الأقسام الرئيسية

الصهاينـة يعلنون الحـرب على علاء الأسوانـى والتهمة (معاداة السامية)

. . ليست هناك تعليقات:

آخر تحديث: الجمعة 5 نوفمبر 2010 2:04 م بتوقيت القاهرة


هشام أصلان -


«عمارة يعقوبيان» تُرجمت فى إسرائيل دون موافقة الكاتب!

جاء الخبر على وكالات الأنباء ليلا، وسارع الصحفيون بمهاتفة د.علاء الأسوانى، مؤلف الرواية، لمعرفة موقفه مما حدث. وتوالت المتابعات الصحفية، وعرفنا أن موقف الأسوانى، والذى أعلنه فى أكثر من مناسبة، لم يتغير، وأنه يرفض التطبيع مع إسرائيل بكل أشكاله، طالما استمرت فيما تفعله بحق الشعب الفلسطينى بشكل خاص والعربى بوجه عام.

المشكلة الأخطر التى تواجه الكاتب علاء الأسوانى حاليا، هى أن رفض التعامل مع إسرائيل، يعد على المستوى العالمى كالتعرض لبيت زجاجى، بمجرد أن ترفض التعامل معه، ينقلب عليك القاصى والدانى، ويعتبر أنك شخص ضد السلام، والسامية، فماذا يشكل هذا من خطورة بالنسبة لكاتب مترجم إلى 32 لغة، وتم الاحتفاء به عالميا؟.

يجيب الأسوانى: «المعروف أنه من غير المسموح لكاتب ترجمت أعماله لعدة لغات أن يكون له هذا الموقف من إسرائيل، ولا بد أن تصيبك أضرار من هذا النوع، ولكن المؤسف فى المسألة، هو تأويل الموقف، فالحملة المقامة ضدى حاليا خارج مصر، من قبل مدير المركز الإسرائيلى الذى ترجم الرواية، تروج إلى أننى عدو السلام، وتم نشر مقال فى صحيفة نيويورك تايمز، التى سبق واحتفت بى، يشير إلى أننى كاره لليهود وللعبرية، وهذا بالطبع غير صحيح، فلو أن دار نشر غير إسرائيلية قررت ترجمة أعمالى إلى العبرية، لن يكون لدى مانع، لأن هناك يهودا غير إسرائيليين، وكان لى منهم أصدقاء وأساتذة أثناء دراستى فى أمريكا، وكانوا على درجة عالية من الإنسانية، لذلك أنا لست ضد دين أو لغة، ولكننى ضد التعامل مع مؤسسات إسرائيلية، وهذا موقف لن أتراجع عنه، بل وأرى أنه واجب على كل مثقف عربى.

ويتساءل الأسوانى: «كيف لى وأنا كاتب ليبرالى، أن أكون ضد اليهودية كديانة أو العبرية كلغة.. فاليهود المصريون كانوا جزءا من النسيج المصرى لفترة طويلة، وكانت هناك شخصيات مصرية يهودية مهمة، وشهيرة. يضيف: «اليهود تم اضطهادهم فى العالم كله إلا الوطن العربى، وليس لدينا ثأر تاريخى معهم».

المشكلة الأهم التى أشار لها الروائى الكبير هى أن: «هذا النوع من المقاطعات ليس مستحدثا أو عدائيا، فدول الغرب التى تطالبنا برفع المقاطعة عن إسرائيل، هى نفسها قاطعت جنوب أفريقيا لفترة طويلة جدا، وعلى المستوى الرسمى وليس الفردى، لدرجة أنه كان من الممنوع أن تدعى جنوب أفريقيا إلى البطولات الرياضية، أو المؤتمرات، فما المشكلة إذن أن نقاطع إسرائيل للضغط عليها فى موقف نراه إجراميا؟».

ويندهش الكاتب من موقف المركز الإسرائيلى الذى ترجم الرواية، معتبرا أنها السابقة الأولى من نوعها فى التاريخ أن يسرق شخص شيئا ما ويعلن عن ذلك بمنتهى الفخر مثلما حدث مع عمارة يعقوبيان، وكل من قرأ الإعلان الذى روجوه كان يشعر بأنه مستفز، حيث أعلن المركز عن ترجمته للرواية، وطبع 27 ألف نسخة، وتوزيعها على أعضائه مجانا.

وتزداد دهشته من فكرة عدم احترام الملكية الفكرية التى يراها مقدسة فى الخارج، لدرجة أنه عندما يجرى معه أحد المقابلات الصحفية لصحيفة أجنبية، ويرسل للقائمين عليها صورة من صوره لنشرها مع المقابلة، يشترطون معرفة بيانات المصور لإعطائه حقه المادى والأدبى، أو يرفضون نشر الصورة بمنتهى الحزم، فكيف يتم الاستهانة بهذه الحقوق المقدسة والتعامل معها بهذه الطريقة المستفزة.

وكان أندرو وايلى، الوكيل الأدبى للأسوانى، قد أرسل للمركز الإسرائيلى ينبههم إلى أن هذه تعد قرصنة أدبية، ولم يهتموا بهذا، فأخطرهم أنه سوف يتم اتخاذ موقف قانونى، وبالفعل تم توكيل د.حسام لطفى المستشار القانونى، للتعامل مع الأمر، الذى قام بدوره بإرسال خطاب قانونى إلى اتحاد الكتاب المصرى والعربى، واتحاد الناشرين، واللذين انتهز الأسوانى فرصة حديثه مع «الشروق» لتوجيه الشكر لهما على التضامن معه، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التى يتضامن معه فيها اتحاد كتاب مصر، حيث كان محمد سلماوى رئيس الاتحاد قد وقف بجانب الأسوانى فى قضية سابقة من قضايا حرية التعبير.


ولكن هناك فى الغرب من يعول طوال الوقت على اتفاقية السلام بيننا وبين إسرائيل، وأنه من المفترض أن العلاقات الرسمية بين الدولتين قائمة، أليس كذلك؟.

أنا كمثقف، وكمواطن عربى، غير ملزم بنص هذه الاتفاقية، بل أرى أنه واجب على كل مثقف مصرى أو عربى، ألا يتعامل مع أى فرد أو مؤسسة إسرائيلية طالما استمرت فى انتهاكها لحق الشعب الفلسطينى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer