الأقسام الرئيسية

شرم الشيخ تحت رحمة (الفك المفترس)

. . ليست هناك تعليقات:

آخر تحديث: الخميس 9 ديسمبر 2010 9:31 ص بتوقيت القاهرة

حمادة الشوادفى -


لم يتبق لمدينة شرم الشيخ «الملقبة بمدينة السلام» من لقبها شيئا، بعدما شنت أسماك القرش عليها «حربا بلا هوادة»، مخلفة وراءها قتيلة ألمانية (71 عاما) وثلاثة جرحى من السياح الروس، لتبث الرعب فى نفوس مرتادى الشواطئ وهواة رياضة الغوص، وهو ما ألقى بظلال كثيفة على حركة السياحة التى تعتمد عليها المدينة.
للمرة الأولى فى تاريخ المدينة الهادئة، تهاجم أسماك القرش السياح على الشواطئ فى وضح النهار، وعلى بعد ثلاثة أمتار فقط من الشاطئ، بعد أن كان هواة الغطس يلهون معها، مسجلة 4 حوادث فى أقل من أسبوع.


هجوم القروش فى حد ذاته يحدث فى العديد من مناطق العالم مثل أستراليا وكاليفورنيا، لكن المؤشر الخطير هو أن يهاجم القرش السياح ثلاث مرات فى أقل من أسبوع ويقترب من الشواطئ التى يرتادها السياح العاديون، وهو ما يعد ظاهرة دفعت وزارتى السياحة والبيئة لإعادة النظر فى هجوم القروش ودراسة هذه الظاهرة «غير الطبيعية بالمرة»، والتى باتت تهدد السياحة فى مدينة السلام.


البعض أرجع السبب فى هجوم القرش إلى «الخراف النافقة التى ألقتها سفن عابرة فى المنطقة» والبعض الأخر قال إن «الصيد الجائر هو السبب الحقيقى»، فيما ذهب آخرون إلى أن «إسرائيل أطلقت هذه القروش لضرب السياحة المصرية»، ولم يتفق جميع المسئولين على سبب وحيد ومقنع لهذا الهجوم النادر.


اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ جنوب سيناء، أدلى بتصريحات منذ يومين، رجح خلالها أن «إسرائيل قد تكون وراء هذه الظاهرة»، ما دفع الأخيرة إلى الاحتجاج على تصريحات المحافظ، ما أجبره على إعادة النظر فى التعامل مع وسائل الإعلام سواء المصرية أو الأجنبية، مقررا أن يتولى اللواء أحمد صالح الإدكاوى، سكرتير عام المحافظة، مهمة التحدث رسميا إلى جميع وسائل الإعلام.


الأدكاوى بدأ مهام عملة «الإعلامى» باصطحاب العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية فى رحلة بحرية استغرقت نحو ثلاث ساعات تقريبا، لمشاهدة عمليات المسح للشواطئ وعمليات فتح الشواطئ جزئيا لاستنئاف رياضة الغوص فى بعض الشواطئ وأوضح أن المنطقة «غير المسموح بالغطس بها، هى الواقعة بين شمال خليج نعمة ورأس نصرانى».


وعقد اللواء محمد عبدالفضيل شوشة محافظ جنوب سيناء اجتماعا مع عدد من الخبراء الأمريكان الذين وفدوا إلى شرم الشيخ لدراسة ظاهرة هجوم القروش، واعدا بتذليل كل العقبات وتوفير جميع الوسائل لفريق البحث العالمى.


وقالت مصدر مطلع لـ«الشروق» إن فريق الخبراء الذى يضم كلا من رئيسة معهد أبحاث القروش بجامعة برنستون، ورالف كولييه، رئيس لجنة أبحاث القروش فى لوس أنجلوس، والدكتور جورج بورجيس مدير معهد العلوم الطبيعية بفلوريدا، بدءوا فى عمليات مسح بحرى وجوى لمنطقة خليج نعمة ورأس نصرانى التى وقعت بها الحوادث».


وأوضح المصدر ــ الذى فضل عدم ذكر اسمه ــ أن «طائرة هليكوبتر متخصصة تقوم بعمليات التصوير الجوى للمنطقة لمشاهدة وتصوير أى ظاهرة غريبة قد تكون السبب الرئيسى فى مهاجمة القروش»، مضيفا: «يشارك الفريق كل من هشام جبر، رئيس مجلس إدارة غرفة الغوص، والدكتور محمد سالم، رئيس قطاع محميات سيناء، وعدد من علماء البحار من دولة السويد، وتم تشكيل غرفة لتلقى أى بلاغات عن القروش برئاسة عادل شكرى ،أمين غرف المنشآت الفندقية فى جنوب سيناء حيث تم عمل دوريات بحرية لمسح كل شواطئ شرم الشيخ بداية من محمية نبق وحتى محمية رأس محمد مرورا بجزيرة تيران ورأس نصرانى، وعند مشاهدة أى قرش يتم إبلاغ عادل شكرى على الفور، ثم يتم إخطار دكتور محمد سالم، رئيس قطاع محميات سيناء لاصطياد القرش على الفور، وتم تجهيز المراكب التى تم تمويلها من الاتحاد الأوروبى بمعامل مختصة لدراسة القروش التى يتم اصطيادها، وتحديد أسباب هجوم القروش على السياح، وقامت فرق الأبحاث بعمل العديد من الشرك لاصطياد أكبر عدد من القروش».


وفى تصريحات لـ«الشروق» أكد اللواء أحمد صالح الإدكاوى، سكرتير عام مساعد جنوب سيناء، أن السياحة «لم تتأثر بظاهرة هجوم القرش»، وطمأن الإدكاوى السياح من مختلف الجنسيات عبر وسائل الإعلام بأن «الحوادث التى شهدتها سواحل المدينة عرضية، وفرق البحث تعمل بجدية للقضاء على الظاهرة».


وكشف الإدكاوى أنه ارتدى بذلة غطس، وتفقد أعماق سواحل منتجع هيات ريجنسى الذى شهد واقعة مصرع السائحة الألمانية من قبل القرش المفترس وذلك «لطمأنة السياح والغطاسين».


وقال إن الفريق الذى بدأ عمله أمس «لن يتم الإعلان عن نتائج أعماله إلا بعد التأكد من النتائج النهائية للبحث والوصول إلى نتائج حقيقية ومقنعة».


هشام جبر، رئيس مجلس إدارة غرفة الغوص والأنشطة البحرية، قال إن نشاط الغوص الترفيهى «تم استئنافه أمس للسياح من جميع الجنسيات فى جميع المناطق الممتدة من جنوب خليج نعمة إلى نهاية حدود محمية رأس محمد وبجميع مناطق تيران، وذلك للغواصين من السياح الذين تشير سجلاتهم ورخصهم لإجرائهم 50 غطسة على الأقل، ولن يسمح لمن تقل خبراته ومهاراته عن ذلك وهو الأمر الذى ستراجعه جميع مراكز الغوص من خلال سجلات السياح ورخص الخوص الخاصة بهم وذلك لمراعاة الحد الأقصى لعوامل الأمان والسلامة».


وترددت أنباء قوية عن قيام العديد من السياح بإلغاء حجوزاتهم فى شرم الشيخ خوفا من القرش لأن معظمهم من هواة الغطس وممارسة الأنشطة البحرية المختلفة، وذكر مصدر خاص فى شركة سياحية أن «هناك أكثر من 2500 سائح ألغوا حجوزاتهم بالفعل، معظمهم من جنسيات ألمانية وإنجليزية». وهو ما نفاه اللواء أحمد صالح مشيرا إلى أن إلغاء الحجوزات «أمر عادى.. قد يحدث أى طارئ للسياح لذا يقومون بإلغاء حجوزاتهم»، مؤكدا أن إشغالات شرم الشيخ فى هذا التوقيت» تزيد على 70% وهى نسبة ممتازة بالنسبة لهذا التوقيت من السنة»، وأضاف أنه من المتوقع أن تصل نسبة الإشغالات «إلى أكثر من 80% خلال إجازة الكريسماس».


ويقول أحمد جميل، مدرب غطس: «لا شك أن هجوم القرش سيؤثر على هذه الحرفة بشكل جزئى فى الوقت الحالى، خصوصا أن السياح يخشون على أنفسهم وجميعهم حريص على حياته، لذا فقد تتأثر سياحة الغوص فى شرم الشيخ على المدى البعيد إذا لم يتم القضاء على ظاهرة هجوم القروش وشعور السياح بالأمان مرة أخرى».


ويؤكد مايكل سمير، مدرب غطس، أنه لو تكررت حادثة أخرى خلال أيام وتعرض أى سائح لحادث هجوم «فقد يتم القضاء على سياحة الغوص فى شرم الشيخ بشكل دائم وقد تتعرض المدينة لخسائر فادحة فى هذا المجال الذى يعد عامل الجذب الرئيسى للسياح». مضيفا: «تصريحات المسئولين فى بداية الأزمة كانت عبارة عن مسكنات وقد كان قرار إعادة فتح الشواطئ خطأ كبير جدا لأنه القرش الذى تم تصويره فى وسائل الإعلام المختلفة لم يتم التأكد من أنه هو الذى هاجم السياح أم لا».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer