كشفت وثائق سرية اميركية سربت إلى موقع ويكيليكس عن تقرير نقل تصريحات اثنين من كبار المسؤولَين الصينيين قالا فيها انه يجب إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية تحت حكم كوريا الجنوبية.
وذكر التقرير أن المسؤولين الصينيين قالا لدبلوماسي كوري جنوبي رفيع إن الصين لا تولي أهمية كبيرة لكوريا الشمالية كمنطقة عازلة، بالرغم من أنها لن ترحب بأي وجود عسكري أميركي في الشمال.
وبينت الوثائق ان سخط القادة الصينيين على حلفائهم في كوريا الشمالية ظل في ازدياد، وان نائب وزير الخارجية الصيني هي يافي قال، حسب التسريبات، ان بيونج يانج تتصرف مثل "طفل مدلل".
في هذه الاثناء قالت وزير الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان التسريبات الاخيرة "خطيرة"، واعتبرتها هجوما على المجتمع الدولي، وتعهدت بمحاسبة من سرق المعلومات.
الا ان موقع ويكيليكس والصحف التي نقلت عنه تلك المعلومات قالت ان نشرها انما جاء للصالح العام.
وتشير احدى الوثائق التي نشرت الاثنين الى حوار خلال مأدبة غداء رسمية دار بين النائب السابق لوزير الخارجية الكوري الجنوبي شون يونج وو، والسفيرة الامريكية هناك كاثلين ستفينس.
فقد كشف المسؤول الكوري الجنوبي للسفيرة عن وجود جيل جديد شاب من المسؤولين الصينيين ينظرون الى كوريا الشمالية على انها لم تعد حليفا مفيدا او موثوقا كما هو الحال في السابق، وانهم لا يريدون المخاطرة بصراع مسلح جديد في شبه الجزيرة الكورية.
وقال هذا المسؤول ان كوريا الشمالية "انهارت بالفعل اقتصاديا، وستنهار سياسيا في غضون عامين او ثلاثة عقب موت كيم جونج إيل" على الرغم من جهوده للحصول على دعم صيني لضمان خلافة ابنه له في الحكم، حسب ملاحظات السفيرة ستيفنس.
الصين ستكون مرتاحة لتوحيد كوريا تحت قيادة سيؤل، لتكون دولة متحالفة مع الولايات المتحدة في حلف سلمي، طالما ظلت كوريا الموحدة غير معادية للصين.
تعليقات دبلوماسي كوري جنوبي
وحول رؤية جيل السياسيين الصينيين الجدد، اعرب المسؤول الكوري الجنوبي عن الاعتقاد بانهم يؤمنون بتوحيد الكوريتين تحت حكم الجنوبية.
واقع جديد
وتنقل السفيرة في مراسلاتها عن شون يونج وو قوله ان المسؤولين الصينيين باتوا "مستعدين لمواجهة واقع جديد يتمثل في ان كوريا الشمالية لم تعد لها اهمية تذكر للصين كدولة عازلة، وهو تصور ترسخ باضطراد لدى المسؤولين الصينيين منذ ان اجرت كوريا الشمالية اختبارها النووي في عام 2006".
كما اكد هذا المسؤول، نقلا عن السفيرة الامريكية، على انه في حال انهارت كوريا الشمالية، لا ترغب الصين في رؤية وجود عسكري امريكي شمال المنطقة العازلة، في اشارة منه الى الاراضي الكورية الشمالية.
واضاف ان الصين ستكون مرتاحة لتوحيد كوريا تحت قيادة سيول، لتكون دولة متحالفة مع الولايات المتحدة في حلف سلمي، طالما ظلت كوريا الموحدة غير معادية للصين.
وتشير المراسلات المتسربة عبر ويكيليكس الى وجود تغيير في ميول وتفكير القيادة الصينية تجاه حليفها التقليدي كوريا الشمالية.
ويأتي هذا في وقت تتجدد فيه التوترات بين الكوريتين عقب قصف الشمالية جزيرة ضمن اراضي الجنوبية، وهو ما يضيف اهمية وحيوية لهذه التصريحات.
ويعود تاريخ اهم المراسلات الى فبراير/ شباط الماضي، حيث ابلغ فيها نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي الامريكيين بأن الصينيين تعبوا من سلوك نظام الحكم الكوري الشمالي، وانهم لن يعارضوا توحيد الكوريتين.
ورغم اهمية تلك التعليقات يؤكد مراقبون مقربون من الشأن الكوري على ان ذلك ليس سوى نظرة "كورية جنوبية جدا" للحوار السياسي القائم في الصين حول الشأن الكوري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات