بيل لو
"علي كاتب وصحفي ومدون، وهو لا ينتمي إلى اي حزب سياسي بل يكتب رأيه فقط".
قالت جنان العريبي هذه الكلمات وعيناها السوداوان تدمعان، كانت تتحدث عن زوجها علي عبد الإمام المعروف بلقب "المدون البحريني".
كنا نتحدث معها في منزل اصدقائها في قرية بالقرب من المنامة، عاصمة البحرين التي تصور نفسها على أنها دولة عربية منفنحة على الاستثمار ومتقبلة للتغيير ومتجهة بثقة نحو الديمقراطية.
وتصف جنان زوجها بأنه "صاحب قلم حر، هذه هي بالضبط جريمته، أنه صاحب قلم حر".
وكان علي -البالغ من العمر 32 عاما- يعمل في مجال تقنية المعلومات في شركة طيران الخليج البحرينية، ويكتب مدوناته خلال أوقات فراغه.
لكنه فصل من عمله بعد اعتقاله في سبمتبر/ ايلول الماضي واتهامه بأنه عضو في منظمة إرهابية.
تعديل التهمة
وقد اتهم علي بنشر معلومات مزيفة وارتباطه بمجموعة من المعارضين البحرينيين الذين اعتقلوا في اغسطس/ آب الماضي.
وينتمي جميع المعتقلين إلى الطائفة الشيعية، وبعضهم أكاديميون وأحدهم طبيب أسنان وآخر جيولوجي والعديد منهم رجال دين.
وقد عبر هؤلاء المعتقلون عن انتقادهم لحكومة يعتبرونها غير ديمقراطية ومنحازة ضد الشيعة، الذين يشكلون غالبية سكان البلاد.
يذكر أن البحرين تحكمها عائلة آل خليفة السنية.
وقد حوكمت هذه المجموعة في البدء بتهمة التآمر للإطاحة بالحكومة، لكن التهمة عدلت بعد ذلك إلى تمويل وقيادة خلية إرهابية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها علي للاعتقال، حيث سجن لفترة قصيرة عام 2005.
منظمة العفو
وتقول جنان عن فترة اعتقاله الثانية في سبتمبر الماضي "لم نستطع أن نعلم أي شيء عنه، لا مكالمات ولا أي شيء".
وكانت مدونته الاخيرة التي كتبها قبل اعتقاله تدعو لمناصرة المعتقلين في البحرين.
وتقول زوجته أن المعتقلين الـ23 "كلهم ضحايا، جميعهم أناس محترمون، جميعهم أبرياء، وزوجي بريء".
وفي جلسة الاستماع الأولى في 28 اكتوبر/ تشرين الأول قال معظم المتهمين إنهم تعرضوا للتعذيب لكي يدلوا باعترافات، وهي التهمة التي نفتها السلطات البحرينية.
وجاء نفي الحكومة البحرينية في رد مكتوب على بي بي سي، حيث قالت إن حقوق المعتقلين "قد حفظت" ولم يتعرضوا لسوء معاملة.
لكن سعيد بو ميدوحة من منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشيونال) شهد جلسة الاستماع الأولى كمراقب وأكد إن غالبية المعتقلين قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب.
ويقول بو ميدوحة إن منظمة العفو "قلقة جدا بشأن هذه الادعاءات وسنواصل الضغط من أجل تحقيق مستقل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات