القى الرئيس الامريكي باراك اوباما قبل مغادرته اندونيسيا خطابا في الجامعة الوطنية في العاصمة جاكرتا خصصه معظمه للعلاقة بين بلاده والعالم الاسلامي وهو ثاني خطاب له منذ خطابه الاول في جامعة القاهرة قبل اكثر من عام.
وتناول فيه كلمته ازمة الشرق الاوسط بقوله ان "عقبات كبيرة ما زالت" قائمة امام التوصل الى السلام في الشرق الاوسط مؤكدا عزمه "القيام بكل ما يمكنه" من اجل التوصل الى السلام في الشرق الاوسط.
وقال امام حشد من 6 الاف شخص غالبتهم من الطلبة "انه عازم على فتح صفحة جديدة مع العالم الاسلامي بعد سنوات من عدم الثقة بسبب حربي افغانستان والعراق واضاف" ان خطابا واحدا لن يزيل ارث سنوات من عدم الثقة" وعبر عن عزمه العمل بشكل دوؤب لوضع ارضية مشتركة بين الطرفين.
واعتبر اوباما اندونيسيا مثالا على التسامح في وقت تتصادم فيه الثقافات ويمكن لاشاعة بسطية ان تحجب الحقيقة وتشعل فتيل "العنف بين ابناء فئات المجتمع الواحد".
وتعهد اوباما بملاحقة تنظيم القاعدة والجهات المرتبطة معها وقال ان هذه ليست مهمة بلاده فقط بل هي مهمة جميع المعنين بالبناء وليس "التدمير كما يسعى الارهابيون".
"صادقة ومستمرة"
وكان اوباما قد اكد الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو ان اليد التي تمدها الولايات المتحدة الى العالم الاسلامي "صادقة ومستمرة".
ويزور اوباما اندونيسيا التي تعتبر اكبر دولة مسملة من حيث عدد السكان في اطار جولة له في القارة الاسيوية وتحظى هذه المحطة من الزيارة باهتمام خاص حيث امضى عدة سنوات من طفولته فيها.
واشار الى ان جهود بناء الثقة والسلام بين العالم الاسلامي وبلاده تبدو واعدة رغم الحاجة الى بذل مزيد من الجهود.
ولم يتأخر اوباما في انتقاد قرار اسرائيل بناء 1300 وحدة سكينة في القدس الشرقية المحتلة وسبقه في ذلك عدد من المسؤولين الامريكيين وقال "ان مثل هذه الاعمال غير مفيدة في اطلاق مفاوضات السلام".
ورغم ان الجهود الامريكية المستمرة منذ وصول اوباما الى البيت الابيض فشلت في تحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الاوسط وهو ما يمثل احد اوجه فشل ادارته حتى الان الا انه اكد ان حكومته ستستمر في بذل المساعي لتحقيق السلام في الشرق الاوسط.
وجاء كلام اوباما هذا في سياق رده على سؤال يتعلق بنتائج سياسته بعد اكثر من عام على خطاب القاه في القاهرة في الرابع من يونيو/ حزيران 2009 تطرق فيه الى العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي.
يذكر ان اوباما كان قد دعا في القاهرة الى "انطلاقة جديدة بين المسلمين والولايات المتحدة" من اجل انهاء "دوامة الشك" المرتبطة خصوصا بحرب العراق والسياسة التي انتهجها سلفه جورج بوش بعد اعتداءات 11 سبتمبر/ ايلول 2001.
على صعيد آخر، اعرب الرئيس الامريكي عن "سعادته" بالعودة الى جاكرتا، المدينة التي امضى فيها اربع سنوات من طفولته.
وقال اوباما انه "من المدهش ان يعود الى اندونيسيا بعد كل هذا الوقت" على الرغم من شعوره "بالاستغراب وهو يرى على طول الطريق من المطار "مشهدا مختلفا تماما عما كان عليه قبل اربعة عقود".
وختم بالقول مستخدما بعض الكلمات الاندونيسية انه "عازم على العودة الى اندونيسيا مع ابنتيه لكي تتعرفا على هذا الارخبيل الساحر".
يذكر ان اوباما عاش في جاكرتا بين عامي 1967 و 1971, اي من سن السادسة الى العاشرة مع والدته الامريكية وزوجها الاندونيسي بعد ان امضى سنوات طفولته الاولى في هاواي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات