| |||||
| |||||
الطيب الزين-موسكو ما زالت أحداث أعمال الشغب التي جرت في العاصمة الروسية موسكو الأسبوع الماضي -والتي رافقتها شعارات قومية متطرفة- تتفاعل، ليس فقط ضمن أروقة السلطة فحسب، بل وفي أوساط التجمعات القومية في موسكو. وقد بدأ وضع التوتر والشحن العنصري يتخذ منحى مقلقا، مما اضطر السلطات الأمنية إلى تكثيف وجودها في وسط العاصمة والساحات خوفاً من تجدد المواجهات، حيث أكدت الشرطة السبت الماضي إيقاف نحو 1200 شخص منعاً لوقوع مواجهات بين الجماعات الإثنية. وقال مصدر أمني إن غالبية المحتجزين اعتقلوا في ميداني "مانيغنايا" و"أوروبا" وفي مركز المعارض وعند برج التلفزيون "أوستانكينو" وفي مترو الأنفاق، مشيراً إلى أنه ضبطت بحوزة عدد من المحتجزين مسدسات لشل الحركة وسكاكين. وكان آلاف المشجعين من أنصار نادي سبارتاك الرياضي قد خرجوا في مظاهرة يوم 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري بسبب مقتل أحد مشجعي الفريق في شجار مع أشخاص من أصول قوقازية. واتهم المشجعون رجال الشرطة بعدم الجدية في التحقيق لكشف المتسببين في الحادث، مما أدى إلى إصابة العشرات واعتقال المئات من مثيري الشغب الذين نظموا احتجاجا في ميدان "مانيغنايا" قرب الساحة الحمراء بعدما اعتدى بعض المتظاهرين على أشخاص من أصول قوقازية. كما شهدت مدينة سان بطرسبرغ أعمال شغب مماثلة بين ممثلي جهات قومية متطرفة في ساحة "بيونيرسكايا" استطاعت الشرطة إخمادها، وأكدت في بيان لها أنها تسيطر على الوضع بشكل كامل. وفي تصريح لوزير الداخلية الروسي رشيد نور علييف قال إن "هناك 50 مجموعة راديكالية متطرفة تنشط على أراضي روسيا يروج أعضاؤها لمبادئ التفرقة العرقية، ويجسدون أفكارهم عمليا بأساليب العنف والإجرام". قلق من الظاهرة ويرى محللون أن ما شهدته موسكو الأسبوع الماضي لم يكن مجرد مظاهرة بريئة لمشجعي كرة قدم، بل مؤشرا مقلقا على تنامي الكراهية بين مكونات المجتمع الروسي على أساس قومي، حيث أثبتت التحقيقات الأولية تَورط مجموعات قومية روسية متطرفة في الشغب الذي رافق تلك المظاهرة. كما يرى هؤلاء أن تطور الأحداث على الشكل الذي سارت عليه يمثل نتيجة طبيعية وحتمية لتصرفات السلطة على مدى سنين طويلة، وهي تصرفات باتت تهدد أمن الروس بشكل مباشر. وأكدوا أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة يعود إلى الأوضاعِ الكارثية التي يعاني منها المواطنون في جمهوريات القوقاز الروسية -على حد تعبيرهم- حيث بات واضحا الفارق الهائل بين المستوى المعيشي لسكان تلك الجمهوريات مقارنة مع غيرهم في الأقاليم والمناطق الروسية الأخرى. وحذر المحللون من أن الإبطاء في حل القضايا القومية يهدد أمن المواطنين ويعرض وحدة البلاد لأخطار حقيقية. من جانبه أكد الخبير والمحلل السياسي فياشسلاف ماتوزوف في حديث للجزيرة نت، أن هناك فئة من النخبة السياسية الروسية تسخر هذه النزعة العنصرية لمصالحها الضيقة. وأوضح أن هناك قوة ليس لديها تمثيل في المسرح السياسي تحاول استغلال مثل هذه المظاهرات لخدمة أجندتها الخاصة، كما توجد محاولات منظمة من جهات -لم يسمها- تريد تشويه صورة روسيا شعبا ودولة. وأشار ماتوزوف إلى أنه لا يستبعد أن يكون لقرار إقالة عمدة موسكو الأسبق تأثير في الأحداث، ودعا السلطات إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لبسط الأمن وردع المتسببين في تأجيج نار هذه الفتنة. يذكر أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عبر عن قلقه لمقتل المشجع الكروي وما تبِع ذلك من تصعيد للنزعة القومية المتطرفة، داعيا إلى استخدام كل الوسائل التي يتيحها القانون لمواجهة الحالات المماثلة بما يكفل ضمان أمن المواطنين وحماية مصالح الدولة. | |||||
|
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات