الأقسام الرئيسية

بداية القصة

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم سليمان جودة ٢٣/ ١١/ ٢٠١٠

الشىء الطريف للغاية، أن المستثمر العربى الذى اشترى ميريديان القاهرة مع شيراتون الغردقة، ثم أغلقهما ليصبحا خرابتين على شاطئ النيل مرة، وشاطئ البحر الأحمر مرة أخرى، قد راح يشكو الحكومة للنائب العام، لا لشىء إلا لأنها أنذرته بأنه إذا لم يبادر بإعادة تشغيل الميريديان خلال ٤٠ شهراً فسوف تسحبه منه على الفور!

ولا أحد يعرف سبب الشكوى بالضبط، وهل هى لأن الحكومة أنذرته فاستكثر الإنذار فى حقه، أم لأنه يرى أن ٤٠ شهراً غير كافية لإعادة افتتاح فندق على النيل كان - إلى سنوات قليلة مضت - مضيئاً على مدى ساعات الليل والنهار، فى موقع لا يكاد يكون له مثيل فى العالم، فأصبح مظلماً طول الوقت؟.. لا أحد يعرف!

ولكن الذى نعرفه أن المستثمر من ناحية، ثم الحكومة المصرية من ناحية ثانية، عليهما أن يتذكرا الآن، والآن فقط، أن فندقاً آخر له قصة فى الإسكندرية، تجعل حكاية الـ٤٠ شهراً شيئاً مضحكاً، وربما مهيناً لنا، وبلا معنى!

والفندق الذى نقصده، هو فندق فلسطين الذى سوف يلاحظ الداخل إليه أن هناك لوحة عند مدخله، تقول إن شركة الإسكندرية العامة للمقاولات كانت قد أقامته من عدم، فى ١٥٠ يوماً فقط لا غير، وأن الرئيس جمال عبدالناصر قد افتتحه مع الدكتور عبدالقادر حاتم، نائب رئيس مجلس الوزراء، يوم ٢٧ أغسطس ١٩٦٤، لتنعقد فيه القمة العربية التى انعقدت بمصر فى ٥ سبتمبر من العام ذاته!

قبل الخمسة أشهر، لم تكن هناك طوبة واحدة فى مكان فندق فلسطين، وبعدها صار فى المكان نفسه فندق متكامل من ستة أدوار، ليحل فيه الزعماء العرب المشاركون فى القمة وقتها، ضيوفاً على شاطئ البحر المتوسط!

إذن، نحن نتكلم عن مبنى بهذا الحجم، أنشئ بكامله فى ١٥٠ يوماً على يد شركة تعمل - فى الغالب كما هو واضح من اسمها- فى حدود المدينة وحدها، وليس على يد «المقاولون العرب» مثلاً، بإمكاناتها وفروعها فى العالم، ثم نحن فى القاهرة أمام فندق الميريديان الذى لا يحتاج سوى إلى إعادة تجهيز ثم الافتتاح أمام رواده من جديد، فإذا بـ٤٠ شهراً تبدو غير كافية، وكأنها ٤٠ يوماً، ويبدو الذى اشتراه مصمماً على إبقائه على حاله، مغلقاً بالضبة والمفتاح، مع أننا فى عرض فرصة عمل واحدة يمكن أن تتاح فيه، وليست مئات، وربما آلاف الفرص التى يمكن أن تتاح فيه لعاطلين، لو أن صاحبه قرر أن يتعطّف علينا ويعيد افتتاحه!

عندما كان طموحنا عام ١٩٦٤ بناء فندق، أقمناه من لا شىء مطلقاً فى ١٥٠ يوماً، وكأن الجن قد أقامه، وفى عام ٢٠١٠ نطمح فى إعادة افتتاح فندق هو قائم أصلاً فى ٤٠ شهراً، ثم نعجز عن ذلك تماماً.. وللقصة بقية تستحق أن نرويها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer