أعربت أوساط سياسية إسرائيلية عن خشيتها من ألا تستعجل الولايات المتحدة استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يطالب فيه الفلسطينيون وجهات عربية المجلس بإعلان عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، بما فيها القدس الشرقية. في غضون ذلك، تدهور الوضع الامني في قطاع غزة حيث شيّع الفلسطينيون خمسة شهداء سقطوا بصاروخ اسرائيلي، فيما قُتلت سائحة اميركية طعناً واصيبت بريطانية قرب القدس الغربية.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاسرائيلية قوله إن جهات عربية في نيويورك كثّفت أواخر الأسبوع الماضي اتصالاتها مع دول أجنبية بهدف صوغ مسودة قرار ضد الاستيطان وطرحه على الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
وثمة تقديرات في وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن لا ينحصر القرار المتوقع في التنديد بالاستيطان، بل ان يشمل دعوة دول العالم الى فرض عقوبات على المستوطنات تتمثل في مقاطعة شركات أو مصانع فيها. وتابعت الصحيفة انه حتى لو لم يشمل القرار دعوة كهذه، فإن ثمة مخاوف إسرائيلية حقيقية من أن يكون تنديد شديد بالاستيطان كافياً لقيام دول غربية كثيرة من تلقاء ذاتها بفرض عقوبات على المستوطنات.
وقال مصدر كبير في الوزارة للصحيفة إن إسرائيل تنظر إلى المشروع الفلسطيني والعربي ببالغ القلق، وأن هذا التحرك الفلسطيني يصب في التحركات الأخرى التي تبغي الالتفاف على المفاوضات. وأضاف ان سفارات إسرائيل في الدول الأعضاء في مجلس الأمن تتحرك من أجل إجهاض مشروع القرار الفلسطيني، بالرغم من الاعتقاد السائد في الوزارة بأنه من الصعب «بل من غير الممكن» فرملة اتخاذ قرار يدين الاستيطان حيال حقيقة أن أياً من الدول ألأعضاء في مجلس الأمن، بما فيها الولايات المتحدة، لا يدعم موقف إسرائيل من الاستيطان. وذكّرت الصحيفة بأنه سبق لمجلس الأمن أن اتخذ العام 1980 قراراً يندد بالاستيطان، ودعا دول العالم إلى عدم التعاون مع إسرائيل في بناء المستوطنات. وأضاف المصدر ان إسرائيل ما زالت تأمل في أن تعمل الولايات المتحدة على إرجاء الخطوة الفلسطينية إلى ما بعد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة.
الى ذلك، أعلنت الشرطة الاسرائيلية امس ان سائحة أميركية قتلت طعناً فيما أصيبت بريطانية أثناء التجول في غابة قرب القدس. وقالت المصابة البريطانية كاي ويلسون ان رجلين يتحدثان العربية هاجماها هي وكريستين لوغان الزائرة من الولايات المتحدة أثناء تجولهما اول من امس في منطقة حرجية الى الجنوب من القدس قرب «بيت شيمش». وأبلغت ويلسون الشرطة أنها تظاهرت بأنها لقيت حتفها وتمكنت من الوصول الى ساحة لانتظار السيارات حيث اتصل الناس بالشرطة التي قامت بعملية بحث عن لوغان، وعثرت على جثتها صباح امس.
ولم تعرف بعد دوافع الحادث، لكن الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد صرح بأن المحققين يرجحون فرضية تعرض المرأتين لهجوم «ذي دوافع قومية» بسبب «طريقة تقييدهما وتعرضهما للطعن». وتابع: «نواصل التحقيق في كل الفرضيات، الا ان الفرضية الاساسية تبقى الهجوم لاسباب قومية».
وفي قطاع غزة، استشهد خمسة ناشطين فلسطينيين في قصف إسرائيلي جنوب مدينة دير البلح ليل السبت - الأحد، وقالت مصادر محلية إن طائرة اسرائيلية أطلقت صاروخاً واحداً تجاه مجموعة من الناشطين، ما أدى الى استشهاد خمسة منهم ينتمون الى جماعة سلفية جهادية. ولاحقاً اطلقت قذيفتا هاون على جنوب اسرائيل لم تسفرا عن اصابات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات