رغم قوة ومتانة العلاقات المصرية ــــ الأمريكية خاصة فى المجالات الأمنية والاستراتيجية، فقد احتضنت واشنطن عددا من المنظمات والأشخاص البارزين الذين يعارضون نظام الرئيس مبارك، كلٌ وفق أهدافه وأجندته الخاصة.
ويصعب التمييز بين الأشخاص والتنظيمات داخل المعارضة المصرية هنا، مثلها مثل الحالة داخل مصر. ولم تنجح أغلب تنظيمات المعارضة المصرية فى تأسيس بنيان مؤسسى لها، وهناك أسماء وأفراد من عائلة واحدة تهيمن على جماعة أو أخرى. ولا توجد أعداد واضحة لأعضاء الجمعيات والمنظمات المعارضة، وتنحصر عضوية بعض الجمعيات فى شخص واحد، بدون أن يكون هناك حتى مقر للجمعية، ويتم أحيانا الوجود إلكترونيا فقط، وفى أحيانا أخرى لا يوجد حتى موقع إلكترونى. ولبعض التنظيمات الأخرى أعضاء يعدون بالعشرات.
ويمكن تلخيص أهداف المعارضة المصرية داخل الولايات المتحدة فى نقطتين:
1 ــ التغيير الحقيقى: يحلم البعض بتحقيق أهداف نبيلة مثله مثل غالبية المصريين فى الداخل، ويحلم بتغيير حقيقى، وبمصر ديمقراطية، أكثر رخاء، وأكثر احتراما لحقوق الإنسان بين كل مواطنيها.
2 ــ عقدة الهجرة والمهاجرين: تمثل معضلة «عقلية المهاجرين» أهم بعد نفسى للمعارضة المصرية داخل الولايات المتحدة. وتجمع هذه العقلية بين عدة متناقضات:
أولا: الحماسة لمصر أفضل، وأكثر تطورا، وينتج هذا عن خبرتهم المعيشية فى أكبر الدول الديمقراطية والاقتصادية فى العالم.
ثانيا: مرارة الهجرة، ويرتبط ذلك العامل بالرغبة فى إثبات الذات داخل مصر بعد اختيار العيش خارجها، سواء كان ذلك قسرا أو عمدا، ولا يمثل النجاح المهنى الذى تتمتع به الغالبية العظمى من المهاجرين المصريين داخل أمريكا مبررا كافيا لمعارضيها. وبدلا من وجود لوبى مؤثر داخل أمريكا من أجل خدمة مصالح مصر الدولة والشعب، وليس مصر النظام والحكومة، على غرار ما تقوم به الجالية الهندية أو اليونانية بغض النظر عمن يحكم الهند أو اليونان. وبدلا من ممارسة السياسة كمواطنين أمريكيين، تركز رموز المعارضة المصرية على الساحة المصرية والقضايا المصرية. ويبرز هنا عدم مخاطرة المعارضة المصرية داخل الولايات المتحدة بمناقشة أو إبراز القضايا الإقليمية المهمة لمصر مثل الصراع العربى ــ الإسرائيلى، خوفا من تبعات ذلك عليهم. فمعظم الدوائر التى تتعاطف مع قضايا المعارضة المصرية داخل الولايات المتحدة يعرف عنها قربها من وجهات النظر المؤيدة للسياسات الإسرائيلية سواء داخل الكونجرس أو مراكز الأبحاث وحتى الإعلام الأمريكى.
وقد ظهرت مؤخرا موجة جديدة من أساليب جماعات المعارضة فى واشنطن تتمثل فى الرسائل التى يوجهها رموز المعارضة المصرية للبيت الأبيض وتحديدا للرئيس باراك أوباما. ولا يتم معرفة خبر إرسال هذه المجموعة أو تلك لخطاب للبيت الأبيض إلا عن طريق الإعلام المصرى، وإرسال خطابات للبيت الأبيض هو شىء سهل جدا، فما على الشخص إلا أن يغلق ظرف البريد وأن يضع عليه طابع بريد قيمته أقل من دولار واحد، أو 0.42$ تحديدا، ويرسله على عنوان البيت الأبيض الموجود على موقعه الالكترونى.
كذلك يمثل الإعلام الأمريكى هدفا آخر شديد الأهمية للمعارضة المصرية داخل الولايات المتحدة، ونظرا لصعوبة اختراق الإعلام الأمريكى، إضافة إلى عدم أهمية قضايا المعارضة المصرية للأغلبية العظمى من الأمريكيين. وباستثناء الدكتور سعدالدين إبراهيم، يعجز رموز المعارضة المصرية فى الوصول للإعلام الأمريكى المؤثر، ويكتفون بإبلاغ رسائلهم لوسائل الإعلام المصرية والانتشار من خلالها.
وفى ظاهرة محيرة، يلهث رموز المعارضة المصرية فى الولايات المتحدة وراء الانتشار مصريا، ومن خلال وسائل الإعلام المصرية. ويذكر بعض المحررين فى العديد من الصحف المصرية بأنهم يتلقون مكالمات منتظمة من رموز المعارضة المصرية بالولايات المتحدة تطلعهم على أحدث أخبارهم وأنشطتهم. كذلك يقوم العديد من المعارضين المصريين أنفسهم بممارسة الصحافة ومراسلة بعض الصحف المصرية، وكتابة تفاصيل لقاءات رموز المعارضة وأى أنشطة يقومون بها فى محاولة لتضخيمهم وإظهارهم كقوى سياسية فاعلة فى واشنطن!
وبدلا من العمل الشاق من أجل إيجاد لوبى مصرى قوى وفعال، على غرار اللوبى الإسرائيلى أو الهندى، ليضم تيارات مختلفة التوجه متحدة فى خدمة الأهداف المصرية الطويلة الأجل، اختارت المعارضة المصرية التركيز على الأهداف القصيرة الأجل، والمصالح الضيقة لشخص أو جماعة، والتركيز على مهاجمة وفضح ممارسات النظام المصرى دون الترويج لمصر الدولة داخل مجتمع واشنطن.
قد تكون طريق السياسة الأمريكية شاقة وطويلة، لكن مردودها مؤكد على المدى الطويل. فهناك معارضة سعودية وسورية وإيرانية تشبه مثيلتها المصرية، لكن فى الوقت ذاته هناك لوبى إسرائيلى وهندى وصينى قوى وفعال يخدمون دولهم وثقافتهم ومجتمعاتهم الديمقراطية وغير الديمقراطية وليس بالضرورة مصلحة النظام الحاكم. وتتمتع تلك اللوبيات بوجود كبير ومستقر ومؤثر داخل الساحة الأمريكية، وهى جزء لا يتجزأ من المزيج المجتمعى الأمريكى.
ولعل الأحرى بالمعارضة المصرية أن تتبنى نهجا جديدا يجمع قوى مدنية، غير حكومية، غير طائفية، تلتف حول قضايا جديدة تفيد مصر الدولة والمجتمع، قضايا مثل إصلاح التعليم، وإصلاح نظام الخدمات الصحية وإيجاد فرص عمل، وترك العمل السياسى الحقيقى لمن يعارض ويكافح من أجل التغيير داخل مصر.
هناك رموز مصرية لها وزن وثقل داخل النخبة الأمريكية منها على سبيل المثال الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء وأحد مستشارى البيت الأبيض لشئون العلم والتكنولوجيا، والسيدة داليا مجاهد مديرة وحدة الدراسات الإسلامية بمؤسسة جالوب، وأحد مستشارى البيت الأبيض لحوار الأديان، والدكتور مصطفى السيد، الذى حصل على أعلى وسام أمريكى فى العلوم وجميعهم مواطنون أمريكيون من أصل مصرى، اختاروا المشاركة فى الحياة الأمريكية بصفتهم الأمريكية، والمهنية بعيدا عن الشأن السياسى المصرى الداخلى، ولم يقتربوا من دوائر المعارضة المصرية، فأصبحوا أكثر تأثيرا وأهمية أمريكيا، وأكثر شعبية وشهرة مصريا.
ويصعب التمييز بين الأشخاص والتنظيمات داخل المعارضة المصرية هنا، مثلها مثل الحالة داخل مصر. ولم تنجح أغلب تنظيمات المعارضة المصرية فى تأسيس بنيان مؤسسى لها، وهناك أسماء وأفراد من عائلة واحدة تهيمن على جماعة أو أخرى. ولا توجد أعداد واضحة لأعضاء الجمعيات والمنظمات المعارضة، وتنحصر عضوية بعض الجمعيات فى شخص واحد، بدون أن يكون هناك حتى مقر للجمعية، ويتم أحيانا الوجود إلكترونيا فقط، وفى أحيانا أخرى لا يوجد حتى موقع إلكترونى. ولبعض التنظيمات الأخرى أعضاء يعدون بالعشرات.
ويمكن تلخيص أهداف المعارضة المصرية داخل الولايات المتحدة فى نقطتين:
1 ــ التغيير الحقيقى: يحلم البعض بتحقيق أهداف نبيلة مثله مثل غالبية المصريين فى الداخل، ويحلم بتغيير حقيقى، وبمصر ديمقراطية، أكثر رخاء، وأكثر احتراما لحقوق الإنسان بين كل مواطنيها.
2 ــ عقدة الهجرة والمهاجرين: تمثل معضلة «عقلية المهاجرين» أهم بعد نفسى للمعارضة المصرية داخل الولايات المتحدة. وتجمع هذه العقلية بين عدة متناقضات:
أولا: الحماسة لمصر أفضل، وأكثر تطورا، وينتج هذا عن خبرتهم المعيشية فى أكبر الدول الديمقراطية والاقتصادية فى العالم.
ثانيا: مرارة الهجرة، ويرتبط ذلك العامل بالرغبة فى إثبات الذات داخل مصر بعد اختيار العيش خارجها، سواء كان ذلك قسرا أو عمدا، ولا يمثل النجاح المهنى الذى تتمتع به الغالبية العظمى من المهاجرين المصريين داخل أمريكا مبررا كافيا لمعارضيها. وبدلا من وجود لوبى مؤثر داخل أمريكا من أجل خدمة مصالح مصر الدولة والشعب، وليس مصر النظام والحكومة، على غرار ما تقوم به الجالية الهندية أو اليونانية بغض النظر عمن يحكم الهند أو اليونان. وبدلا من ممارسة السياسة كمواطنين أمريكيين، تركز رموز المعارضة المصرية على الساحة المصرية والقضايا المصرية. ويبرز هنا عدم مخاطرة المعارضة المصرية داخل الولايات المتحدة بمناقشة أو إبراز القضايا الإقليمية المهمة لمصر مثل الصراع العربى ــ الإسرائيلى، خوفا من تبعات ذلك عليهم. فمعظم الدوائر التى تتعاطف مع قضايا المعارضة المصرية داخل الولايات المتحدة يعرف عنها قربها من وجهات النظر المؤيدة للسياسات الإسرائيلية سواء داخل الكونجرس أو مراكز الأبحاث وحتى الإعلام الأمريكى.
وقد ظهرت مؤخرا موجة جديدة من أساليب جماعات المعارضة فى واشنطن تتمثل فى الرسائل التى يوجهها رموز المعارضة المصرية للبيت الأبيض وتحديدا للرئيس باراك أوباما. ولا يتم معرفة خبر إرسال هذه المجموعة أو تلك لخطاب للبيت الأبيض إلا عن طريق الإعلام المصرى، وإرسال خطابات للبيت الأبيض هو شىء سهل جدا، فما على الشخص إلا أن يغلق ظرف البريد وأن يضع عليه طابع بريد قيمته أقل من دولار واحد، أو 0.42$ تحديدا، ويرسله على عنوان البيت الأبيض الموجود على موقعه الالكترونى.
كذلك يمثل الإعلام الأمريكى هدفا آخر شديد الأهمية للمعارضة المصرية داخل الولايات المتحدة، ونظرا لصعوبة اختراق الإعلام الأمريكى، إضافة إلى عدم أهمية قضايا المعارضة المصرية للأغلبية العظمى من الأمريكيين. وباستثناء الدكتور سعدالدين إبراهيم، يعجز رموز المعارضة المصرية فى الوصول للإعلام الأمريكى المؤثر، ويكتفون بإبلاغ رسائلهم لوسائل الإعلام المصرية والانتشار من خلالها.
وفى ظاهرة محيرة، يلهث رموز المعارضة المصرية فى الولايات المتحدة وراء الانتشار مصريا، ومن خلال وسائل الإعلام المصرية. ويذكر بعض المحررين فى العديد من الصحف المصرية بأنهم يتلقون مكالمات منتظمة من رموز المعارضة المصرية بالولايات المتحدة تطلعهم على أحدث أخبارهم وأنشطتهم. كذلك يقوم العديد من المعارضين المصريين أنفسهم بممارسة الصحافة ومراسلة بعض الصحف المصرية، وكتابة تفاصيل لقاءات رموز المعارضة وأى أنشطة يقومون بها فى محاولة لتضخيمهم وإظهارهم كقوى سياسية فاعلة فى واشنطن!
وبدلا من العمل الشاق من أجل إيجاد لوبى مصرى قوى وفعال، على غرار اللوبى الإسرائيلى أو الهندى، ليضم تيارات مختلفة التوجه متحدة فى خدمة الأهداف المصرية الطويلة الأجل، اختارت المعارضة المصرية التركيز على الأهداف القصيرة الأجل، والمصالح الضيقة لشخص أو جماعة، والتركيز على مهاجمة وفضح ممارسات النظام المصرى دون الترويج لمصر الدولة داخل مجتمع واشنطن.
قد تكون طريق السياسة الأمريكية شاقة وطويلة، لكن مردودها مؤكد على المدى الطويل. فهناك معارضة سعودية وسورية وإيرانية تشبه مثيلتها المصرية، لكن فى الوقت ذاته هناك لوبى إسرائيلى وهندى وصينى قوى وفعال يخدمون دولهم وثقافتهم ومجتمعاتهم الديمقراطية وغير الديمقراطية وليس بالضرورة مصلحة النظام الحاكم. وتتمتع تلك اللوبيات بوجود كبير ومستقر ومؤثر داخل الساحة الأمريكية، وهى جزء لا يتجزأ من المزيج المجتمعى الأمريكى.
ولعل الأحرى بالمعارضة المصرية أن تتبنى نهجا جديدا يجمع قوى مدنية، غير حكومية، غير طائفية، تلتف حول قضايا جديدة تفيد مصر الدولة والمجتمع، قضايا مثل إصلاح التعليم، وإصلاح نظام الخدمات الصحية وإيجاد فرص عمل، وترك العمل السياسى الحقيقى لمن يعارض ويكافح من أجل التغيير داخل مصر.
هناك رموز مصرية لها وزن وثقل داخل النخبة الأمريكية منها على سبيل المثال الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء وأحد مستشارى البيت الأبيض لشئون العلم والتكنولوجيا، والسيدة داليا مجاهد مديرة وحدة الدراسات الإسلامية بمؤسسة جالوب، وأحد مستشارى البيت الأبيض لحوار الأديان، والدكتور مصطفى السيد، الذى حصل على أعلى وسام أمريكى فى العلوم وجميعهم مواطنون أمريكيون من أصل مصرى، اختاروا المشاركة فى الحياة الأمريكية بصفتهم الأمريكية، والمهنية بعيدا عن الشأن السياسى المصرى الداخلى، ولم يقتربوا من دوائر المعارضة المصرية، فأصبحوا أكثر تأثيرا وأهمية أمريكيا، وأكثر شعبية وشهرة مصريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات