل على مراقبة الحكومة ومحاسبة اعضائها الذين يمثلون الاكثرية الساحقة من الكتل والاحزاب السياسية، او ربما تؤدي عملية اشتراك كافة القوى في هذه الحكومة الواسعة من حيث يدرون او لا يدرون الى نشوء وتطور معارضة خارج المجلس او ربما خارج المنطقة الخضراء ليسهل عليها استخدام وسائل اخرى في التعامل مع الاخر من خلال كاتمات الصوت او العبوات اللاصقة والناسفة بدلا من ضجيج مجلس النواب وصراخات بعض الاعضاء او شخيرهم؟

ان نجاح السيد المالكي في تشكيل الحكومة لن يخفف عليه صعوبات جمة سيواجهها وهو يقود فريق وزاري تجاوز عدده الاربعين وزيرا يفترض انهم يمثلون كافة الكتل والاحزاب والعشائر والشخصيات العراقية كل حسب حجمه وحصته وتأثيره، مما سيحيل الوزارة الى مجلس للاعيان اكثر من كونها سلطة تنفيذية حسب ما جاء في برنامجها او تعهدات كتلها واحزابها التي دفعتها الى سدة الحكم، وسيترك ذلك اثارا بالغة على مدى مصداقية الشعارات والاهداف المتوخاة من تشكيل حكومة شراكة وطنية ساهم فيها الجميع بينما خلت مقاعد البرلمان من أية معارضة منظمة او غير منظمة الا ما كان منها بضع شظايا هنا وهناك لا تضر ولا تنفع؟

لقد نجحت النخب السياسية العراقية في تجاوز محنة الحكومة بتشكيل حكومة جبر الخواطر لكنها فشلت في السماح بنشوء وتبلور معارضة وطنية تستخدم وسائل برلمانية ديمقراطية في مراقبة ومعارضة السلطة والنظام عموما، مما قد يؤدي الى تفاقم استخدام اساليب اخرى تحت مسميات وشعارات افضلها فساد الحكومة واتعسها مقاومة المحتل لا تخضع لسيطرة هيئات الرئاسة او انظمة التحاور النيابي!؟

kmkinfo@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer