تقرير «الأمراض العقلية»: سائق «المقاولون» مصاب بـ«الهذيان».. ومسؤوليته عن القتل «جزئية»

كتب أحمد شلبى وفاروق الدسوقى ٢٤/ ١١/ ٢٠١٠

محمود طه تسلمت، أمس، محكمة جنايات الجيزة تقرير مستشفى الأمراض العقلية، الخاص بالحالة النفسية لمحمود طه سويلم، سائق المقاولون العرب، المتهم بقتل وإصابة ١٢ من زملائه العاملين بالشركة بالرصاص، الذى أفاد بأن المتهم كان يعانى مرض «البارانويا» النفسى وقت ارتكاب الجريمة، ما يعنى طبقا للقانون أن مسؤوليته عن ارتكابها جزئية. قال الدكتور جمال حسن، أستاذ الطب النفسى، إن مريض البارانويا يعتقد خطأ أنه مضطهد، وهو ما يدفعه إلى الانطواء أو المواجهة بالعنف، وهو ما حدث مع السائق فى تلك القضية. ودخل المتهم جلسة أمس، يرتدى نفس الملابس التى نفذ بها الجريمة قبل ٣ أشهر، وأودعه الحرس قفص الاتهام، وبمجرد أن دخل جلس على الأرض يخفى وجهه بكفى يديه، ودموعه تتساقط على ملابسه، وسألته المحكمة للمرة الثانية: هل ارتكبت جريمة القتل؟ فرد من داخل القفص: «مش فاكر حاجة»، فسألته: وهل حزت سلاحاً آلياً؟، فرد: «مش فاكر حاجة ومعملتش حاجة». بعدها أفاد ممثل النيابة الحاضر فى المحكمة بأنه تسلم تقرير الصحة النفسية الخاص بالمتهم، وأثبت القاضى فى محضر الجلسة أن التقرير جاء فى ٧ صفحات، ونص على أن المتهم يعانى من مرض «الهذيان الاضطهادى» والمعروف طبياً باسم «البارانويا»، وأعراض المرض هى سبب قتل المجنى عليه الأول، وربما يكون من توابعه قتل باقى المتهمين. وأضاف التقرير أن المتهم كان ولايزال فى حالة من الوعى والإدراك والقدرة على التمييز قبل وأثناء وبعد تنفيذ الجريمة، وهو مسؤول مسؤولية جزئية عن الجريمة، وفقاً لنص الفقرة الثانية من المادة الثانية من القانون رقم ٧١ لسنة ٢٠٠٩ بشأن رعاية المريض النفسى. وطلبت النيابة من هيئة المحكمة الاطلاع على التقرير، وطلب الدفاع أجلاً للاطلاع عليه أيضاً والاستعداد للمرافعة، فقررت المحكمة التأجيل لجلسة ٢١ ديسمبر المقبل. من جانبه، قال مصدر قضائى إن هذا التقرير ربما يكون أحد أبرز أسباب إعفاء المتهم أو تخفيف العقوبة.