Fri Nov 19, 2010 3:44pm GMT
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - بعيدا عن أعين وسائل الاعلام حاول الفلسطينيون دفع برنامج دولتهم بوسائل بسيطة ولكن رمزية لا تلقى اهتماما من أغلب الناس في وكالات الامم المتحدة.
لكن حتى في تلك الساحات الهامشية بجهاز الامم المتحدة المترامي الاطراف واجهت جهودهم تعطيلا من الولايات المتحدة العازمة على عدم اظهار أي ميل ولو بسيط تجاه الفلسطينيين في الوقت الذي تسعى فيه للقيام بدور الوسيط النزيه في محادثات السلام المتعثرة بينهم وبين اسرائيل.
ويشتبه كثير من الاسرائيليين في أن الرئيس باراك أوباما عازم على اقامة دولة فلسطينية بأي ثمن. لكن في رام الله - مقر الحكم الذاتي المحدود للفلسطينيين والكائنة بالضفة الغربية - يعتقد الفلسطينيون أنه غير جاد بشأن اقامة الدولة كما يقول.
وقال سليمان زهيري عضو الوفد الفلسطيني الذي شارك الشهر الماضي في اجتماع بالمكسيك للاتحاد الدولي للاتصالات ان الفلسطينيين كان بوسعهم اللجوء الى الاقتراع والحصول على ما كانوا يرغبون فيه.
وقدم زهيري مذكرة كان من شأنها أن تضمن للفلسطينيين حقوق دولة عضو بالاتحاد وبعد شهور من الاستعدادات الدبلوماسية حصلوا على دعم نحو 50 دولة وكان الاقتراح في طريقه للحصول على الموافقة بتأييد 40 دولة اخرى.
وقال ان الوفد الفلسطيني طالب بمنح الفلسطينيين حقوق وامتيازات دولة دون أن يكونوا دولة عضوا بالفعل. وقال انه لا يهتم بالتوصيف الذي يمكن منحه للفلسطينيين بقدر اهتمامه بحصولهم على كل حقوق الدولة العضو.
الا أن الولايات المتحدة اعترضت وتراجع الفلسطينيون خشية عواقب الاخلال بالتوازن الذي لم يدل زهيري بتفاصيل بشأنه.
ولم يصدر تعليق من وزارة الخارجية الامريكية بشأن هذه الرواية. لكن الاعتراضات الامريكية تنسجم مع سياسة متبعة منذ فترة طويلة تعامل الفلسطينيين على أنهم ليسوا أكثر من عضو مراقب بالامم المتحدة.
وتجرأ الفلسطينيون ليأملوا في الحصول على المزيد من ادارة التزمت علنا باقامة دولتهم كما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان حادا في التعبير عن خيبة أمله.
وفي كلمة القاها في 11 نوفمبر تشرين الثاني كان عباس صريحا في التعبير عن احباطه ازاء النهج الامريكي وركز على معارضة واشنطن لفكرة سعي الفلسطينيين للحصول على دعم مجلس الامن الدولي لاقامة دولتهم.
وذكر عباس أوباما بأن اقامة الدولة الفلسطينية وعد ودين في رقبته ويجب أن يتحقق. غير أنه سعى للتهوين من حجم التوقعات عندما قال ان الدعم الامريكي للدولة الفلسطينية لا يزال في مرحلة الشعارات.
ويوضح جورج ميتشل مبعوث أوباما لعملية السلام في كل زيارة الى المنطقة أن واشنطن تعول على امتناع الفلسطينيين واسرائيل عن القيام بأي تحركات من جانب واحد قد تضر بالمفاوضات بشأن القضايا الاساسية.
ويشمل هذا محاولات الفلسطينيين للدفع ببرامج عمل دبلوماسية من جانب واحد. ويقول مسؤولون فلسطينيون انه حتى الخطوات الصغيرة داخل الوكالات المغمورة التابعة للامم المتحدة يتم سحقها بزعم أنها يمكن أن تضر بسياسة المسار المزدوج المتوازنة بشكل دقيق.
وعندما قام الفلسطينيون في سبتمبر ايلول بأولى محاولاتهم للحصول على العضوية الكاملة بلجنة تابعة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) حيث يمكن للدول السعي لاستعادة الاثار كان ممثل الفلسطينيين حمدان طه يأمل في استغلال الهيئة للسعي لاستعادة عشرات الالاف من القطع الفنية التي نزعت خلال الاحتلال الاسرائيلي.
وقال طه ان الاقتراح كان من شأنه أن يسمح للفلسطينيين والفاتيكان اللذين يتمتعان بوضع مراقب بالتصرف كدولة عضو.
وأضاف أن ممثل الولايات المتحدة هو الذي عارض المقترح وحده.
وتابع يقول ان الولايات المتحدة اشارت في اعتراضها الى أن التغير الذي طالبت به فلسطين في وضعها شمل عنصرا جديدا وبالتالي لم يكن هذا رفضا كاملا وانما محاولة لتأجيل النقاش.
وقال طه انه جرى ابلاغ الوفد الفلسطيني بأن الولايات المتحدة عارضت التعديل خشية امكانية أن يقوض محاولات واشنطن لاحياء محادثات السلام.
من توم بيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات