وتؤكد بأن المرشحين يدشنون حملات انتخابية رغم معرفتهم بنتائجها مسبقاً
الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010 - 14:33
مجلس الشعب
كتبت ريم عبد الحميد
تابعت صحيفة "الجارديان" البريطانية أجواء الانتخابات المصرية، وقالت فى تقرير لمراسلها من القاهرة، جاك شينكر، إن المستقلين يخوضون معركة "العقول والقلوب" فى مواجهة الحزب الحاكم. يبدأ شينكر تقريره بوصف منطقة كرداسة بالجيزة بشوارعها الضيقة غير الممهدة وعربات الكارو المنتشرة فيه، ثم يقول إن هذه الأوضاع لم تمنع الدعاية الانتخابية واستخدام أنصار مرشح الإخوان المسلمين مكبرات الصوت التى كانت تردد "الإسلام هو الحل.. استيقظوا وصوتوا يوم 28 نوفمبر القادم".وقال مرشح جماعة الإخوان المسلمين فى هذا الحى الشعبى "لدينا آمال كبيرة للغاية فى هذه الانتخابات.. بالطبع لا يتعلق الأمر بالفوز بمقعد فى مجلس الشعب، فالنظام لن يسمح بمثل هذا الأمر". ويصف شينكر أجواء الانتخابات البرلمانية فى مصر بالعالم الغريب، حيث يتنافس آلاف من المرشحين من عشرات الأحزاب للفوز بمقاعد البرلمان مع أن الجميع يعلمون أن حملاتهم الانتخابية لن يكون لها أى تأثير على النتائج.
وتنقل الصحيفة عن منى الغباشى، المحللة السياسية، قولها إن لا أحد يؤمن بأن الانتخابات فى مصر ديمقراطية أو حتى شبه ديمقراطية. فالانتخابات لا تحدد من الذى سيفوز، فهى ليست حرة أو نزيهة. ويعرف المواطنون أن الانتخابات سيتم تزويرها، ولذلك فإن عدداً قليلاً منهم هو الذى يقوم بالتصويت.
ويمضى التقرير فى القول إنه على الرغم من أن الغش الذى يصاحب الانتخابات التى يفترض أنها أهم الممارسات الديمقراطية فى الشرق الأوسط، إلا أن هذه الانتخابات تهم بشكل كبير عدداً من القوى السياسية بدءاً من الحزب الوطنى الذى يسيطر على الأغلبية البرلمانية، وحتى عدد كبير من حركات المعارضة التى تستغل الانتخابات لحشد الدعم المحلى ورفع مكانة أحزابها.
وبالنسبة للمراقبين السياسيين داخل مصر وخارجها، فإن تصويت يوم، الأحد، القادم يعد بشىء آخر، وهو نظرة نادرة على دراما "من سيخلف الرئيس مبارك فى الحكم". واستعرضت الصحيفة الأجواء الانتخابية فى كرداسة، وعدم اهتمام أهالى المنطقة بالسياسة بسبب الظروف المعيشية التى لا تسمح لهم بذلك. فيقول أحد مواطنيها، إن ارتفاع أسعار الغذاء وتدنى الأجور لا تجعل الانتخابات مهمة بالنسبة له رغم أنها كذلك "للحيتان" الكبار على حد وصفه.
وتعتبر الحكومة هذه المنطقة دائماً معقل المعارضة، لذلك لا نجد أحداً من مواطنيها قد أصبح ضابط شرطة أو يتولى منصباً رفيع المستوى فى الدولة. ويشكك أهالى المنطقة فى إمكانية فوز مرشح الإخوان، عبد السلام بشندى، مرة أخرى فى هذه الانتخابات، فى ظل حملة الاعتقالات التى استهدفت مرشحى الجماعة وأنصارهم.
وتشير الجارديان إلى أن الانتخابات لا تمثل فقط اختباراً لحركات المعارضة فى مصر، والتى تسعى إلى تحسين أساليبها المختلفة قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل. ولكنها تمثل لحظة حاسمة كذلك، للحزب الوطنى الذى يبحث عن خلفاً للرئيس مبارك. وقد انعكس الانقسام داخل الحزب الوطنى على اختيار أكثر من مرشح تابع للحزب للتنافس على مقعد واحد فى بعض المناطق ومنها كرداسة.
وتنقل الصحيفة عن بهى الدين حسن، مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان قوله، إنه من المستحيل الفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية، والقرار الأخير للحزب الوطنى بطرح أكثر من مرشح للتنافس على مقعد واحد يعنى أن المعركة داخل الحزب قد خرجت من الكواليس إلى الصفوف الأمامية للانتخابات.
ومن ثم، فإن مصر ستنتخب برلمانها الأسبوع القادم بلا مبالاة جماعية من أغلب سكانها، بينما يحدث تحت السطح تطورات تساعد فى إعادة تشكيل المسار السياسى فى البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات