والحاصل الآن أن الفرصة تأتى مرة أخرى للبرادعى لإحياء مشروعه، بعد أن اعتلاه التراب وبدا شاحبا للغاية فى الآونة الأخيرة، وهناك شواهد عديدة على ذلك.. منها أن مؤشر الإحباط داخل المعسكر المتحمس للبرادعى كان قد وصل إلى أعلى مراحله، على مستوى جمهوره من الشباب، وبين صفوف قيادات الجمعية الوطنية للتغيير أيضا، فضلا عن أن عداد التوقيعات على بيان البرادعى للتغيير شهد تعطلا ملحوظا، أسفر عن هبوط فى عدد التوقيعات للمرة الأولى منذ إطلاق البيان
وفى اللحظة الراهنة، تطرق فرصة جديدة وحقيقية لبعث المشروع من مرقده أبواب البرادعى الذى من المفترض وفقا للمعلن من قبل أن يصل إلى القاهرة اليوم أو غدا، فهل سيفتح لها الباب أم يهدرها لتلحق بأخواتها من الفرص التى جاءته طائعة واصطفت على بابه دون أن يؤذن لها بالدخول والاستثمار والتفعيل؟
ووفقا لتفاصيل المشهد الراهن فإن كتل المعارضة الرئيسية تبدو الآن أكثر من أى وقت مضى قريبة من مشروع البرادعى، بل إن الإخوان المسلمين فور إعلانهم قرار الانسحاب من الجولة الثانية تحدثوا صراحة عن اصطفافهم مع مشروع الجمعية الوطنية للتغيير بقيادة البرادعى، بل وعبروا عن استعدادهم للتنسيق الكامل
ولا يغيب عن الأذهان هنا أن أصواتا بدأت تظهر داخل الوفد تطالب بتدشين مرحلة جديدة من العمل يكون فيها الحزب أقرب إلى القوى والتيارات المطالبة بالتغيير، وأبعد عن الانخراط فى تنسيق أو تربيط ــ معلن وغير معلن ــ مع الحزب الوطنى
وبصرف النظر عن أن هذا التحرك يحمل مخاوف من انتقال الحالة الانفجارية داخل الأحزاب والجماعة، إلى جمعية التغيير، فإن المحصلة هى أننا أمام فرصة جديدة لقوى المعارضة المصرية بأطيافها المختلفة للالتفاف مجددا حول مشروع جامع لجهود وأحلام التغيير
وبإيجاز شديد فإن على قيادات الجمعية الوطنية للتغيير التى ستلتقى رمزها العائد بعد غياب طويل جدا أن تطالب البرادعى بموقف أكثر حسما ووضوحا بشأن مشروع التغيير والإصلاح الذى انطلق قبل أكثر من عام ثم تعثر وبدا فى لحظة على حافة التجمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات