الأقسام الرئيسية

الإعلام المسيحى

. . ليست هناك تعليقات:


بقلم محمد سعيد محفوظ ٢٥/ ١١/ ٢٠١٠

فيما عدا قداس الأحد الذى شرعت قناة النيل الثقافية فى بثه من وقت لآخر، وبضع مقالات موسمية بأقلام القساوسة الكبار فى جريدة الأهرام، يصعب تمييز الوجود المسيحى فى الإعلام المصرى، الذى يشارك فى تمويله أكثر من عشرة ملايين مواطن مسيحى من دافعى الضرائب..

هذه الحقيقة قد تنكرها الحكومة، وقد يغضب من إثارتها الغيورون على الإسلام، لكن بعض الطموحين داخل الكنيسة المصرية قرروا أن يتجاوزوها، وأن يشقوا قنواتهم الإعلامية بأنفسهم.. ومع شح الإمكانات وغموض موقف النظام من هذا البروز المفاجئ، جاء الإعلام المسيحى الناشئ ليغطى عموم الكنيسة برسالة تبشيرية تركز بخطى وئيدة على العموميات، وتنأى بحذر عن الهموم الحقيقية لأبناء مصر المسيحيين.. لكن مسيرة الإعلام المسيحى لم تتوقف عند هذا الحد.

يوم الخميس الماضى كنت مع حشد من نجوم المجتمع من المسلمين والمسيحيين، أشهد احتفال الطائفة الإنجيلية فى مصر بتجربة مهمة فى هذه المسيرة الإعلامية، التى أفرزها استمرار التجاهل الحكومى، وأنعشها مناخ الاحتقان الطائفى، ورسختها أجواء الدولة الدينية التى تفرضها بعض التيارات على الشارع المصرى..

وهذه التجربة تستمد خصوصيتها من كونها تنطلق للمرة الأولى من كنيسة محلية، هى كنيسة الإبراهيمية بالإسكندرية، حيث دشنت مركزاً إعلامياً ضخماً لتأهيل الكوادر الفنية المسيحية، وإنتاج مواد سمعية وبصرية ذات بعد اجتماعى وحقوقى.. وكان الاحتفال الذى استضافه المركز الكاثوليكى للسينما لتسليط الضوء علناً لأول مرة على المركز بعد مرور خمس سنوات على إنشائه.. وبطبيعة الحال تجاهل الإعلام الرسمى الخبر، وغفل عنه الإعلام الخاص، ولن أبحث هنا عن الأسباب التى وراء ذلك!

لكن بعيداً عن الدهشة التى عبر عنها الشاعر أحمد فؤاد نجم عندما وقعت عيناه على ديكور المسرح البديع، والفخر الذى بدا واضحاً على ملامح المصور السينمائى رمسيس مرزوق، منذ وصوله معى إلى الحفل.. والإشراق الذى غمر كلاً من المخرج سمير سيف والممثل خفيف الظل لطفى لبيب، اللذيْن ساندا التجربة منذ بدايتها، وبعيداً عن مباهاة يوسف منصور، مدير المركز، بعشرات البرامج والمسلسلات والأغانى التى أنتجها، وعشرات الدورات التدريبية التى نظمها فى زمن قياسى، ووعوده بخمسية مقبلة تتفوق على سابقتها فى الكم والكيف..

بعيداً عن كل ذلك، فإن كلمات الحفل، والمقالات التى تضمنها كتيبٌ صدر بهذه المناسبة، طرحَت بإلحاح سؤالاً واحداً: ما الذى يستطيع الإعلام المسيحى القيام به فى هذه المرحلة؟ وربما لم يغب عن هذا الجدل سوى مقالى، الذى جاء أكاديمياً، وتناول الإعلام الحديث وصناعة الأفلام!

ورغم الأفكار الثرية التى تداولها المتحدثون والكتّاب، وقد يكون أبرزها عما إذا كان الإعلام المصرى يعزز ثقافة التسامح أم يهددها، فإن الأحاديث الجانبية بين ضيوف الحفل من المسلمين والمسيحيين كانت أكثر جرأة، إذ لم يستبعد بعضها عزم الكنيسة على اتباع سياسة إعلامية جديدة تعالج بها آثار الصفقات التى عقدتها مع النظام فى العقود الماضية،

ولم تأت لها بفائدة، وتمهّد من خلالها لعلاقة سوية مع النظام المقبل، تقوم على التجرد والنديّة، وتسوّق لمبدأ المواطنة، وهى أهداف، إذا لم تخرج عن سياقها، لن تتناقض مع أجندة الساعين إلى دولة مدنية، لا فرق فيها بين مسلم ومسيحى إلا بالكفاءة والأهلية.

m.said.mahfouz@googlemail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer