تبين دراسة جديدة أنه إذا ارتفعت حرارة الأرض بمقدار درجة واحدة بحلول عام 2050، فإن ذلك من الممكن أن يتسبب في تدمير الإنتاج الغذائي، مما يعني ارتفاع اسعار المواد التموينية الرئيسية بشكل جنوني.
القاهرة: حذرت اليوم دراسة حديثة من أن التغير المناخي يمكن أن يؤدي إلى حدوث نقص غذائي ويُسبِب ارتفاعاً نسبته 130 % في أسعار المواد الغذائية الأساسية بحلول عام 2050.
وورد أيضاً بتلك الدراسة، التي قام بإعدادها المعهد الدولي لبحوث السياسة الغذائية، تحذير يفيد بأنه حتى إن ارتفعت حرارة الأرض بمقدار درجة واحدة بحلول عام 2050، فإن ذلك من الممكن أن يتسبب في تدمير الإنتاج الغذائي – حيث ستتسبب درجات الحرارة الأكثر سخونة، والأكثر رطوبة، في خفض إنتاج المحاصيل.
وتكهنت الدراسة أيضاً بأنه في ظل التوقعات التي تُبَيِّن أن تعداد سكان العالم سيصل إلى 9 مليارات نسمة بحلول منتصف القرن الحالي، فإن التأثيرات التي ستنجم عن خفض إنتاج المحاصيل قد تكون مدمرة - خصوصاً إذا تعثر نمو الدخل في البلدان النامية.
من جهتها، أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن موجة الجفاف والحرائق التي ضربت روسيا هذا العام، جنباً إلى جنب مع الفيضانات الهائلة التي أغرقت باكستان، قدَّما نافذة على المستقبل الذي ستكون فيه الظروف المناخية قاسية للغاية. ونقلت الصحيفة في هذا الجانب عن غيرالد نيلسون، الباحث المشارك في إعداد الدراسة، قوله: "إن الارتفاعين الذين طرءا على أسعار المواد الغذائية عامي 2008 و2010 كان لديهما مكونات هامة متعلقة بالأحوال الجوية والطقس".
وقد كشفت الدراسة أيضاً النقاب عن أن متوسط استهلاك السعرات الحرارية سينخفض بشكل ملحوظ في أكثر الدول فقراً، حتى بحلول عام 2050. وقالت إنه بحلول منتصف هذا القرن، من الممكن أن ترتفع سوء التغذية لدى الأطفال بنسبة 18%. وجاء أيضاً بالتقرير: "إن خفض نمو الانبعاثات للتقليل من آثار التغير المناخي هو بالتالي أمر ضروري لتجنب تكون مستقبل مصحوب بالكوارث بعد عام 2050".
وفي أسوأ السيناريوهات، تنبأت الدراسة بإمكانية أن يرتفع سعر الذرة – الذي يعتبر سلعة غذائية رئيسية في جنوب الصحراء الكبرى – بنسبة تصل إلى 130 %. وهو ما يزيد بنسبة 34 % عن سعره في عالم خال من التغيرات المناخية. في ما لفتت الدراسة كذلك إلى أن أسعار الأرز من الممكن أن ترتفع بنسبة تصل إلى 78 %، والقمح بنسبة 67%. وبينما أثارت الدراسة تكهنات تفيد بأن إنتاج الأرز والقمح سينخفض في جميع أنحاء العالم، قال نيلسون إن جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا سيكونا على الأرجح أكثر المناطق التي ستعاني تحت وطأة تغير المناخ.
وتابع نيلسون حديثه في هذا السياق بالقول " ومع هذا، سيشهد الغرب الأوسط الأميركي فقراً في إنتاج المحاصيل بسبب أنماط الطقس الأكثر سخونة والأكثر جفافاً. كما يتعرض حزام الذرة في الولايات المتحدة لخسائر كبيرة في عمليات الإنتاج".
وأوضحت الغارديان ضمن هذا السياق أن تلك الدراسة تُشكِّل جهداً بحثياً نادراً في التنبؤ بعواقب وخيمة وبعيدة المدى للتغير المناخي بحلول عام 2050 – وهو التاريخ الذي قد يبلغه معظم الناس الذين يعيشون اليوم – بدلاً من نهاية القرن الحادي والعشرين.
وقد تكهنت الدراسة بـ 15 سيناريو مختلف يمكن أن يشهدها العالم عام 2050، من خلال جمعها بين معدلات الدخل المختلفة والنمو السكاني وبين النتائج المناخية المختلفة. ودعت إلى خفض ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن النشاط الزراعي – والذي يعتقد أنه المسؤول عن 30 % تقريباً من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية – وكذلك اعتماد هدف زراعي لمحاربة الانبعاثات الكربونية بحلول 2050.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات