الأقسام الرئيسية

تراجع تعدد الزوجات في قطر: ظاهرة إيجابية، أم زيادة لنسبة العنوسة؟

. . ليست هناك تعليقات:

باحثون يلمسون بوادر إيجابية في الظاهرة تتمثل بزيادة الوعي لدى المرأة القطرية بحقوقها، والبعض يردها إلى غلاء المهور ومراسم الزفاف.

ميدل ايست أونلاين

زوجة واحدة تكفي

الدوحة - كشفت إحصائيات حديثة صادرة عن جهاز الإحصاء القطري عن تراجع ظاهرة تعدد الزوجات في البلاد، حيث سجلت حالات زواج الرجال المتزوجين من اخرى 6.6 % للقطريين و8.5 % لغير القطريين مقابل 92.9 % لحالات الزواج مع عدم وجود زوجة أخرى، أما نسبة من تزوجوا بزوجتين أو ثلاث زوجات فلم تتخط 0.4 %.

وأكد باحثون اجتماعيون أن النتائج الأخيرة تعكس تغير ثقافة المجتمع بعدم قبول الفتاة الزواج من رجل متزوج، مشيرين إلى أن المرأة القطرية باتت تفضل الطلاق على أن تخطف أخرى زوجها وتستحوذ على قلبه.

فيما وجد البعض ان الاتجاه لرفض فكرة تعدد الزوجات له اثار سلبية أخرى على المجتمع، وفي مقدمتها ارتفاع نسبة العنوسة، ولجوء البعض الى الزواج العرفي أو زواج المسيار بعيدا عن أعين المجتمع.

وتقول الباحثة الاجتماعية الدكتورة منيرة الرميحي لصحيفة "الراية" ان تعدد الزوجات لم يكن في الماضي موجودا بالمعدلات الحالية، مؤكدة أن هذا الأمر يؤثر بشكل سلبي على الأسرة والمجتمع.

ورغم إشارة الدكتورة الرميحي إلى أن هذه الأرقام لا تعني بالضرورة تراجع معدل تعدد الزوجات في قطر على أساس أن الكثير من عقود الزواج قد تسجل خارج قطر، فانها تؤكد أن هناك الكثير من العوامل التي شهدها المجتمع القطري والتي من شأنها أن تقلل هذا الأمر في أي مجتمع، أبرزها غلاء المعيشة ودخول عادات غريبة على مراسم الزواج.

وتضيف "مع غلاء المهور ومراسم الأعراس والمنازل وتجهيزها بات من يرغب في التعدد غير قادر على الزواج بأخرى". مشيرة إلى أن انفتاح المجتمع القطري وفر تربة خصبة للعادات الدخيلة و"أهمها الاهتمام بالمظاهر الكاذبة في حفلات الزواج التي باتت ظاهرة مشيرة إلى استحداث توزيع الهدايا على المدعوين في العرس على سبيل المثال".

ويرى الكاتب فيصل المرزوقي أن المؤشرات السابقة على تراجع تعدد الزوجات "في حقيقتها لم تكن نتيجة لتغير ثقافة المجتمع، كما ادعى بذلك علماء اجتماع جهاز الإحصاء، إن صح تسميتهم بالعلماء. وإنما لتغير الواقع، وإن لم تختلف الخصائص التي فطر الله عليها الرجال سابقا وحالياً، فقد جبلوا على تحمل المسؤوليات التي منها الاحتضان والاحتواء لـ'مثنى وثلاث ورباع".

ويضيف في مقال له بصحيفة العرب "كما ثبت طبياً أن الرغبة الجنسية لدى الرجل لا تنفك عنه حتى في أرذل العمر من حياته، بينما على العكس من ذلك بالنسبة للمرأة التي تذبل، ويذبل معها كل شيء بمجرد دخولها سن اليأس، كل تلك الأسباب تدفع معظم الرجال دفعاً نحو مشروعية التعدد، ولذلك كان التعدد مشاعاً سابقاً، لكن للأسف الشديد في الآونة الأخيرة، هذا التشريع الرباني واجه تحديات كثيرة، لعل من أهمها ارتفاع تكلفة المعيشة التي منها امتلاك أو تأجير السكن، ناهيك عن تكلفة الزواج"

ويتابع "ظاهرة التعدد لم تتراجع كما أشارت نتائج الدراسة، ولكن تراجعت 'الرجولة' التي كانت متواجدة في ثلة من الأولين، وقليل من الحاضرين".

وتقول الرميحي إن الجانب الاقتصادي لا يعد العامل الوحيد الذي قد يؤثر على موضوع تعدد الزوجات "فهناك أيضا عامل آخر شديد الأهمية وهو تطور المرأة القطرية التي باتت على قدر كبير من الوعي والاستقلالية (....) وأصبحت ترفض أن تشاركها امرأة أخرى بزوجها وإن حدث ذلك غالبا ما تلجأ الزوجة الأولى إلى طلب الطلاق والمحكمة تعج بقضايا من هذا النوع".

وترى ان لتعدد الزوجات أثر سلبي على العائلة والمجتمع/ مضيفة أن "آثار هذا الأمر التي من أبرزها تفكك الأسرة، واضحة تؤكدها المشاكل التي تظهر على طلاب وطالبات المدارس والجامعات والتي تعود بشكل مباشر إلى تعدد زوجات الأب".

وحول ارتباط تراجع معدل تعدد الزواج بالعنوسة ترى الرميحي أن السبب الرئيسي للعنوسة يعود إلى غلاء المعيشة وغلاء المهور "فضلا عن إقدام الشاب القطري على الزواج بامرأة غير قطرية، ربما لأن مهرها أقل ومتطلباتها معقولة ولا يعود إلى استقلالية المرأة وعملها"، مشيرة إلى أن رجل هذا العصر يفضل المرأة الواعية المتعلمة.

ويرفض عدد كبير من القطريات أن يتزوج أزواجهن بامرأة أخرى، وتقول ليلى (متزوجة) أنها لا ترضى أبدا أن يتزوج زوجها عليها، وأنها تفضل أن تكون مطلقة على أن يتزوج زوجها بامرأة ثانية، مشيرة إلى أن المرأة "طالما تقوم بواجباتها لا يحق لزوجها أن يقرر الزواج".

وتقول نور(طالبة) "المرأة القطرية ليست جاهلة بحقوقها مستكينة لإرادة زوجها ولو كان على خطأ"، مضيفة أن "الحياة تغيرت فلم يعد يستطيع الرجل التوفيق بين زوجتين وعائلتين بما يحملانه من متطلبات فرضتها طبيعة الحياة الجديدة".

أما هند (طالبة) فتوكد أنها لا تستطيع رفض فكرة تعدد الزوجات "لما لها من فوائد أهمها تقليل العنوسة"، مشيرة إلى أنه "لا توجد امرأة في العالم تقبل أن تشاركها امرأة أخرى بأي شيء فكيف بزوجها، ولكن بعضهن يضطررن لأسباب كثيرة".

وتستدرك "أنا لا أرى مشكلة بالأمر طالما كان الزوج قادر على العدل والإنصاف وعدم التقصير بواجباته تجاه أبنائه".

ويقول الشيخ عبد السلام البسيوني "ان الله أحل تعدد الزوجات من دون شروط سوى أهلية الرجل المالية والجسدية وقدرته على العدل وإدارة البيت والأولاد وعدم التقصير"، معتبرا أن "هذا الأمر قد يكون صعبا ولاسيما في ظل الحياة الصعبة والمعقدة التي نعيشها".

ويضيف "هل هناك فتنة أكثر من أن يكون هناك أكثر من 9 ملايين عانس في العالم العربي"؟

ويؤكد أن مسألة التعدد "لا تعني أن يأتي رجل عمره 80 سنة ويتزوج على زوجته شابة بحجة أن الدين أباح له الأمر أو أن يقدم رجل لا مال لديه على زواج امرأتين وفتح بيتين لا يستطيع كفايتهما ماديا" أو أن يأتي رجل لا يطبق من واجباته الدينية شيئا فلا يرى من دينه إلا إباحة تعدد الزوجات"، مؤكدا وجود ضوابط على هذا الأمر "لما يشترط فيه الإنفاق والأهلية، فالدين حدد لتعدد الزوجات الاستطاعة المادية والجسدية والإنصاف".

ويضيف أن الدين لم يشترط إعلام الزوجة الأولى قبل الزواج موضحا أن طلب الطلاق من حقها، ولكنه لا ينصحها بالإقدام على "أمر يخرب بيتها ولاسيما أن زوجها لم يفعل ما يغضب الله"، متسائلا "لماذا يسهل الناس الحرام ويصعبون الحلال"؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer