أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، أنها تجري محادثات مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا حول احتمال زيادة عدد قوات الأمم المتحدة في ساحل العاج.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي "نجري محادثات مع دول أخرى في المنطقة حول احتمال تعزيز قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في ساحل العاج".
وأوضح "نتحدث مع عدد من دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا" ولكن لم يعط إيضاحات إضافية.
وأضاف كراولي "لم نستبعد أن يحتج جباجو في وقت من الأوقات على وجود قوة الأمم المتحدة مع قواته الخاصة".
وتابع "يجب أن نتأكد أن للامم المتحدة القدرة على حفظ السلام والاستقرار في ساحل العاج" حتى تحل الأزمة السياسية
ومدد مجلس الأمن الدولي لمدة ستة أشهر مهمة قوات الأمم المتحدة في ساحل العاج.
اعتماد
ومن جهة أخرى، أعلن دبلوماسيون في الامم المتحدة ان المنظمة الدولية وافقت على اعتماد يوسف بامبا الذي عينه رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الحسن وتارا سفيرا لساحل العاج.
ويأتي هذا بعد أن دعا جيوم سورو رئيس الوزراء الذي عينه وتارا الامم المتحدة والاتحادين الاوروبي والافريقي وجهات دولية أخرى الى التدخل واستخدام القوة لاجبار الرئيس المنتهية ولايته لوران باجبو على التنحي عن السلطة.
وقال سورو، في تصريحات لقناة تلفزيونية فرنسية الاربعاء، انه "من الواضح ان الحل الوحيد الباقي هو القوة، فقد قتل حتى الآن نحو مئتي شخص برصاص المرتزقة من الليبيريين والانغوليين" المتهم باجبو باستخدامهم ضد مواطنيه.
الا ان المراقبين يرون انه لا يوجد، حتى الآن، دعم ملموس لاستخدام القوة او التدخل العسكري في ساحل العاج، على الرغم من دعوات باخلاء الدبلوماسيين والرعايا الفرنسيين والامريكيين، وتحذيرات الامم المتحدة بمزيد من تدهور الاوضاع، واحتمال انزلاق البلاد الى حرب اهلية.
فقد اعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من عودة الحرب الأهلية إلى هذا البلد بعد اشتداد الخلاف حول منصب الرئاسة في البلاد.
وقال بان كي مون ان باجبو يرغب في اخراج قوات حفظ السلام من البلاد لأن الأمم المتحدة اعترفت بفوز منافسه وتارا.
كما اعلن البنك الدولي عن تجميد التمويل الذي يقدمه لساحل العاج، وجاء ذلك على لسان رئيس البنك الدولي روبرت زوليك في حديث للصحافيين في باريس.
وقال زوليك:"لقد بحثت ايضا مع الرئيس (المالي امادو توماني) ضرورة ان تقوم المصارف المركزية مع الاتحاد الاقتصادي والنقدي في غرب افريقيا بتجميد القروض ايضا، وهو ما قاموا به".
واضاف "لقد اتفقوا ايضا على عقد اجتماع وزاري هذا الاسبوع لتعزيز" هذه الاجراءات.
وفي تطور اخر حثت فرنسا رعاياها على مغادرة ساحل العاج بعد تصاعد التوتر فيها اثر ازمة الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروان ان هذا الاجراء كان "وقائيا" اذ يعيش حوالي 15 الف مواطن فرنسي في هذا البلد في غرب افريقيا.
حصار وتارا
وكان اميل جيريولو، وزير داخلية لوران باجبو، هدد باعتبار افراد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "متمردين" في حال بقائها في البلاد بعد الموعد النهائي لطلب رحيلهم.
ويتهم باجبو قوات حفظ السلام بالانحياز لخصمه الحسن وتارا وطلب منهم الرحيل.
وتقول التقارير القادمة من ساحل العاج ان الطوق الامني المفروض على الفندق الذي يقيم الحسن وتار الذي حظي باعتراف دولي واسع بفوزه في الانتخابات لا يزال قائما على الرغم من الوعود برفعه.
وكان الرئيس المنتهية ولايته باجبو والرافض للتنحي عن السلطة وعد الثلاثاء بأنه سيسمح بحرية الحركة، الا ان مداخل الفندق مازالت مغلقة بنقاط تفتيش في الطرق المؤدية اليها.
وتقول الأمم المتحدة إن وتارا فاز بالانتخابات الشهر الماضي، وحثت جميع الأطراف على الاعتراف به، ومددت مهمة قوات السلام التابعة لها والعاملة في البلاد ستة اشهر اخرى.
وكان باجبو قد صرح بأنه يرغب في أن تتولى لجنة دولية مراجعة نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل بينه وبين منافسه وتارا بهدف تجنيب البلاد حربا أهلية أخرى.
وأضاف باجبو في كلمة بثها التلفزيون الحكومي إن اللجنة الدولية يمكن أن يرأسها الاتحاد الأفريقي وتشارك فيها المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إكوواس) والأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين.
سيطرة
ويقول باجبو إن المتمردين سيطروا على صناديق الاقتراع في الشمال، وقد أعلنه المجلس الدستوري فائزا بالانتخابات، ولكن بعثة الأمم المتحدة في ساحل العاج التي اشرفت على تنظيم الانتخابات دعمت قرار مفوضية الانتخابات التي اعتبرت وتارا فائزا.
وقال وزير الداخلية في حكومة باجبو "اذا أرادت بعثة الأمم المتحدة الإبقاء على قواتها ضد رغبتنا فلن نتعاون معهم، وأذا أرادوا تنصيب سلطات غير السلطات الشرعية للبلاد فسنعتبرهم ضالعين في عملية التمرد".
ويخشى المراقبون من عودة ساحل العاج الى الحرب الأهلية.
وكان من المفروض ان توحد الانتخابات التي تأجل إجراؤها خمس سنوات البلاد بعد انقسام دام منذ عام 2002.
ويحظى وتارا بدعم الغرب والدول الافريقية، وقام بإعلان حكومته، كما قام باجبو بنفس الخطوة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات