تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح الاثنين وضع حقوق الإنسان في الضفة الغربية والشأن الإيراني ومصير المرحلين العراقيين من بريطانيا ووضع اللاجئين الصوماليين في اليمن.
صحيفة الفاينانشال تايمز تنشر مقالا عن "تزايد مزاعم التعذيب في الضفة الغربية" لمراسلها في القدس، توبياس باك. تقول الصحيفة إن بدر أبو عياش البالغ من العمر 42 عاما وهو مزارع وسياسي محلي فلسطيني اعتقل من قبل قوات الأمن الوقائي التابعة للسلطة الفلسطينية يوم 14 سبتمبر/أيلول الماضي بسبب "صلاته المزعومة مع حركة حماس". وتواصل أن أسرته منعت من الاتصال به.
وتمضي قائلة إن هناك أدلة على أن عددا كبيرا من المعتقلين يتعرضون للتعذيب خلال الاستجواب، مضيفة أن هذه المزاعم ليست جديدة لكن وتيرتها تزايدت بشدة مما دفع منظمة هيومان رايتس ووتش خلال الشهر الماضي إلى ملاحظة أن "تقارير التعذيب على يد قوات الأمن الفلسطينية تتوالى بكثرة".
وأضافت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها أن ما يثير مخاوفها هو أن المسؤولين عن التعذيب "يفلتون من العقاب على نطاق واسع".
ويرى الكثير من المحللين والمراقبين أن الحياة في الضفة الغربية "أخذت على نحو متزايد منحى استبداديا".
وتنقل الصحيفة عن مدير منظمة الحق المعنية بحقوق الإنسان والتي تتخذ من رام الله مقرا لها، شوان جبرين، قوله "أشعر بخوف حقيقي من أننا نتجه إلى دولة بوليسية".
ويقول بعض الدبلوماسيين الغربيين إن التكتيكات القاسية المطبقة في الضفة الغربية ستؤدي إلى رد فعل شعبي عنيف من شأنه أن يقوض السلطة الفلسطينية.
زواج
صحيفة الإندبندنت تتناول الشأن الإيراني من خلال دعوة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى جعل سن الزواج ما بين 16 و18 عاما علما بأن القوانين الإيرانية تسمح للفتيات بالزواج انطلاقا من سن 15 عاما.
ونقلت صحيفة إيرانية عن أحمدي نجاد قوله إنه يحبذ أن يكون "سن الزواج بالنسبة إلى الفتيات ما بين 16 و 18 عاما وبالنسبة إلى الشباب ما بين 19 و21 عاما".
وتقول الصحيفة إن دعوة أحمدي نجاد هي محاولة من الحكومة لكسب دعم الناخبين الشباب. وكان البرلمان الإيراني رفع عام 2004 سن الزواج القانوني من 9 إلى 15 عاما.
ويُذكر أن شعبية الرئيس الإيراني تضررت بشدة منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2009 والتي تقول المعارضة إنها زورت لضمان إعادة انتخابه.
وتنقل الاندبندنت عن محلل إيراني طلب عدم كشف هويته قوله إن "هناك اننتخابات رئاسية مقررة عام 2012 ويرغب المتشددون في كسب دعم الناخبين الشباب بهدف ضمان سيطرتهم على البرلمان".
وتتعرض إيران إلى عقوبات دولية صارمة على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل في ظل حالة عدم اليقين التي تخيم على الأوضاع الاقتصادية علما بأن معدل التضخم وصل إلى نحو 10 في المئة في حين أن البطالة وصلت إلى نسبة 15 في المئة من مجموع القوى العاملة.
صحيفة الجارديان بدورها تناولت الموضوع إذ تقول إن أحمدي نجاد انتقد متوسط سن الزواج الحالي الذي يتراوح ما بين 24 و26 عاما، مبرزة أن دعوة الرئيس الإيراني تندرج في إطار السعي إلى زيادة عدد سكان إيران ورفض سياسة تنظيم الأسرة بصفتها " مستوردا غربيا". وتواصل الصحيفة أن منتقدي هذه الدعوة يرون أن تزايد سكان إيران من شأنه مفاقمة معدل البطالة الحالي حسب الأرقام الرسمية المتداولة.
لاجئون
ونظل مع الصحيفة ذاتها إذ تسلط الضوء على وضع اللاجئين العراقيين في بريطانيا المرحلين إلى بلدانهم بعد رفض طلبات لجوءهم. وتنقل الصحيفة عن لاجئ كردي إيراني نقل بالخطأ إلى بغداد ويدعى آلاند ساليمي قوله إن الشرطة العراقية ضربته وتركته بدون طعام بعد ترحيله من بريطانيا.
وتأتي مزاعم اللاجئ الإيراني البالغ من العمر 21 عاما في ظل بدء محكمة حقوق الإنسان الأوروبية النظر فيما إذا كان من الآمن مواصلة سياسة ترحيل اللاجئين العراقيين الذين رفضت طلباتهم.
ويقول ساليمي "عندما وصلنا إلى بغداد، الأكراد لم يرغبوا في مغادرة الطائرة لكن الشرطة العراقية جاءت وبدأت تصرخ فينا...لقد ضربونا بالعصى. قلت لهم إنني إيراني لكنهم لم يستمعوا إلي...لقد أخذتني الشرطة العراقية إلى السجن وعاودت ضربي".
وكانت بريطانيا أوقفت مؤقتا ترحيل اللاجئين العراقيين إلى بغداد حتى موعد 24 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي بسبب تزايد الهجمات على الكنائس المسيحية في العراق.
وتسلط قصة اللاجئ الإيراني الضوء على الصعوبات التي تواجه مصالح الهجرة في بريطانيا إذ تقول إن اللاجئ الإيراني كان يصر دائما على أنه عراقي خلال تقديمه طلب اللجوء على أمل تعزيز حظوظه في قبول طلبه.
قطع اليد
وننتقل إلى صحيفة الديلي تلجراف التي تقول إن بعض المدارس الإسلامية في بريطانيا تلقن الأطفال الصغار كيفية تطبيق العقوبات الإسلامية ومنها قطع يد السارق، مضيفة أن المدرسين يقولون لهم إن اليهود يخططون للسيطرة على العالم.
وتواصل الصحيفة أن أكثر من 5 آلاف طفل يدرسون في هذه المدارس خلال عطلة نهاية الأسبوع ويتعلمون كيف أن "اليهود مسخوا إلى خنازير وقردة" وأن بعض الجرائم يمكن أن تكون عقوبتها الرجم.
وتمضي التلجراف قائلة إن برنامج بانوراما الذي تبثه قناة بي بي سي خلص إلى أن الكتب المدرسية تتبع المنهاج الدراسي المتبع في المملكة العربية السعودية.
وتنقل الصحيفة عن وزير التعليم البريطاني، مايكل جوف، قوله على ضوء بث برنامج بانوراما إن التطرف والتخويف من المثليين الجنسيين وبث مشاعر معاداة السامية لن تكون موضع تسامح في المدارس البريطانية.
غطاء
ونبقى مع الديلي تلجراف لكن مع الشأن اليمني إذ يقول مراسلها في عدن، ريتشارد سبنسر، إن المسؤولين اليمنيين يقولون إن أعضاء في حركة الشباب الصومالية اعتقلوا في مخيمات خاصة باللاجئين الصوماليين. وتواصل الصحيفة أن المسؤولين اليمنيين يخشون من تحول مخيمات اللاجئين إلى أرضية خصبة لتجنيد أنصار جدد للمتشددين.
ويضيفون أن هناك "صلات منتظمة" بين حركة الشباب وتنظيم القاعدة في اليمن بما في ذلك نقل الأسلحة.
ويهاجر آلاف الصوماليين على متن قوارب كل شهر هربا من أتون الحرب الأهلية في الصومال علما بأن الرحلة البحرية تستمر 8 ساعات في خليج عدن، والكثير من اللاجئين يحملون آثارا جسدية ناجمة عن الحرب الأهلية الدائرة هناك. ويقول معظم اللاجئين إنهم هربوا خوفا من حركة الشباب التي تقاتل القوات الحكومية في العاصمة مقديشو وتحظى بدعم قوات الاتحاد الإفريقي.
وتدرس الحكومة اليمنية اقتراحا يقضي برفض منح القادمين الجدد من الصومال وضع لاجئين بشكل آلي والسعي لترحيل الصوماليين الذين رفضت طلبات لجوءهم إلى بلدهم بمساعدة المجتمع الدولي. لكن منظمة الأمم المتحدة التي تدير مخيمات اللاجئين في اليمن تقول إنها لم تتلق أي إشعار بشأن تغيير القوانين التي تنظم وضعية اللجوء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات