الأقسام الرئيسية

رمز المساواة الاجتماعية في كوبا يتمزق

. . ليست هناك تعليقات:

الكوبيون يأملون بتحولات سريعة لتحسين معيشتهم لكنهم يريدون التمسك بدفتر التموين المعمول به منذ نحو نصف قرن.

ميدل ايست أونلاين

هافانا – من ريغوبرتو دياس

لا ليبريتا.. يطير مع ريح التقشف

يطالب الكوبيون بتغييرات سريعة لتحسين مصيرهم، لكن تعودهم على "الرعاية الابوية للدولة" يجعلهم مترددين حيال قرار الرئيس راوول كاسترو خفض النفقات الاجتماعية وخاصة الغاء "البطاقة التموينية".

وقالت المعلمة المتقاعدة خواكينا تريفينو (78 سنة) وهي تبتضع وبيدها دفتر التموين "لا بد من تغييرات كثيرة في كوبا كي نعيش حياة افضل لكن مع ندرة المواد الاساسية لا اظن ان الوقت قد حان لالغاء البطاقة".

وقد بدأ العمل بـ"بطاقة التموين" التي ترمز الى "المساواة الاجتماعية" سنة 1963 بعد سنة من الحظر الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة -والذي ما زال قائما- على ثورة فيدل كاسترو.

ويمنح هذا الدفتر الكوبيين حصة شهرية من السلع الغذائية الاساسية مثل الأرز والسكر والزيت والقهوة باسعار زهيدة جدا لكونها مدعمة. ورغم ضعف اهميتها على مر السنين لتصبح غير كافية فان هذه البطاقة لا تزال تعتبر مساعدة لا باس بها بالنسبة للكوبيين الذين يتقاضون ما معدله عشرين دولارا في الشهر.

غير ان "الخطة الخمسية" التي نشرت الثلاثاء تنص على الغاء "لا ليبريتا" (الدفتر) في اطار سياسة التقشف الرامية الى خفض نفقات الدولة التي تفتقر الى الاموال.

ويفترض ان يناقش الكوبيون هذا المشروع قبل المصادقة عليه في نيسان/ابريل المقبل في اول مؤتمر للحزب الشيوعي منذ 1997 والاول منذ انسحاب فيدل كاسترو من الحكم.

واعتبرت ايرما فيخيرانو (75 سنة) التي قضت اربعين سنة من عمرها تشرف على ادارة محل تجاري ان "لا ليبريتا تساعد العديد من الاشخاص واذا الغيت فان من يملكون المال هم الذين ستكون لديهم قدرة شرائية، اما الاخرين فانهم سيواجهون صعوبات، وساكون انا اول المحتجين".

وعلى غرار العديد من الكوبيين تخشى هذه المراة من ان يؤثر الغاء بطاقة التموين "خصوصا على المسنين الذين يتقاضون راتبا متدنيا جدا".

ولم يعثر رولاندو (29 سنة) المعلوماتي، ولو على نسخة من المشروع الذي يباع في الاكشاك مقابل بعض سنتات والذي نفدت كل نسخه بسرعة كبيرة.

الا انه تمكن من القاء نظرة على نسخة احد اصدقائه فاعرب عن "تفاؤله" لما قرأه لا سيما ما يخص رغبة الحكومة في "تشجيع" قطاع خاص ما زال متعثرا منذ التسعينيات.

وتدخل صديقه خيراردو وهو ايضا معلوماتي، قائلا "بعد البلدان مثل الصين وفيتنام وجدت مخرجا. لماذا لان نستطيع نحن الكوبيين ذلك؟ لاننا لا نعمل" مبررا هذا الوضع بـ"تدني الاجور التي تدفعها الدولة".

ومنذ ان حل محل شقيقه المريض في الرئاسة في تموز/يوليو 2006، حذر راوول كاسترو من انه سيلغي "العلاوات والاعانات غير المستحقة" معتبرا انه لم يعد للدولة الكوبية "امكانيات تجعلها مكانا نعيش فيه دون ان نعمل".

من جانبها ابرزت صحيفة "غرانما" الناطقة باسم الحزب الشيوعي انه مع الصعوبات الاقتصادية الحالية فان "زمن ابوة الدولة" قد ولى.

وتستعد كوبا لالغاء نصف مليون وظيفة في القطاع العام بحلول نهاية الربع الاول من 2011 اي 10% من القوى العاملة والغاء "النفقات غير المنطقية" في قطاعي الصحة والتربية المميزان بالنسبة للثورة الكوبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer