بقلم سليمان جودة ٢٤/ ١١/ ٢٠١٠ |
قلت فى هذا المكان، صباح أمس، ما معناه، إن أحداً لم يكن يتوقع أن يتضاءل طموحنا، كحكومة، فى عام ٢٠١٠، إلى الحد الذى يصل فيه ذلك الطموح إلى أننا بالكاد «نحايل» فى مستثمر عربى اشترى فندقاً، ثم أغلقه، وصنع منه خرابة على النيل! طموحنا فى السياحة بوجه خاص، ثم فى الاستثمار عموماً، تضاءل إلى أن أصبح أقصى ما نريده أن يتعطف علينا المستثمر إياه ويعيد فتح فندق، كان منارة، وصار خرابة! فى المقابل، كان طموحنا فى عام ١٩٦٤، مختلفاً تماماً، لأننا فى ذلك العام، أقمناً فندقاً من لا شىء، فى ١٥٠ يوماً فقط لا غير، هو فندق فلسطين، وحين طلبت الحكومة هذه الأيام من المستثمر إعادة افتتاح الفندق المغلق فى ظرف ٤٠ شهراً، غضب، وراح يشكوها للنائب العام، لأن الفندق فندقه، وهو طبعاً حر فيه!! يفتحه فى ٤٠ شهراً أو فى ٨٠، أو حتى يحرقه، هو حر، لا لشىء إلا لأنه لم يجد أحداً يقول له: قف.. مَنْ أنت؟! ومع ذلك، فإن هذا كله ليس موضوعنا اليوم، لأن موضوعنا هو أن «شرم الشيخ» كمدينة، إذا كانت إنجازاً يُحسب لـ«مبارك» خلال ٣٠ عاماً له، حتى الآن، فى الحكم، فلا يليق بنا، والحال كذلك، أن تكون عندنا «شرم» واحدة نقيمها على شاطئ البحر الأحمر، ثم نتوقف عند هذا الحد! طموحنا السياحى والاستثمارى، يا أيها القائمون على أمر البلد، لا يمكن أن يكون عند مجرد إعادة افتتاح فندق واحد، ولا حتى عشرة فنادق، لأننا لا يجب أن نقارن أنفسنا بما كُنا عليه، عام ١٩٦٤، وإنما نقارن وضعنا بما صار عليه الذين هم حولنا، فى كل اتجاه! وإذا كانت «شرم» تقوم على مساحة لا تتجاوز بضعة كيلومترات، ومثلها من الشواطئ، فعندنا من نوعية هذا الشاطئ ألف كيلو متر، على امتداد البحر الأحمر، وألف أخرى على امتداد البحر المتوسط، وأمامنا، بالتالى، فُرص بلا حصر لإقامة عشرات النماذج منها، بدلاً من أن تكون «شرم» وحيدة! طموحنا لا يتعين أبداً أن يتضاءل، إلى حد أننا كنا ولانزال مشغولين بالبحث عن طريقة ترغم المستثمر العربى على إعادة افتتاح فندق اشتراه منا، ثم خدعنا، وجعله «بيت وقف» على النيل، وإنما لابد أن يتعاظم طموحنا فى هذا المجال ليكون مضمونه إقامة العديد من القرى السياحية، والمدن التى هى على شاكلة «شرم». صحيح أن «شرم» قد اكتسبت جزءاً لا بأس به من سمعتها العالمية من وجود الرئيس فيها، أغلب الوقت، ولكن هذا فى حد ذاته لا يصلح مبرراً لأن تكون لدينا «شرم» واحدة وأكاد أقول يتيمة!.. ففى إمكاننا أن نجعل فى كل كيلومتر من شواطئنا «شرم» جديدة، لو أننا اشتغلنا بالعزيمة التى أقامت «فلسطين» منذ ٤٦ سنة، فى خمسة أشهر لا تزيد! عيب أن يكون طموح مصر فى ٢٠١٠، أقل من طموحها هى نفسها فى ١٩٦٤، فليست هذه هى مصر، ولا هذا هو طموحها! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات