الأقسام الرئيسية

عفة زائفة: الختان يلاحق الموريتانيات

. . ليست هناك تعليقات:

دراسة تؤكد أن ثلثي النساء يتعرضن للختان في مجتمع يعتبر الفتاة التي لم تجر الختان شاذة أخلاقيا.

ميدل ايست أونلاين

موريتانيا الثامنة عالميا في ختان الإناث

نواكشوط – رغم الجدل الكبير حوله، مازال ختان النساء مستمرا في موريتانيا، وتؤكد دراسة حديثة أن ثلثي الفتيات في البلاد يتعرضن للختان في مجتمع ينظر إلى الفتاة التي لم تجر عملية الختان على أنها شاذة أخلاقيا.

وتشير صحيفة "الوطن" السعودية إلى أن انتشار الممارسات الضارة بصحة الفتيات في موريتانيا كالختان أو "الخفاض" كما يسميه الموريتانيون، يثير غضب وحنق منظمات المجتمع المدني التي تعتبر ذلك دليلاً على فشل السياسات والجهود المبذولة في محاربة الغبن الاجتماعي الذي تعاني منه الفتيات.

وتصل نسبة ختان الإناث في المناطق الداخلية إلى 96 بالمئة، فيما تشير إحصاءات لوزارة التنمية الاجتماعية الموريتانية إلى أن الظاهرة تراجعت على المستوى الوطني من 71 إلى 65 بالمئة، لكن مراقبون يرون أن هذه النسبة، في حال كانت صحيحة، مازالت مرتفعة جدا، مشيرين إلى أن الحكومة مازالت مقصرة في محاربة هذه الظاهرة.

وأعلنت موريتانيا مؤخراً أن مكافحة ظاهرة ختان البنات التي لا تزال تسجل انتشاراً كبيراً يعتبر من أهم أولوياتها، وأشارت إلى أن برنامج المكافحة يحاول في مرحلته الأولى مكافحة الظاهرة في الولايات الأكثر تضرراً، وفي المرحلة الثانية استصدار قانون يجرم هذه الظاهرة.

وينظر الموريتانيون إلى ختان البنات كعادة ضرورية يجب القيام بها قبل أن تصل البنت إلى سن البلوغ، حيث يعتقدون أن الختان يحمي المرأة من السقوط في براثن الرذيلة وارتكاب الفواحش والمعاصي.

وكان 34 رجل دين موريتاني أصدروا هذا العام فتوى وقعوا عليها جماعيا تمنع ختان الاناث.

وجاء في الفتوى الموقعة بالعاصمة نواكشوط انه ثبت ان عادة ختان الاناث تلحق الاذى بالفتاة ان في شكل مباشر او في وقت لاحق.

ولاقت الفتوى ترحيبا كبيرا لاسيما في اوساط النساء في البلاد التي يصنفها تقرير لليونيسيف في المركز الثامن لختان الإناث.

وتشير منظمة الصحة العالمية الى ان ظاهرة ختان المرأة لا تحمل اي حسنة طبية بل تؤدي في الكثير من الاحيان الى نتائج صحية غير مرجوة تمتد من الالم الشديد مرورا بالنزيف والالتهابات وصولا الى عدم القدرة على الانجاب وتعقيد في الولادة، فيما تعتبرها منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الأهلي خرقا لحقوق الانسان وحقوق الفتيات والنساء.

وتطمح وزارة التنمية الاجتماعية الموريتانية إلى توعية بعض فئات المجتمع التي لا تدرك خطورة "الخفاض"، وتسعى إلى الوصول إلى الأكثر تهميشاً والأقل حظاً من الاستفادة من البرامج التنموية والعمل على تقريب الخدمات من هذه الفئات التي تتمسك بالممارسات الضارة بالصحة، وتعتبرها تقليداً دينياً وعرفاً اجتماعياً أصيلاً.

ويعتبر الباحث الاجتماعي محفوظ ولد السنهوري أن ختان البنات شكل من أشكال العنف الخطير الذي يترك جملة من الآثار النفسية السلبية على المعنفة، ويولد لديها العديد من العقد مما يؤثر بشكل مباشر على دورها في المجتمع ومسؤولياتها تجاه رعاية الأسرة وتربية الأطفال.

ويضيف لصحيفة "الوطن" أن ختان البنات مرتبط بالثقافة الشعبية التي تستند إلى بعض المفاهيم المغلوطة والأحكام المسبقة التي تأخذ بعض التأويلات الدينية حجة لها، لاسيما في الولايات الأربع الأكثر احتضاناً لهذه الممارسة شرق وجنوب البلاد.

ويؤكد أن التوعية بالمخاطر والأضرار الناجمة عن الخفاض على صحة النساء مسؤولية الجميع "لأن الخفاض يمثل انتهاكا نفسياً وجسدياً لحقوق المرأة، ويسبب لها في بعض الأحيان العقم والأمراض التناسلية والإحباط والاكتئاب، بناءً على مفاهيم موروثة خاطئة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer