عين الرئيس الامريكي باراك اوباما الاربعاء بمرسوم سفيرا في سورية، هو اول سفير امريكي في هذا البلد منذ نحو ست سنوات، مستغلا عطلة الاعياد للالتفاف على "الممانعة غير المسبوقة" لهذا التعيين من جانب خصومه الجمهوريين في الكونجرس، كما اعلن البيت الابيض.
وكان اوباما احال على الكونجرس في 22 فبراير/ شباط الفائت قراره تعيين الدبلوماسي روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في سورية، بهدف سد شغور على رأس السفارة الامريكية في دمشق مستمر منذ قرابة الست سنوات.
غير ان الجمهوريين في مجلس الشيوخ قطعوا الطريق على المصادقة على هذا التعيين، مبررين خطوتهم بالتشكيك في جدوى ارسال سفير الى هذا البلد في الوقت الراهن.
والسفير فورد يشغل منصب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الامريكية لدى بغداد. وهو سيملأ الآن المنصب الذي ظل شاغرا منذ أن قام الرئيس جورج بوش بسحب سفيره من دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005.
وكان أوباما أعلن في مطلع العام الجاري ترشيح فورد للمنصب. وكان من المفترض ان يقر الكونجرس الترشيح هذا حتى يبدأ فورد مهمته الفعلية غير السهلة، والتي تأتي بعد سنوات من التوتر الذي ساد العلاقة الامريكية- السورية.
ويتحدث روبرت فورد العربية بطلاقة، وهوصاحب خبرة دبلوماسية طويلة في منطقة الشرق الاوسط.
شغل مناصب مختلفة في البعثات الدبلوماسية الامريكية في البحرين ومصر وتركيا كما عمل سفيرا لبلاده في الجزائر ما بين 2006 و 2008 وصولا لمنصبه الحالي نائبا لرئيس البعثة الامريكية في بغداد.
وتحسنت العلاقات بين واشنطن ودمشق بشكل نسبي منذ تولى اوباما منصبه بداية 2009 حيث تأمل واشنطن بأن تجتذب سورية بعيدا عن ايران وان تحصل على مساعدتها في تحقيق الاستقرار في العراق.
كما عين اوباما، الذي يمضي عطلة الاعياد في هاواي، الولاية التي ولد فيها في المحيط الهادئ، بموجب مراسيم مماثلة الاربعاء ثلاثة سفراء آخرين في كل من تركيا واذربيجان وتشيكيا، اضافة الى مسؤولين آخرين اثنين.
وفي معرض تبريره هذه الخطوة قال مسؤول امريكي رفيع المستوى طالبا عدم الكشف عن هويته ان "كل الادارات تواجه تأخيرا في عملية مصادقة مجلس الشيوخ على مرشحيها، ولكن حجم الممانعة الجمهورية للمرشحين الذين اختارهم اوباما غير مسبوق".
ويمكن للرئيس ان يعين بموجب مرسوم رئاسي السفراء والقضاة ومسؤولين آخرين كبارا في الادارة، غير ان هذه التعيينات ليست سوى تعيينات مؤقتة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات