الأقسام الرئيسية

عاشور المحظور..!

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم أحمد الصاوى ٩/ ١٢/ ٢٠١٠

يكاد المرء يصرخ: «يا مثبت العقل»، وهو يرى حالة الاستنفار الرسمى «صحفاً قومية.. وتليفزيوناً حكومياً.. وحزباً حاكماً.. وسلطات أمنية» وهى تحتفى بنائب الإخوان الوحيد فى البرلمان وتهتف على طريقة الراحل النبيل علاء ولى الدين: «عاشور.. عاشور.. عاشور»، فالنائب «المحظور» نسبة لانتمائه للجماعة المحظورة، لم يعد محظوراً،

ليس لأنه انشق عن الجماعة وخاض الانتخابات ضد قرارها التنظيمى بالانسحاب، لكن الأمر بدا كما لو كان عاشور هو طوق نجاة للحزب الوطنى فى مواجهة قرار الانسحاب، الذى اتخذه حزب الوفد وجماعة الإخوان، مثله مثل مرشحى «الوفد» الذين خاضوا الانتخابات فى جولة الإعادة رغم القرار التنظيمى بالانسحاب منها.

ظهر نائب «المحظورة» بكل فخر فى صدر الصفحات، وفى مانشيتات الصحف، وعلى شاشة التلفزيون الرسمى، دون استهجان أو هجوم، أو غمز ولمز، أو إراقة سمعة وإزهاق اعتبار، ظهر بكل احتفاء، وتصدر اسمه العناوين بكل فخر، وكأن نجاح مرشح للإخوان وعدد لا يتجاوز العشرة أشخاص للأحزاب فى الجولة الثانية، من تلك الانتخابات هو الذى سيمنحها صك الشرف والبراءة.

لا تقف فقط عند ما ثار حول ترشيح الرجل من لغط شديد، والإصرار الرسمى على تعرضه لحادث اختطاف من قبل أعضاء فى الجماعة، مقابل نفى الإخوان ونفيه هو شخصياً، ولا حالة الارتباك التى تظهر عليه، حين يحاول الوصول إلى معادلة مستحيلة لإحداث توازن لا يغضب منه الإخوان،

وفى الوقت نفسه يستجيب للمطالب الأمنية والرسمية التى أصرت على أنه مختطف وماض فى الترشح وغير ملتزم بقرار الانسحاب، وهذا ما حدث فعلاً، كما لا تقف عند ما رصده شهود العيان من دعم رسمى للرجل فى الانتخابات، وتأليب لعائلته عليه، بل وقيادة مسيراته الانتخابية والترويج له، وحشد الأنصار والناخبين.

لكن توقف طويلاً عند حالة الاحتفاء الإعلامى بفوزه، فى مقابل الهجوم الكاسح الذى تعرضت له الجماعة ككل، والذى حمل طعناً فى شرعيتها القانونية، وكأن الحزب الوطنى «فاق» فجأة ليكتشف أن الجماعة التى تملأ الشوارع والنقابات والصحف، وحتى البرلمان المنتهية ولايته، وطالما عقد معها الصفقات والتفاهمات، هى جماعة محظورة، وشرعيتها قانوناً منعدمة، وتعرضت للحل والمنع والحظر من أنظمة الحكم المتعاقبة منذ العهد الملكى، مروراً بثلاث رئاسات فى العهد الجمهورى.

ربما حاول الحزب الوطنى فى إطار التنافس السياسى مع الجماعة أن يجرح «ميزة» التماسك والالتزام التنظيمى الذى تظهر به الإخوان فى مقابل صورة نمطية بالغة الرداءة عن التهلهل التنظيمى للحزب الوطنى، الذى يجعله مضطراً لـ«كلبشة» أعضائه بالتوكيلات الرسمية لمنع الانشقاقات أو الحد منها،

ورغم ذلك لا يتمكن كلياً من ذلك، وجاءته فرصة الاحتفاء بانشقاق فى الإخوان، وانشقاقات أخرى فى الوفد، فأسهب فى الفرحة والاحتفاء، خاصة مع الورطة التى سقط فيها بدخوله البرلمان «منفرداً» بالغالبية العظمى جداً من مقاعد الجولة الأولى، وتنبهه فى الوقت الضائع إلى أهمية المعارضة، بالشكل الذى جعل هناك حديثاً متزايداً عن تسويد وتزوير لصالح المعارضة فى الجولة الثانية.

لكن شكل الاحتفاء بنائب المحظورة الذى لم يعد محظوراً، يكرس لدىّ اعتقاد بأن القانون، خاصة فيما يتعلق بـ«حظر الإخوان» يخضع طوال الوقت لمواءمات سياسية، فنفاجأ به مشهراً فى أوقات، ويتم التغاضى عنه فى أوقات أخرى.. يحاسب به الصغار بعنف، ويفلت منه الكبار، فى استهزاء صارخ بعقولنا وإخلال فادح بالمسؤولية..!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer