ا ف ب - ليما (ا ف ب) - حاصر أكثر من ألفي رجل شرطة يحملون الهراوات والدروع الجمعة موقع "باتشاكاماك" الأثري في جنوب ليما الذي يستقبل سنويا آلاف السياح، وذلك بهدف إخلاء المكان من 4500 مشرد استقروا فيه بعدما بنوا لأنفسهم أكواخا بدائية.
وخلال العملية التي استمرت أكثر من ساعة، ألقي القبض على أكثر من 50 شخصا، وذلك على خلفية المواجهات العنيفة مع عدد من هؤلاء المشردين بحسب ما أعلن روبيرتو لوخان مسؤول في الشرطة.
وقد واجه بعض المتظاهرين قوات الأمن بالعصي والحجارة. وكانت القوات الأمنية مدعومة من قبل 80 شرطيا من الخيالة بالإضافة إلى طائرة مروحية.
وكان المشردون قد احتلوا المكان الواقع في منطقة صحراوية جنوب ليما، صباح الجمعة باكرا. والمتظاهرون الذين يبحثون عن ملاجئ لهم سدوا الطرقات المحيطة بالمكان بالحجارة وجذوع الأشجار.
وقد رأى الكولونيل لوخان أن "المتاجرين بالأرض" المتخصصين في بيع الأراضي غير المشغولة "أقنعوا هؤلاء بإمكانية السكن في هذه المنطقة".
وأوضح خوسيه كايتشو أحد قادة المشردين أن "عملية الاحتلال هذه مقررة منذ ستة أشهر". ويأتي المشردون من مدن فيلا إل سلفادور ولورين وباتشاكاماك.
أضاف "كل ما نريده هو مسكن. فنحن لا نستطيع الاستفادة من برامج الدولة الخاصة لشراء البيوت".
أما وزير الثقافة خوان أوسيو أكونا فقد برر العملية موضحا أن المشردين قد يخربون الآثار إذا ما أهلوا الموقع حيث اكتشفت خلال الشهر الماضي ست مومياءات لكلاب وأربع لأطفال تعود إلى زمن الإنكا في القرن الخامس عشر.
وموقع "باتشاكاماك" الذي يشكل مجمعا أثريا ويمتد على مساحة 465 هكتارا كانت قد أهلته تباعا كل من حضارات "ليما" و"واري" و"إيشما" و"إنكا"، وقد شكل المركز الأبرز للمراسم الدينية على ساحل البيرو.
وهو كان يعتبر مسرحا للأضاحي البشرية التي كان يحضرها آلاف الحجاج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات