آخر تحديث: الخميس 16 ديسمبر 2010 9:35 ص بتوقيت القاهرة
محمد فؤاد ونشوى فاروق -لحظات صعبة عاشها أهالى ضحايا مصنع الملابس المنهار فى محرم بك بين الأحزان المتجددة كلما انتشلت قوات الإنقاذ إحدى جثث الضحايا، ولحظات الفرح كلما خرج ناجٍ.
إبراهيم حماد والد سلوى، 23 عاما، إحدى عاملات المصنع التى تم انتشال جثتها أمس من تحت الأنقاض، يقول: «جاء لى الخبر المشئوم عن طريق مكالمة تليفونية.. لم أصدق فى البداية وظننت أنها مزحة، ولكنى فوجئت بعد ذلك بوالد خطيبها يخبرنى بالخبر».
ويضيف حماد: «أسرعت من البيت كالمجنون لم أر أحدا أمامى وكل همى أن أجد ابنتى على قيد الحياة، وحين وصلت وجدت المبنى المكون من 6 طوابق انهار على رأس العمال».
ويواصل الأب حديثه: «ابنتى كانت مخطوبة وكان باقى لها أيام ويعقد قرانها، ولكن ربنا اختارها لتكون فى منزلة الشهداء وقد كانت سندى فى الدنيا، وعندما رأيت جثتها تخرج من أسفل الأنقاض شعرت بأن ظهرى انكسر».
بمقولة «حسبنا الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم من كل ظالم مفترى» بدأ الحاج رمزى أحمد محمود، عامل، والد محمد، 15 سنة، حديثه لـ«الشروق» بعد عثوره على جثة ابنه أسفل الأنقاض.
يروى الحاج رمزى مأساته قائلا: «راتبى الضئيل وأعباء الحياة الثقيلة جعلانى أوافق على عمل نجلى فى هذه السن الصغيرة»، خاتما كلامه بالقول «منه لله الفقر».
ويقول عبدالغنى عبدالخالق، والد رحاب البالغة من العمر 17 عاما، التى توفيت تحت أنقاض المصنع: «ابنتى خرجت كعادتها من المنزل فى الصباح الباكر للعمل بالمصنع المشئوم التى عملت به منذ 3 أعوام لتساعدنا فى مصاريف المنزل وتكاليف زواجها». ويضيف عبدالغنى: فى الصباح جاءت رحاب وقبلتنى واحتضنتنى، وكأنها تودعنى وكأنها تشعر بأنها المرة الأخيرة التى سوف أشاهدها فيها، وقالت لى «أنا يمكن أتأخر شوية يا بابا علشان عندنا تشطيب طلبية ملابس داخلية، ومش هينفع آجى على الغداء»، وخرجت ولم أسمع عنها شيئا سوى صاعقة مصرعها تحت الأنقاض.
أما الحاجة فوقية والدة زينب إسماعيل 22 سنة، إحدى عاملات المصنع التى عثر على جثتها تحت الأنقاض التى ظلت قابعة أمام العقار المنهار فى ذهول وصدمة، فتقول: «كل ده علشان توفر لينا 300 جنيه فى الشهر هى راتبها تشقى بهم يوميا على مدار 12 ساعة عمل، حتى تنقذنى من شقاء العمل والمذلة للناس». أما من أنقذتهم العناية الإلهية من الموت المحقق، وكان أولهم المصاب عصام الدين مصطفى فيصف والده الحاج مشهد خروجه من تحت الأنقاض: «خرج ابنى وإذا به يقبل الأرض ساجدا على خروجه من وسط العشرات من زملائه مازالوا تحت الأنقاض ينتظرون مصيرهم.. ابنى مصاب بحالة ذهول ودهشة ورعب شديدة ولم يهدأ من البكاء والسؤال عن زملائه، مؤكدا أنه سوف يقاضى مالك المصنع للعودة بحق هولاء الضحايا».
«أشهد أن لا اله إلا الله، محمد رسول الله، أنا مش مصدقة نفسى إنى خرجت حية بعد ما شفت الموت بعينى»، كلمات رددتها رشا عبدالحميد أحمد، 26 سنة، إحدى العاملات اللاتى تم إنقاذهن، بعد أن انتشلتها قوات الحماية المدنية من تحت الأنقاض، مؤكدة أن الموت «كان أقرب من أى حاجة.. انهار العقار فى أقل من ثوانٍ».
وقالت رشا إنه كان بصحبتها أسفل العقار ما يقرب من 60 عاملا وعاملة يقومون بتشطيب «الطلبية المشئومة».
«فجأة سمعنا صوتا قويا وشعرنا بهزة أرضية وكأن قنبلة تنفجر، ثم وجدنا نور المصنع والماكينات انطفأ فجأة، ثم شعرنا بقوة جاذبية شديدة وكأن شيئا يسحبنا إلى أسفل» هذا ما قالته بدرية حرب عبدالحميد، 27 سنة، مضيفة: «كلمة يارب كانت على لسان كل الضحايا، وبعد ذلك لم أدر بشىء سوى بالمستشفى». وتواصل بدرية حديثها: «لم تغمض لى عين ولم تجف دمعتى على موت صديقاتى رحاب عبدالغنى طلخان وزينب إسماعيل على وسمر السيد محمود وماجدة محمود متولى».
لوعة وانتظار لما ستسفر عنه عمليات الإنقاذ
تصوير- رافى شاكر
إبراهيم حماد والد سلوى، 23 عاما، إحدى عاملات المصنع التى تم انتشال جثتها أمس من تحت الأنقاض، يقول: «جاء لى الخبر المشئوم عن طريق مكالمة تليفونية.. لم أصدق فى البداية وظننت أنها مزحة، ولكنى فوجئت بعد ذلك بوالد خطيبها يخبرنى بالخبر».
ويضيف حماد: «أسرعت من البيت كالمجنون لم أر أحدا أمامى وكل همى أن أجد ابنتى على قيد الحياة، وحين وصلت وجدت المبنى المكون من 6 طوابق انهار على رأس العمال».
ويواصل الأب حديثه: «ابنتى كانت مخطوبة وكان باقى لها أيام ويعقد قرانها، ولكن ربنا اختارها لتكون فى منزلة الشهداء وقد كانت سندى فى الدنيا، وعندما رأيت جثتها تخرج من أسفل الأنقاض شعرت بأن ظهرى انكسر».
بمقولة «حسبنا الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم من كل ظالم مفترى» بدأ الحاج رمزى أحمد محمود، عامل، والد محمد، 15 سنة، حديثه لـ«الشروق» بعد عثوره على جثة ابنه أسفل الأنقاض.
يروى الحاج رمزى مأساته قائلا: «راتبى الضئيل وأعباء الحياة الثقيلة جعلانى أوافق على عمل نجلى فى هذه السن الصغيرة»، خاتما كلامه بالقول «منه لله الفقر».
ويقول عبدالغنى عبدالخالق، والد رحاب البالغة من العمر 17 عاما، التى توفيت تحت أنقاض المصنع: «ابنتى خرجت كعادتها من المنزل فى الصباح الباكر للعمل بالمصنع المشئوم التى عملت به منذ 3 أعوام لتساعدنا فى مصاريف المنزل وتكاليف زواجها». ويضيف عبدالغنى: فى الصباح جاءت رحاب وقبلتنى واحتضنتنى، وكأنها تودعنى وكأنها تشعر بأنها المرة الأخيرة التى سوف أشاهدها فيها، وقالت لى «أنا يمكن أتأخر شوية يا بابا علشان عندنا تشطيب طلبية ملابس داخلية، ومش هينفع آجى على الغداء»، وخرجت ولم أسمع عنها شيئا سوى صاعقة مصرعها تحت الأنقاض.
أما الحاجة فوقية والدة زينب إسماعيل 22 سنة، إحدى عاملات المصنع التى عثر على جثتها تحت الأنقاض التى ظلت قابعة أمام العقار المنهار فى ذهول وصدمة، فتقول: «كل ده علشان توفر لينا 300 جنيه فى الشهر هى راتبها تشقى بهم يوميا على مدار 12 ساعة عمل، حتى تنقذنى من شقاء العمل والمذلة للناس». أما من أنقذتهم العناية الإلهية من الموت المحقق، وكان أولهم المصاب عصام الدين مصطفى فيصف والده الحاج مشهد خروجه من تحت الأنقاض: «خرج ابنى وإذا به يقبل الأرض ساجدا على خروجه من وسط العشرات من زملائه مازالوا تحت الأنقاض ينتظرون مصيرهم.. ابنى مصاب بحالة ذهول ودهشة ورعب شديدة ولم يهدأ من البكاء والسؤال عن زملائه، مؤكدا أنه سوف يقاضى مالك المصنع للعودة بحق هولاء الضحايا».
«أشهد أن لا اله إلا الله، محمد رسول الله، أنا مش مصدقة نفسى إنى خرجت حية بعد ما شفت الموت بعينى»، كلمات رددتها رشا عبدالحميد أحمد، 26 سنة، إحدى العاملات اللاتى تم إنقاذهن، بعد أن انتشلتها قوات الحماية المدنية من تحت الأنقاض، مؤكدة أن الموت «كان أقرب من أى حاجة.. انهار العقار فى أقل من ثوانٍ».
وقالت رشا إنه كان بصحبتها أسفل العقار ما يقرب من 60 عاملا وعاملة يقومون بتشطيب «الطلبية المشئومة».
«فجأة سمعنا صوتا قويا وشعرنا بهزة أرضية وكأن قنبلة تنفجر، ثم وجدنا نور المصنع والماكينات انطفأ فجأة، ثم شعرنا بقوة جاذبية شديدة وكأن شيئا يسحبنا إلى أسفل» هذا ما قالته بدرية حرب عبدالحميد، 27 سنة، مضيفة: «كلمة يارب كانت على لسان كل الضحايا، وبعد ذلك لم أدر بشىء سوى بالمستشفى». وتواصل بدرية حديثها: «لم تغمض لى عين ولم تجف دمعتى على موت صديقاتى رحاب عبدالغنى طلخان وزينب إسماعيل على وسمر السيد محمود وماجدة محمود متولى».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات