قال موقع ويكيليكس إن مصرف "بوست فايننس" السويسري قد جمَّد الحساب المصرفي الخاص بمؤسس الموقع، جوليان أسانج، وذلك في الوقت الذي أبلغت فيه مصادر في الحكومة البريطانية بي بي سي أن بريطانيا تلقت مساء اليوم الاثنين مذكرة الاعتقال الأوروبية الصادرة بحقه.
وأضاف الموقع قائلا إن قرار التجميد يشمل صندوقا للدفاع وأرصدة شخصية بقيمة 31 ألف يورو (41 ألف دولار أمريكي).
وتأتي هذه الخطوة من قبل المصرف السويسري لتكون الانتكاسة الأحدث التي يُمنى بها الموقع ويكيليكس منذ أن بدأ نشر البرقيات والوثائق السرية الأمريكية الأسبوع الماضي.
"معلومات مزيفة"
وجاء في البيان الذي أصدره الموقع نقلا عن مصرف "بوستفايننس" القول إن أسانج كان قد قدم "معلومات مزيفة" بشأن مكان إقامته خلال عملية فتحه للحساب لدى المصرف.
وتُقل عن المصرف قوله أيضا: "لقد دخل أسانج جنيف على أنها مكان لإقامته. لكن عند التفتيش تبين أن هذه المعلومة غير صحيحة".
وأضاف المصرف قائلا: "ليس بإمكان أسانج تقديم الدليل على أنه يقيم في سويسرا، وبالتالي فإن هذا لا يفي بمعايير علاقة العملاء في بوستفايننس. ولهذا السبب، فمن حق بوستفايننس أن يغلق حسابه".
إلا أنه لم يتسنّ بعد تأكيد هذه التطورات من أي مصادر رسمية سويسرية، أو من قبل مصرف بوستفايننس" مباشرة.
غضب أمريكي
وكان موقع ويكيليكس قد نشر على شبكة الإنترنت نصوص مئات البرقيات الدبلوماسية الأمريكية السرية، الأمر الذي أغضب واشنطن ودفع العديد من الشركات، بما فيها "بايبال" وأمازون لإنهاء الخدمات التي تقدمها للموقع المذكور.
ومن بين الوثائق التي نشرها الموقع الاثنين قائمة طويلة بأسماء منشآت منتشرة حول العالم وتصفها الولايات المتحدة بأنها "حيوية" بالنسبة لأمنها القومي.
وتضم تلك المنشآت خطوطا للنفط ومحاور اتصالات ومواصلات ومواقع كابلات وأقمار اصطناعية وأنظمة دفاعية، ومؤسسات أخرى.
وقال مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية إن الوثائق التي نشرها الموقع الاثنين نُعتبر الأكثر إثارة للجدل من بين الوثائق والبرقيات التي تم نشرها حتى الآن.
"جرائم"
من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني السابقن السير مالكولم ريفكند، إن أعمال ويكيليكس "ترقى إلى مستوى الجرائم".
كما أيد وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس وجهة النظر هذه قائلا: "أعتقد انه يتعين أن تسألوا عن دوافع أولئك الذين يقفون وراء بعض تسريبات ويكيليكس. هلى يرون أنفسهم كقوة فوضى؟"
وأضاف فوكس قائلا: "هنالك بعض التعليقات وبعض التسريبات المختارة مصممة لكي تنزل وقيعة بيننا وبين الأمريكيين، ولا أعتقد أنه يتعين علينا أن نتسامح مع ذلك".
يُشار إلى أن ويكيليكس، الذي تستضيف الولايات المتحدة مخدماته الرئيسية، كان قد انتقل الأسبوع المنصرم إلى مخدِّم آخر في سويسرا.
مذكرة اعتقال
إلى ذلك، أكدت مصادر في الحكومة البريطانية لـ بي بي سي أن الوكالة المختصة بالتحقيق بالجرائم المنظمة الخطيرة في بريطانيا هي الجهة التي سوف تتابع مذكرة الاعتقال الأوروبية الصادرة بحق أسانج، والتي تلقتها بريطانيا الاثنين ويُعتقد أنها قد أُرسلت إلى شرطة العاصمة البريطانية لندن للمتابعة.
وقال مراسل بي بي سي لشؤون الدفاع، فرانك جاردنر، إنه يُتوقع أن يكون أسانج مختبئا في مكان ما في منطقة جنوب شرقي بريطانيا.
وأضاف المراسل قائلا إنه في حال تمكنت الشرطة البريطانية من العثور عليه، فستجعله يمثل أمام إحدى المحاكم في غضون 24 ساعة، بانتظار ترحيله إلى السويد حيث يواجه مزاعم بارتكابه جرائم اغتصاب هناك، وينفي هو الضلوع بها.
وكانت السويد قد أصدرت للمرة الأولى مذكرة اعتقال بحق أسانج في الثامن عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن أُبطل مفعول تلك المذكرة بسبب خطأ إجرائي. وعادت لاحقا وأصدرت مذكرة اعتقال جديدة في الثاني من الشهر الجاري.
وثائق إضافية
تأتي هذه التطورات بعد أن كان المحامي البريطاني مارك ستيفنس، الموكل عن أسانج، قد قال لـ بي بي سي إن موكله يحتفظ بوثائق أخرى التي قد ينشرها في حال تعرضه أو موقعه لأي شيء.
وأضاف قائلا إ موكله سيقاوم كل المحاولات الرامية لترحيله إلى السويد لمواجهة اتهامات بالاغتصاب هناك.
وأوضح ستيفنس أن الموقع يحتفظ بوثائق سرية أخرى وصف ما تحتويه وما ستثيره بأنها ستكون أشبه بـ "جهاز حراري-نووي " لعصر الانترنت.
كما أشار إلى أن قضية الاغتصاب التي رفعت ضد أسانج في السويد كانت وراءها دوافع سياسية، رابطا بين نشر الوثائق في موقع ويكليكس وإطلاق الاتهامات بشكل علني وعبر وسائل الإعلام ضد أسانج في الأسبوع نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات