بقلم د.حسن نافعة ٢٤/ ١١/ ٢٠١٠ |
تعرضت صابرين دياب، الصحفية الفلسطينية ومراسلة صحيفة «العربى» فى الأرض المحتلة قبل ٤٨، لتفتيش مذل ومعاملة غير لائقة فى مطار القاهرة على يد ضباط أمن إسرائيليين!. نعم أيها القارئ العزيز ضباط أمن إسرائيليين فى قلب مطار القاهرة!. كانت الصحفية، والتى لم أتشرف بمعرفتها من قبل، قد اتصلت بى قبل زيارتها تطلب تحديد موعد لحوار، ورجوتها أن تتصل بى بعد وصولها إلى القاهرة للاتفاق على موعد يناسب ظروفى وظروفها، لكن اللقاء لم يتم لأسباب عديدة. وبعد عودتها اتصلت بى هاتفيا مرة أخرى لتشرح ما حدث لها، لكن صوتها كان مشحوناً بالانفعال. وفى المساء وصلتنى منها رسالة حذفت منها عدة جمل قصيرة يستطيع القارئ استنتاج مضمونها بسهولة. فيما يلى نصها: «أستاذى الفاضل.. ما أردت إبلاغه لحضرتك فى اتصالى بك، هو إصرارى على العودة إلى القاهرة الحبيبة رغم التنكيل النفسى والجسدى الذى مورس ضدى فى قلب مطار القاهرة من قبل ضباط أمن الطائرة الإسرائيلية، ولتحديد موعد جديد مع حضرتك وإن كانت زيارتى القادمة لم تحدد بعد، وقد تأخذ وقتا طويلا ريثما أضمد جراحى. ولعل تحضيرى المبكر لزيارتى القادمة يقوينى أكثر ويعيدنى إلى ذاتى بوتيرة أسرع. لا أخفى على حضرتك أننى حزينة من نفسى وغاضبة أيضا، ذلك أننى لم أتمالك نفسى وبكيت أمامهم وعايشوا انكسارى فى دقائق، عندما جردونى من ثيابى، لكنى بقيت ثابتة، وأقوى منهم وهم يفتشون وينبشون أغراضى وكل محتويات حقائبى، بشكل دقيق جدا وصل إلى حد الهوس والخوف من الفاكهة التى كانت معى. كذلك كنت أقوى منهم ألف مرة وهم يحققون معى كالخراف. بيد أن عزائى فى بكائى أراه فى إنسانيتى لأننى بشر أولا وأخيرا، وكانت لحظات قاسية عندما تركنى «رجال» الأمن المصرى أواجه تجاوز الأمن الإسرائيلى لوحدى. أستاذى الفاضل.. لا تدعوا النظام يضحك على أهلنا فى مصر ويوهمهم بالسيادة وحفاظهم عليها، إنهم كاذبون..... أستاذى: سامحنى أنت وكل أحرار القاهرة التى تربيت على حبها، وتربينا على واجب زيارتها. فهى أشبه بفريضة قومية ووطنية واجب علىَّ تأديتها، وستبقى كذلك إلى أبد الدهر إن شاء الله. لقد أرادوا إذلالى وكسرى على أرض أعشقها كما أعشق بلادى، لكن فاتهم أن عشقى لها حقيقى، عشق يدوم ويدوم مهما تخاذل المارون من أعداء ومدعى السيادة. لا يريحنى الاعتذار من أى مصرى حر، لأن نصيبى من مآسيكم يا أشرف وأعز الناس. تقبل احترامى وتقديرى ومودتى واعتذارى». ولا تحتاج هذه الرسالة إلى أى تعليق من جانبى. غير أن الأمانة تقتضى أن أعترف بأننى لم أكن أتصور مطلقا أن النظام فى مصر وصل به التفريط فى السيادة إلى درجة جعلته لا يرى فرقا بين مطار القاهرة ومطار بن جوريون. لذا أهدى تلك الرسالة الموجعة إلى رموز فى النظام المصرى يبدون غيرة على السيادة تدفعهم لرفض الرقابة الدولية على الانتخابات!، مثل الدكتور فتحى سرور الذى يعتبرها انتهاكا للسيادة، والسيد صفوت الشريف الذى يعتبرها تطفلا سياسيا! والدكتور مفيد شهاب الذى يعتبرها إهانة للكرامة الوطنية. أما وجود ضباط أمن إسرائيليين فى مطار القاهرة يفتشون الركاب بينما يتفرج «رجال» الأمن المصرى، فلا يشكل أى انتهاك للسيادة المصرية.. تباً لكم! أما أنت يا سيدتى، والتى تنضح كلماتك بإيمان لا يتزعزع بقضيتك، وبحب عميق لمصر وأهلها، فلن أعتذر لك مرة أخرى. فالضباط الإسرائيليون لم يجردوك أنت من ملابسك فى مطار القاهرة ولكنهم جردوا نظامنا الحاكم، والذى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يمثل شعب مصر، من كرامته هو. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات