آخر تحديث: الاربعاء 10 نوفمبر 2010 2:12 م بتوقيت القاهرة
أكد الرئيس حسني مبارك رئيس الحزب الوطني الديمقراطي، أن الحزب اختار مرشحيه لانتخابات مجلس الشعب المقبلة من خلال عملية مؤسسية غير مسبوقة، شارك فيها كافة أعضائه في إبداء الرأي وتقييم المرشحين وفق معايير موضوعية واضحة.
وقال الرئيس مبارك، في كلمته خلال اجتماعه بالهيئة العليا للحزب الوطني الديمقراطي اليوم الأربعاء، إن نتائج هذه الانتخابات سوف تحدد مسار العمل الوطني خلال السنوات الخمس القادمة، وسوف نخوضها مدركين ما يواجهه الحزب من منافسة شرسة، موقنين -كعهدنا- أن العمل الحزبي والوطني مسئولية وعطاء.. نواصل الاجتهاد في قدرة الحزب على قيادة العمل الوطني، ومواصلة العطاء من أجل كل مصري ومصرية.
وأضاف "إننا نخوض الانتخابات المقبلة بسجل مشرف لما تحقق على أرض الواقع.. وعلى امتداد أرض الوطن، سجل حافل هو نتاج الرؤية الإستراتيجية الحاكمة التي طرحها الحزب للتعامل مع مختلف السياسات العامة.. وقضايا التغيير والتطوير والإصلاح على كافة محاوره".
واستعرض الرئيس مبارك الإنجازات التي تحققت في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، موضحا أن الإصلاح السياسي الذي عززته التعديلات الدستورية عامي 2005 و2007 استهدف ترسيخ دعائم نظامنا الجمهوري، وإرساء أسس دولة مدنية حديثة، بما تعنيه من الابتعاد بالدين عن السياسة، وإعلاء مبدأ المواطنة، وتعزيز استقلال القضاء، وتدعيم دور البرلمان، وضمان توسيع قاعدة المشاركة السياسية للأحزاب، وتفعيل مشاركة المرأة.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس حسني مبارك رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الوطني الديمقراطي، خلال اجتماعه بقيادات الحزب اليوم..
- الإخوة والأخوات قيادات الحزب الوطني الديمقراطي.. أرحب بكم جميعا.. ويسعدني أن أتحدث إليكم.. ونحن على أعتاب انتخابات بالغة الأهمية لمجلس الشعب.. يسعى الحزب خلالها -من جديد - لكسب ثقة وأصوات الناخبين.
ألتقي بكم اليوم.. وقد اختار الحزب مرشحيه للانتخابات المقبلة.. من خلال عملية مؤسسية غير مسبوقة.. شارك فيها كافة أعضائه في إبداء الرأي وتقييم المرشحين.. وفق معايير موضوعية واضحة.
أقول لمن لم يحالفهم التوفيق في الاختيار إن الحزب يحمل لهم جميعا كل الفخر والتقدير والاعتزاز.. وإن الباب يظل مفتوحا أمامهم للترشح في انتخابات أخرى قادمة. وأقول لهم.. إن الحزب يظل في حاجة لإسهامكم وجهودكم على ساحة العمل الحزبي والوطني.
وأقول لمن تقدم الحزب بترشيحهم لخوض الانتخابات.. إن مسئولية كبرى تقع عليهم -وعلى الحزب- خلال الأسابيع المقبلة.. فسوف يواجهون منافسة محتدمة.. في انتخابات تحسم نتائجها إرادة وأصوات الناخبين.. تأتي بمجلس الشعب في تشكيله الجديد، وتعزز ممارستنا الديمقراطية في المرحلة الهامة المقبلة.
سوف تحدد نتائج هذه الانتخابات مسار العمل الوطني، خلال السنوات الخمس القادمة.. وسوف نخوضها مدركين ما يواجهه الحزب من منافسة شرسة، موقنين -كعهدنا- أن العمل الحزبي والوطني.. مسؤولية وعطاء. نواصل الاجتهاد في قدرة الحزب على قيادة العمل الوطني.. ومواصلة العطاء من أجل كل مصري ومصرية.
- الإخوة والأخوات..
إننا نخوض الانتخابات المقبلة.. بسجل مشرف لما تحقق على أرض الواقع.. وعلى امتداد أرض الوطن، سجل حافل.. هو نتاج الرؤية الإستراتيجية الحاكمة التي طرحها الحزب.. للتعامل مع مختلف السياسات العامة.. وقضايا التغيير والتطوير والإصلاح على كافة محاوره.
إصلاح سياسي.. عززته التعديلات الدستورية عامي 2005 و2007، استهدف ترسيخ دعائم نظامنا الجمهوري.. وإرساء أسس دولة مدنية حديثة.. بما تعنيه من الابتعاد بالدين عن السياسة، وإعلاء مبدأ المواطنة، وتعزيز استقلال القضاء، وتدعيم دور البرلمان، وضمان توسيع قاعدة المشاركة السياسية للأحزاب، وتفعيل مشاركة المرأة، والتوسع في اللامركزية، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والثقافة الداعمة للتطوير والتحديث والتنمية.
إصلاح إقتصادي.. أعاد صياغة دور الدولة، لتلعب دور المنظم والمراقب للنشاط الاقتصادي.. تصدى لاختلالات عديدة دامت لعقود في بنية اقتصادنا.. فتح الطريق أمام استثمارات القطاع الخاص.. وأولى اهتماما خاصا لتوسيع البنية الأساسية الجاذبة للاستثمار.. خاصة في الصعيد.. ولقطاعات بعينها كقطاع الزراعة.
إصلاح اجتماعي.. كان وسوف يظل في قلب سياسات وأولويات الحزب.. يسعى لتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية.. يولي أكبر قدر من الرعاية للفئات الأكثر احتياجا.. لمساعدتهم على الخروج من دائرة الفقر.. ويولي اهتماما موازيا لتطوير الخدمات العامة.. وللاستثمار في البشر بتطوير التعليم والرعاية الصحية.
إننا إذ نتأهب لخوض الانتخابات المقبلة.. نعتز بكشف الحساب الذي نطرحه أمام الناخبين.. بما تحقق على هذه المحاور للإصلاح.. خلال السنوات الخمس الماضية.
نعتز بما حققناه لوضع أسس الإصلاح وترسيخ دعائمه.. فقد مضينا في خطوات صعبة.. كي يتحول اقتصادنا من نظام مركزي موجه من الدولة.. لنظام يعتمد على المبادرة ودور القطاع الخاص. نجحنا في مضاعفة قيمة الناتج المحلي الإجمالي.. زادت تدفقات الاستثمار نحو عشرين مرة عما كانت عليه منذ خمس سنوات.. ضاعفنا صادراتنا غير البترولية.. أتحنا أكثر من (4) ملايين فرصة عمل جديدة.. قمنا بتوصيل خط الغاز حتى أسوان.. أقمنا طريق الصعيد/ البحر الأحمر.. ووضعنا محافظات الصعيد في قلب جهود التنمية الشاملة.
نعتز بما حققناه لزيادة الدخول الحقيقية لفئات عريضة من المواطنين.. ومضاعفة أجور العاملين بالجهاز الإداري بالدولة.. من المعلمين والأطباء وغيرهم.
نجحنا في تطوير قانون المعاشات.. ومضاعفة عدد المستفيدين من بطاقات التموين.. ومساعدات الضمان الاجتماعي. مضينا في جهود تطوير التعليم وخدمات الرعاية الصحية.. وبرامج الاستهداف الجغرافي للفقر.. وحققنا إنجازا غير مسبوق.. في مشروعات محطات المياه والصرف الصحي.
إننا نعتز بكل ذلك، وبغيره، مما حققته لنا خطوات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.. كما نعتز بما حققناه من إصلاح سياسي، أعطى لحياتنا السياسية زخما جديدا.. جعل اختيار رئيس الدولة بانتخابات تعددية وتنافسية مباشرة.. بدلا من الاستفتاء على مرشح واحد، وعزز دور البرلمان واستقلال القضاء.. وأكد على التوسع في اللامركزية.. دعما لدور المحليات.
وفضلا عن كل ذلك.. فإننا في الحزب الوطني.. نعتز بأننا تعاملنا مع قضايا الداخل المصري.. واضعين نصب أعيننا قضايا منطقتنا والعالم من حولنا.. وسط منطقة صعبة بصراعاتها وأزماتها.. وعالم يموج بالتحديات والتحولات. نجحنا في أن نجنب مصر وشعبها ما لحق بدول أخرى في منطقتنا وخارجها.. من ويلات ودمار.
لم يغب عنا للحظة ما يهدد أمن مصر القومي من تحديات ومخاطر.. وما يهدد أمن مواطنينا من قوى الإرهاب والتطرف.. والمحاولات المتتالية للنيل من وحدة أبناء الوطن.. من المسلمين والأقباط.
إن هذا قليل من كثير.. حققناه خلال السنوات الخمس الماضية.. وإننا إذ نحمل مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا السجل المشرف.. نقبل على الانتخابات الهامة القادمة وأعيننا على المستقبل.. وما نتطلع لتحقيقه لمصر وأبنائها.
- الإخوة والأخوات..
إن الحزب مقبل على هذه الانتخابات.. مدركا أن ما حققناه لا يمثل نهاية المطاف.. فلا نزال - كغيرنا من الدول والشعوب- أمام صعاب وتحديات عديدة.. ولا يزال أمامنا المزيد من العمل الشاق.. لنحقق آمالنا وتطلعاتنا.
لا يزال هناك من أبناء شعبنا، من لم تصلهم بعد ثمار ومنافع الإصلاح والنمو والتنمية. لا يزال هناك من ينتظرون فرصة للعمل والرزق الكريم.. ومن ينتظرون أن تصل إليهم شبكات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.. ومن يتطلعون إلى خدمات أكثر تطورا.. في التعليم والرعاية الصحية والمواصلات والإسكان والمرافق.
هناك من الفقراء والبسطاء من يعانون عناء الحياة.. ومن الفئات محدودة الدخل من يعانون ارتفاع الأسعار ونفقات المعيشة.. هناك من يشعرون بالقلق على مستقبل أسرهم.. ويحتضنون آمالا وطموحات لأنفسهم.. وللأبناء والأحفاد.
إننا نخوض الانتخابات القادمة.. وأعيننا على هؤلاء.. ونطرح برنامج الحزب للسنوات الخمس المقبلة من أجل هؤلاء.. نطرحه من أجل المزيد من النمو وفرص العمل وتحسين الدخول.. نطرحه من أجل المزيد من التصدي للفساد.. والمزيد من الحماية للأسرة المصرية، والسيطرة على التضخم وضبط الأسواق والأسعار.. من أجل البسطاء والفقراء والمهمشين.. لسكان العشوائيات والقرى الأكثر حرمانا واحتياجا.. لمن لم تصلهم بعد خدمات الصرف الصحي.. للساعين للمسكن اللائق، والتعليم المتطور، والتأمين الصحي الشامل لأسرهم.. للفلاحين بمزارعهم في القرى والنجوع.. لأصحاب المعاشات.. للعمال في مصانعهم وورشهم.. لأبناء الطبقة المتوسطة المصرية الآخذة في الاتساع.. ولأهالي المحافظات المتطلعين للمزيد من اللامركزية.. لكل هؤلاء، ولكل أبناء الشعب.. يطرح الحزب اليوم.. برنامجه الجديد أمام أبناء الشعب.. لنبني على ما حققناه لهم وبهم.. منذ عام 2005.
برنامج يتعهد بتحقيق أهداف محددة.. على المستوى القومي ومستوى كافة الدوائر الانتخابية.. خلال السنوات الخمس المقبلة. برنامج ينطلق بنا انطلاقة جديدة.. تعزز بنيان ديمقراطيتنا.. تعطي الأولوية لزيادة الاستثمار والنمو وفرص العمل.. تنتقل بنا لمصاف الاقتصادات القوية البازغة.. ترفع مستوى معيشة المواطنين.. ترتقي بما يقدم إليهم من خدمات.. توسع قاعدة العدل الاجتماعي على أرض مصر.. وتمضي في الدفاع عن الأمن القومي للوطن.. وسيادته ومصالحه العليا.. وتحمي أراضيه وشعبه من أية مخاطر أو تهديدات.
إن هذا البرنامج الطموح الذي يطرحه الحزب.. يحتاج لموارد جديدة.. ومصادر تمويل إضافية.. تتجاوز الاعتماد على ميزانية الدولة فحسب. نحتاج لمواصلة تشجيع القطاع الخاص.. واجتذاب المزيد من الاستثمارات المصرية والعربية والأجنبية.. لسد الفجوة بين المدخرات الوطنية.. وما يحتاجه اقتصادنا من استثمارات خلال السنوات الخمس المقبلة. كما أننا في حاجة مماثلة لأساليب تمويل جديدة ومبتكرة.. تعزز قدرتنا على سد هذه الفجوة.. بما في ذلك من خلال الإطار التشريعي الذي اعتمدته الدورة البرلمانية الماضية.. لتنظيم المشاركة بين الدولة والقطاع الخاص.. في مشروعات البنية الأساسية وغيرها.
- الإخوة والأخوات..
إن حياتنا السياسية تشهد حركة وحيوية غير مسبوقة.. خلال السنوات القليلة الماضية.. أحرص كل الحرص على استمرارها.. بل ودفعها للأمام. كما أنني على اقتناع أكيد.. بأن ما تشهده ساحة العمل الوطني من تعدد في رؤى الأحزاب وتوجهاتها.. هو أحد مصادر قوتنا وحيويتنا.. وأثق أننا سنمضي للأمام.. كأمة عريقة.. وشعب واحد.
قد تتعدد الرؤى والتوجهات.. لكن أبناء الشعب يشتركون جميعا في التطلع للحياة الكريمة والأفضل.. ومن أجل كل هؤلاء.. وضع الحزب برنامجه للانتخابات المقبلة. كنا -وسوف نظل- مدركين أن تلك هي أولويات الناس واهتماماتهم.. ولا بد أن تكون -بالتالي- أولويات الحزب الوطني واهتماماته وشواغله.
سنخوض هذه الانتخابات.. بتجربة تعتز بها المرأة المصرية.. ونعتز بها جميعا.. بعد نجاحنا في تخصيص (64) مقعدا للمرأة بمجلس الشعب.. لأول مرة في تاريخ حياتنا السياسية.. ودون أن يأتي ذلك خصما من حق المرأة.. في المنافسة على باقي مقاعد المجلس.
إنني أهنئ المرأة المصرية.. بأولى تجارب ممارستها لهذا الإنجاز في الانتخابات المقبلة.. وأتطلع إلى أداء متميز لمرشحات الحزب في هذه الانتخابات.. كما أتطلع لأداء رفيع مماثل تحت قبة البرلمان.
إنني أعاود تطلعي -وتطلع الحزب- لانتخابات حرة ونزيهة.. تتم تحت إشراف اللجنة العليا للانتخابات، ومراقبة المجتمع المدني المصري.. وتتيح الفرصة لأوسع مشاركة من الناخبين للإدلاء بأصواتهم. إن هذه الانتخابات سوف تحسم نتائجها.. إرادة وأصوات الناخبين.. ورؤيتهم لمستقبلهم ومستقبل أسرهم ومجتمعهم.. ومستقبل مصر والمصريين. سنخوض الانتخابات المقبلة موقنين أن أمامنا مرحلة هامة.. من العمل الحزبي والبرلماني والوطني.. والعديد من قضايا الداخل والخارج للتعامل معها.. كي نبني على ما حققناه.. ولكي نصنع معا هذا المستقبل.
إن تقدم الأمم والشعوب.. لا يتحقق دون السعي الجاد إليه.. ودون المشاركة الفاعلة لكل أبناء الوطن. وأقول لكم ولأبناء الشعب.. إن الطريق إلى الحاضر والمستقبل الأفضل.. يقتضي تضافر جهودنا جميعا.. فلا سبيل لنا إلا المزيد من المشاركة والعرق والكفاح.. نمضي على هذا الطريق بثقة ويقين.. نجتهد في العمل من أجل الوطن وأبنائه.. نحفظ أمن مصر القومي على كافة دوائره ومحاوره.. ونفي بعهدنا لمصر وشعبها.. بمسؤولية وأمانة.
أتمنى لكم ولمرشحي الحزب كل التوفيق في الانتخابات المقبلة.. لكم جميعا تقديري واعتزازي.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.