تتواصل في جنيف اليوم المحادثات بين إيران و الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا بشأن برنامج طهران النووي، وذلك لليوم الثاني والأخير.
وكان مفاوضو الدول الكبرى قد أمضوا أمس نحو عشر ساعات من المحادثات مع الجانب الإيراني دون مؤشرات حول حدوث أي انفراج.
وتحاول الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني إقناع طهران بالامتثال لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بأنشطتها النووية.بينما تسعى طهران الى توسيع جدول الاعمال ليشمل قضايا امن عالمية.
وقال مسؤول ايراني ان المحادثات، ستحدد "اطار المفاوضات المقبلة التي يمكن ان نناقش فيها نزع السلاح النووي والتعاون في المجال النووي المدني".
وتابع ان "حقوق ايران النووية ليست على جدول الاعمال. اذا اتفقنا على الاطار يمكن ان نعقد جلسات تفاوض عدة".
واعلن مصدر غربي ان المحادثات كانت "بناءة" وتمت "في مناخ جيد".وقال مصدر فرنسي ان المشاورات "تركزت في شكل رئيسي على الملف النووي".
وكان اليوم الاول من المفاوضات، وهي الاولى منذ اكتوبر/ تشرين الاول 2009، مكثفا وعقدت فيه مع جلستان عامتان وسلسلة من اللقاءات الثنائية، وترأسها عن الجانب الايراني سعيد جليلي وعن الدول الكبرى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.
وذكرت مصادر ايرانية ان جليلي القى في مستهل المفاوضات كلمة متشددة دان فيها الاعتداءين اللذين استهدفا عالمين ايرانيين متخصصين في القطاع النووي. وتتهم ايران الغرب واسرائيل بالوقوف وراء الهجومين.
ورغم هذه المداخلة تواصلت المحادثات. وقال مسؤولون غربيون ان آشتون اجتمعت مع جليلي على مأدبة عشاء الاثنين لإجراء مزيد من المحادثات.
ونقل التلفزيون الحكومى الايراني عن مسؤولين ايرانيين في المحادثات قولهم انها جرت في "مناخ ايجابي وبناء".
وامتنع مسؤولون عن قول ما اذا كانت سلسلة من الاتصالات الثنائية بين القوى الكبرى وايران بعد ظهر الاثنين شملت اجتماعا مع الولايات المتحدة التي لا توجد علاقات دبلوماسية بينها وبين طهران منذ الثورة الاسلامية في عام 1979 .
وهونت القوى الست من التوقعات بتحقيق انفراجة كبرى خلال المحادثات، لكنها تأمل في ان تؤدي الى مزيد من المفاوضات بشأن طموحات الطاقة النووية الايرانية التي يخشى الغرب من ان يكون هدفها صنع قنابل نووية.
وقال مسؤول أوروبي ان مشاورات تجري بالفعل بشأن موعد اجراء مزيد من المحادثات.
ومن اليونان، ابدى وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي قدرا من التفاؤل حتى قبل انتهاء اجتماعات جنيف.
وقال متكي "نتفاوض منذ اعوام, لقد تبادلنا اقتراحات عدة، عبر استعادة هذه الاقتراحات يمكننا التوصل الى نقاط مشتركة".
ويبدو ان التصريحات الاخيرة لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون دفعت متكي الى التفاؤل.
وكانت كلينتون اقرت الجمعة في حديث لـ"بي بي سي" بفكرة السماح لايران "في المستقبل" وبعد التأكد من نواياها, بتخصيب اليورانيوم على ارضها بموافقة القوى الكبرى.
ورحبت طهران بهذه التصريحات ويبدو انها ساهمت في تسهيل الحوار في جنيف.
واملت الدول الكبرى ايضا بان تجبر العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الامن الدولي على ايران في يونيو/ حزيران طهران على اظهار مزيد من المرونة.
وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في الاسبوع الماضي ان موضوع تخصيب اليورانيوم لن يكون في جدول الاعمال في جنيف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات