الأقسام الرئيسية

هذه أفكار «جمال».. فأين أحلامه؟

. . ليست هناك تعليقات:


بقلم سليمان جودة ١٤/ ١١/ ٢٠١٠

إذا كان برنامج «مصر النهارده» قد اتسع لأفكار جمال مبارك، عندما كان يتحدث فيه مساء الخميس، فإنه لم يتسع لأحلامه، لأنه حين تكلم عما كُنا عليه عام ٢٠٠٥، ثم ما صرنا إليه الآن، فهو فى حقيقة الأمر كان يتكلم عن تطور عضوى طبيعى للأمور يجرى فى مصر، كما يجرى فى بنجلاديش.

وإذا كان هو قد قال إنه ليس لديه طموح شخصى، وإنه يريد أن يكون له دور فى التغيير، فهذا التغيير لن يتحقق من خلال تطور هنا أو هناك، هو أصلاً من طبائع الأمور، ولكنه يتحقق بأحلام من النوع الذى يقيم الدول، ويصعد بها من الأرض إلى السماء!

التطور الذى تكلم عنه مهم طبعاً، وكان موفقاً في الكلام عنه بامتياز، ولكن الأهم منه ألف مرة، هو الحلم الذى يجب أن يملكه شخص مثله، يتطلع إلى خدمة بلده من خلال حزب، وفى وجود رئيس يملك، ويحكم، ويتحكم، أعطاه الله الصحة والعمر.

يظل جمال مبارك، والحال هكذا، فى أشد الحاجة إلى أن يطل على الناس مرة أخرى، ليكشف لهم عما يحلم به بالضبط لبلاده، لأن ما سمعناه منه، عن رصد للتطور، فى أكثر من مجال، لا يكفى، ولا يشفى الغليل!

لم نسمع منه، عما يملكه، من حلم ديمقراطى، لبلد فى حجم مصر، وكيف أننا، كبلد، نستحق أن يكون عندنا برلمان حقيقى، ينشغل فيه النائب بالرقابة على الحكومة، وتشريع القوانين، وليس «الدوران» طول النهار على الوزارات، لأداء الخدمات لأبناء الدائرة، وهى مسألة أدت إلى تفريغ البرلمان كله من أى مضمون!

لم نسمع منه عما يملكه من حلم فى هذا الاتجاه، يؤدى إلى أن يكون الانتخاب فى البرلمان بنظام القائمة، الذى سوف يقود بطبيعته إلى تمثيل واضح للمرأة، وتمثيل عادل للأقباط، ووجود فاعل للأحزاب، وليس النظام الفردى الحالى، الذى نجح كبار النواب فى البرلمان فى فرضه على الحزب، وفى إبقائه، لا لشىء إلا لأنه يحقق مصلحة كل نائب منهم، فى دائرته، ولا علاقة له مطلقاً بمصلحة البلد كبلد!

لم نسمع منه عما يملكه من حلم استثمارى، يعوّض مستقبلاً ما فقدناه من استثمار خارجى وصل إلى ٣٠٪ فى ٢٠١٠، قياساً على ما كان عليه الاستثمار من هذا النوع فى ٢٠٠٩.

لم نسمع منه أنه يحلم ـ مثلاً ـ بأن تعمل كل السيارات فى القاهرة، خلال ٤ أو ٥ سنوات بالغاز، لنحظى وقتها بقاهرة نظيفة، نستحقها، وتستحقنا!.. لم نسمع منه أنه يحلم بإنشاء مدن خضراء، على امتداد البلد، بحيث تعمل كل سياراتها بالكهرباء والغاز، وهو شىء قريب مما كان السادات العظيم قد حلم به فى زمانه، فقامت ٦ أكتوبر، ومدينة السادات، والعاشر من رمضان.

لم نسمع منه شيئاً عن الحلم الأعظم الذى يجب أن ننشغل به، فى كل لحظة فيما يتصل بالتعليم، على وجه الخصوص، وهو أمر لن يكون ممكناً إلا إذا حلمنا بأن يكون القطاع الخاص شريكاً أساسياً فيه، من خلال إغراءات تقدمها الحكومة، سواء بإتاحة الأرض، أو بإعفاء ضرائبى، وحين يحدث هذا فسوف يؤدى إلى نشأة تعليم أهلى، يمثّل الأمل بين تعليم تجارى خاص، يهدف بطبيعته، إلى الربح، وتعليم حكومى لا يملك، ولا يهدف!

هذه العظمة التى نراها فى الولايات المتحدة، واليابان، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، وماليزيا، قامت فى الأصل على الأحلام، ولو كانت تلك الدول قد توقفت عند حدود مجرد تطور يلحق بها من عام لعام، ما كانت قد تحركت من مكانها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer