الأقسام الرئيسية

لماذا لا يعتذر الرئيس مبارك عن " أفية العبارة "

. . ليست هناك تعليقات:

الاعتذار عن الخطأ سمة النبلاء، فهل سيعتذر الرئيس مبارك عن الألم النفسي الذي سببه لكل من شاهده وهو يتحدث ببحبوحته الشهيرة مع مواطن عزمه على كوباية شاي في سوهاج.

نعرف طبعاً أن الشاي معد سلفاً من أحد عساكر – أو ربما ضباط – أمن الدولة، ولنا في جولات الرئيس الانتخابية قبيل 2005 مثلاً ومثالاُ، لكن هذه المرة بحبوحة الرئيس جعلته يرمي بإفيه غير لائق سياسياً. إفيه ضحك له الرئيس وضحك له مرافقوه مجاملة لكن أيًا ممن شاهده على شاشات التليفزيون ومن بعدها على الفيس بوك لم يضحك بل دمعت عيناه.

قال الرئيس للشاب الذي أخبره بأن أولاده يركبون العبارة: عبارة من اللي بيغرقوا دول؟ وبعدها كر كر كر كر كرررر.

نسي الرئيس أن العبارات الغارقة تخصصت في الغرق في عهد سيادته أم لم يلحظ أن مثل هذه الأشياء لا يجوز معها الهزار مهما كانت درجة البحبوحة التي صارت تظهر قبل الانتخابات الرئاسية وتختفي في رحلاته العلاجية لألمانيا وغيرها .

الرئيس جرح مشاعر كثيرين بهذه الكلمة فهل من العيب أن نقول ذلك؟.هل يعد ذلك تجاوزاً في الذات الرئاسية ، وهل سيعد كفراً بها لو طالبنا سيادته بالاعتذار عن الجملة أو الإفيه منتهي الصلاحية الذي ألقاه في بيان رسمي عن رئاسة الجمهورية ليؤكد أن العبارة أسئ فهمها مثلاً أو أي شئ يحفظ له اعتباره ويحفظ لنا كرامتنا المجروحة.

الدنيا لبش هذه الأيام، وكلنا أصبح يدرك ذلك، ومن الوارد أن يقابلني قاطع طريق أو بلطجي مصادفة ليغزني بمطواة وهو يقول لي مالك ومال الريس يا ابن ال( بييييييب) لكن لأنني أثق في أن ذلك قد يصنع مني بطلاً في الأيام القادمة، ولأنني أثق في أن النظام مل صناعة الأبطال المزيفين فكل ما نرجو هأن يعتذر الرئيس، أو ليبقى هذه السطور ليذكر سيادته في أي مكان ينشر فيه أو يتم تداوله على الفيس بوك والمنتديات ومواقع الإنترنت أن ما قاله لم يكن لائقاً، وأنه لا يعيبه أن يعتذر، لكن سيعيبه فعلاً أن يتعامل مع الأمر وكأن لم يكن.

بالمناسبة.. رغم كل شئ هناك بقايا حب للرئيس في قلب كل منا. رغم الفساد ورغم طول جثوم نظامه على أنفاسنا ورغم الظلم الذي نلاقيه ليل نهار هناك بقايا حب لسيادته في داخل كل منا بنسبة أو بأخرى، وهو الحب الذي يشبه حبنا للفراعنة الذين ماتوا منذ آلاف السنين ولازلنا نعتز بهم، ولا أعرف هل سيصر الرئيس ومن معه ومن حوله على وجود هذا القدر من المحبة عند المعارضين بصورة خاصة، أم أنهم سيشدون السيفون على هذه المحبة خلال الفترة القادمة لأن المعارض في هذا البلد مثل كسرة الخبز الناشف إذا وجدتها فإنك تخاف أن تدوس عليها ، لكنك تقبلها، وتركنها على جنب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer